بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الثاني 2018 12:01ص الدخول إلى البيوت دون استئذان

حجم الخط
الدخول إلى البيوت دون استئذان

* ما رأي الدين في النظر والتطلع إلى داخل البيوت والدخول على الناس بغير استئذان؟ 

عماد أدلبي –بيروت

- لقد حرم الإسلام دخول مساكن وبيوت الغير بغير استئذان. قال تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون} «سورة النور: 27». 
ولقد شرع الله تعالى الاستئذان صيانة للذين هم في داخل البيوت وحفاظاً عليهم. ومراعاة لحرياتهم في بيوتهم. لئلا يطلع أحد على العورات وما لا يجوز النظر إليه. من النساء وغيرهن. فإنه يترتب على ذلك مفاسد كثيرة. وعواقب وخيمة. 
والمنع من النظر هو أبرز أسباب وحكم مشروعية الاستئذان. لما روى سهل بن سعد رضي الله عنه قال: اطلع رجل من جحر في حجر النبي  صلى الله عليه وسلم  ومع النبي  صلى الله عليه وسلم  مدريًً- أي حديدة يسوي بها شعر رأسه- فقال: «لو أعلم أنك تنظر. لطعنت به في عينيك. إنما جعل الاستئذان من أجل البصر» «متفق عليه». 
ومن المعلوم أن أهل البيت إذا استأذنهم أحد بالدخول. فإنهم قبل الإذن له سيهيئون المكان إن لم يكن مهيئاً. وتذهب النساء عن مكان الاستقبال. أو طريق الداخل. ويبذلون كل ما من شأنه الحفاظ على مظهر بيتهم. وعدم اطلاع أحد على ما يسوؤه. أو يلوم أهل البيت عليه. ونحو ذلك. 
وقد ذكر ابن سعدي في تفسيره مفسدتين من مفاسد ترك الاستئذان فقال: منها: ما ذكر الرسول  صلى الله عليه وسلم  حيث قال: «إنما جعل الاستئذان من أجل البصر» فبسبب الإخلال به. يقع البصر على العورات التي داخل البيوت. فإن البيت للإنسان في ستر عورة ما وراءه. بمنزلة الثوب في ستر عورة جسده. 
ومنها: أن ذلك يوجب الريبة من الداخل. ويُتهم بالشر. سرقة أو غيرها. لأن الدخول خفية. يدل على الشر. 
وإذا كان الإسلام قد حرم الدخول إلا بإذن. فإنه أيضاً قد منع من مجرد الإطلاع على البيت من خارج. وأذن لأهل البيت أن يفقأوا عينه. ولو فعلوا ذلك ما عوتبوا. ولا عوقبوا. لأنهم فعلوا ما أذن به الشارع. والمطلع هو الذي تسبب على نفسه بفعله المشين. ويدل لذلك ما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  «من اطلع في بيت قوم بغير أذنهم. فقد حل لهم أن يفقأوا عينه». وفي لفظ».. فحذفته بحصاة ففقأت عينه. لم يكن عليك جناح» «متفق عليه». 
ولهذا قال في الحديث المتقدم: «لو أعلم أنك تنظر. لطعنت به في عينيك». وقد عد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثل هذا العمل. من مظاهر الفسق. فقال: «من ملأ عينيه من قاع بيت قبل أن يؤذن له. فقد فسق». والله اعلم.