بيروت - لبنان

30 أيار 2022 12:00ص علام: المشهد الديني اختُطف وزُيّفت التفسيرات الدينية لتحقيق مكاسب سياسية

المفتي علام خلال زيارته إلى لندن المفتي علام خلال زيارته إلى لندن
حجم الخط
قال الدكتور شوقي علام - مفتي مصر ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: «إن الدولة المصرية لديها القوة والقدرة على مواجهة كافة التحدّيات»، مضيفاً أن العالم أجمع في حاجة إلى المنهج المصري الوسطي الذي بُنِيَ من خلال خبرات متراكمة على مدار أعوام، ومضيفا أن الهزّات التي حدثت في مصر بين الحين والآخر لم تنجُ منها مصر إلا بالعناية الإلهية وإرادة شعبها وتماسكهم وتعاونهم، وأكَّد على المصريين في الداخل والخارج أن يكونوا مدركين للتحديات التي نمرُّ بها وأن نعمل على بناء الوعي ونتعاون من أجل حلّها بالعزيمة والإرادة.
كلام علام جاء خلال لقائه برموز ورؤساء الجالية المصرية في لندن ضمن لقاءات زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة، حيث ألقى كلمة تاريخية في مجلسَي العموم واللوردات البريطاني، وأجرى عدداً من اللقاءات المهمة مع العديد من الشخصيات الرسمية البريطانية.
وقال لأعضاء الجالية المصرية: «علينا أن نتحلَّى جميعاً بالعزيمة، والعزيمة لا تتوقَّف على المصريين في الداخل فحسب، ولكن الجالية المصرية في بريطانيا عليها دَور كبير في مواجهة هذه التحديات، وعلى رأسها بناء الوعي وتعزيز الشعور الوطني لدى أبناء الجاليات المصرية في الخارج».
وأضاف أنه علينا أن نتعاون معاً من أجل أن نحوِّل قائمة الأمنيات إلى جدول عمل وخطة واضحة، ووضع استراتيجية كاملة تشمل تدريب الأئمة الذين يتم ابتعاثهم وكذلك أئمة بريطانيا على مهارات الإفتاء ومواجهة الفكر المتطرف، وتأهيلهم باللغات الحيّة حتى يخرج هذا الشاب بثقافة البلد التي سيذهب إليها، وليعرف السياق المجتمعي ويدرك المشكلات الموجودة في المجتمع الذي سيذهب إليه.
المشهد الديني اختُطف
وأوضح علام لرؤساء الجالية المصرية في بريطانيا أن المشهد الديني اختُطف وتم تزييف تفسيرات النصوص الدينية من أجل تحقيق مكاسب سياسية، وأنه بالفعل هناك بعض التنظيمات تسعى للهيمنة على المراكز الإسلامية في الغرب والسيطرة عليها، مقترحا على الجالية المصرية في بريطانيا أن تقوم بالتنسيق مع السفارة المصرية في بريطانيا والجهات المعنية من أجل العمل على عدَّة مشروعات ومبادرات بهدف بناء وعي الشباب من أبناء الجالية وتثقيفهم وربطهم بوطنهم الأم ومرجعياتهم الدينية الوسطية.
وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية على استعداد للتعاون في تنفيذ هذه المبادرات المهمة التي ستجعل أبناء مصر في الخارج على قلب رجل واحد، وتربطهم بهُويَّتهم المصرية الوطنية لمواجهة كافة الأفكار المغلوطة ومحاولات تزييف الوعي.
كما تحدث خلال اللقاء عن إنشاء الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم وأنها مظلَّة تنسيقية جامعة لمفتين من 80 دولة حول العالم، وأن الأمانة لديها رؤية وخطة مستقبلية تسعى لتحقيقها، ومن ضمن أهداف الأمانة تدريب أئمة المساجد الإسلامية في الغرب على مهارات الإفتاء ومواجهة الفكر المتطرف، وبالفعل قامت دار الإفتاء من خلال الأمانة بتدريب دفعتين من أئمة بريطانيا.
هذا وقد أكَّد أعضاء الجالية المصرية في لندن من جانبهم أنَّ المفتي علام أسهم بشكل كبير في إعادة الريادة الدينية لمصر بكلمته داخل البرلمان البريطاني، وأنَّ كلمته وإجاباته على تساؤلات أعضاء البرلمان البريطاني كان لها صدى إيجابي وصححت الكثير من المفاهيم المغلوطة حول الإسلام والمسلمين.
وقال أعضاء الجالية المصرية: «نحن على أتمِّ الاستعداد للتعاون وبذل الجهد من أجل أن نكون صورة مشرّفة لمصر في الخارج، وحتى يرى العالم كيف أن المصريين قادرون على مواجهة كافة التحديات، وأنهم أعضاء نافعون في المجتمع أينما حلُّوا»، مطالبين بفتح قنوات للتعاون المستقبلي مع دار الإفتاء المصرية، خاصة وأن الجالية المصرية في بريطانيا تعاني بسبب غياب المرجعية الوسطية، وهو ما يؤثر على أبناء المصريين في بريطانيا ويجعلهم عرضة لتزييف الوعي.
زيارة مسجد «شاه جهان»
وكان علام قد قام بجولة تفقُّدية لمسجد «شاه جهان» في مدينة «وكينغ» بالقرب من لندن، وهو يُعدّ أول مسجد بُنِيَ في بريطانيا، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة، حيث سيلقي خطاباً مهمًّا أمام مجلسَي العموم واللوردات البريطاني، كما سيلتقي عدداً من كبار رجال الدولة في المملكة المتحدة.
وقال: إن المسلمين هم سفراء للإسلام بأخلاقهم وأعمالهم النافعة للمجتمع، داعياً المسلمين في بريطانيا إلى الاندماج الإيجابي والفعّال في مجتمعاتهم والتعاون مع كافة أطياف المجتمع لتحقيق السلم المجتمعي.
كما قام المفتي بجولة تفقّدية للمسجد الذي بُنِيَ عام 1889م في جنوب غرب لندن، حيث تعرَّف على باحات الصلاة، وقاعات الأنشطة والندوات التي يعقد فيها العديد من الفعاليات والندوات الدينية والتاريخية التي تعمل على تثقيف المسلمين البريطانيين حول تاريخهم وما ينفع مجتمعهم.
يُذكر أن مسجد «شاه جهان» هو أول مسجد بُنِيَ كمصلًى في بريطانيا أنشأته الملكة الهندية «شاه جهان» التي حكمت إقليم «بهوبا» في الهند في القرن التاسع عشر، وصممه المهندس وعالم اللغويات والمستشرق البريطاني ذو الأصول المجرية غوتليب ويهيلم ليتنر، ليكون مكاناً للصلاة لطلاب «معهد الدراسات الشرقية» بالقرب من بلدة ووكينغ في ساري بالقرب من العاصمة البريطانية لندن.