بنهاية عام 2024م يكون قد مضى على «إبادة غزة» 452 يوماً، ربما تكون تلك الفترة قد مرّت كطيف عابر على سكان العالم، إلّا إن الفلسطينيين في غزة قد شعروا بكل ثانية فيها، فكل ثانية كانت أثقل من سابقتها؛ إذ حملت كل واحدة منها ارتقاء روح، أو بتر عضو، أو نسف منزل بمن فيه وعلى رؤوس قاطنيه.
ولعلّ مداد الأقلام بات عاجزاً عن التعبير عما يعانيه أهل غزة الأحرار منذ السابع من أكتوبر 2023م، بعدما فقدت غزة 6% من سكانها منذ العدوان الصهيوني الغاشم. لذا؛ سنضع القارئ والعالم أجمع أمام أرقام كارثية مخيفة ربما تعكس حجم المأساة التي عاشها أهل غزة في ظل صمت عالمي مطبق.
أرقام كارثية
• ارتكاب الاحـتلال أكثر من 10 آلاف مجـزرة ضد المدنيين في القطاع.
• بلوغ حصيلة الشـهداء نحو 45,541 شـهيداً، 70% منهم من النساء، والأطفال.
• تسجيل أكثر من 11 ألف مفقودٍ ما زالوا تحت الركام، وفي الطرقات؛ إذ منع الاحـتلال وصولَ طواقم الإسعاف، والدفاع المدني إلى الجرحى، والمصابين، والمفقودين.
• ارتفاع صادم في أعداد الضحايا من الأطفال بعد استشهد 17,818 طفلاً، من بينهم 238 رضيعاً ولدوا واستشهدوا في ظل حرب الإبادة، فيما استشهد 853 طفلاً دون سن عام خلال الحرب.
• أباد الاحتلال 1,413 عائلة فلسطينية، ومسحها من السجل المدني بالكامل؛ فيما يعادل أكثر من 5 آلاف شهيد.
• أباد الاحتلال 3,467 عائلة أخرى، ولم يتبقَّ منها سوى فرد واحد؛ ليصل عدد شهداء هذه العائلات إلى نحو 8 آلاف شهيد.
• استـشهاد 44 فلسطينيًّا نتيجة المجاعة، و7 أطفال نتيجة البرد الشديد داخل خيام النازحين.
• استـشهاد 12,287 امرأة فلسطينية.
• استـشهاد 1,068 فرداً من الطواقم الطبية، و94 من الدفاع المدني، و728 من عناصر الشرطة المكلفة بتأمين المساعدات.
• استـشهاد 201 صحفيًّا.
• أقام الاحتلال 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات، وتم انتشال 520 شهيداً من تلك المقابر (حتى نهاية العام 2024م).
• استهدف الاحـتلال 21 مركزاً للإيواء والنزوح؛ ما يعني أنه لا مكان آمن في غزة.
• وجود أكثر من 35,060 طفلاً فلسطينيًّا في غـزة يعيشون دون الوالدين، أو أحدهما.
• إصابة 108,339 فلسطينيًّا.
• أكثر من 2 مليون فلسطيني مصابون بأمراض معدية نتيجة النزوح.
• وجود 12,650 جريح بحاجة إلى السفر للعلاج خارج قطاع غـزة.
• وجود 350,000 مريض بأمراض مزمنة في خطر؛ بسبب منع إدخال الأدوية.
• وجود 60 ألف سيدة حامل معرّضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية.
• اعتقال 6,600 مواطن من قطاع غـزة.
• وصول عدد المهجَّرين داخل القطاع إلى مليوني نازح في عام واحد، وما زال التهجير مستمراً.
• حرمان 785,000 طالب وطالبة من التعليم.
• إلقاء الاحتلال أكثر من 88 ألف طن متفجرات على قطاع غزة.
• تدمير أكثر من ٨٥٪ من المنازل، والمباني، والبنى التحتية.
• تدمير 161,600 وحدة سكنية تدميراً كاملاً، و82 ألف بشكل جعلها غير صالة للسكن، و194 ألف وحدة بشكل جزئي.
• إخراج 34 مستشفى، و80 مركزاً طبيًّا من الخدمة.
• تدمير 213 مقراً حكوميًّا، و135 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و353 مدرسة وجامعة بشكل جزئي.
• تدمير 823 مسجداً تدميراً كليًّا، و158 مسجداً تدميراً جزئيًّا من أصل 1,245 مسجداً في القطاع.
• تدمير ثلاث كنائس.
• تدمير 206 موقع أثري، وتراثي.
• تدمير 19 مقبرة بشكل كلي وجزئي من أصل 60 مقبرة.
• وصول الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة على غزة إلى أكثر من 37 مليار دولار.
وعلى الرغم من الألم الذي يعتصر القلوب، فإن مرصد الأزهر يكرر تأكيده أن هذه الدماء الزكية الطاهرة لم تذهب سُدى، وأن طريق الحرية واسترجاع الحقوق المسلوبة لا بد له من ثمن، وأن الفلـسـطينيين لن يُهزموا لأنهم أصحاب حق صريح واضح؛ فمقاومة الاحـتلال حق قانوني وإنساني وحضاري مكفول، وواجب ديني معلوم، بل إن صمودهم عاماً كاملاً أمام تلك الترسانة العسكرية الصـهـيونية المدعومة من العالم الغربي المنافق يعدّ معجزة بكل المقاييس.
كما يدعو المرصد العالم أجمع إلى استدراك ما فاته، وإنقاذ الإنسانية في غـزة، والانتصار لقيمة الإنسان وحقه في الحياة، ووضع حدّ لهذا الجنون الصـهـــيوني الذي بات قاب قوسين أو أدنى لجرِّ المنطقة بأسرها إلى حرب إقليمية واسعة، تأكل أمامها الأخضر واليابس، ويدفع ثمنها العالم بأكمله.
ويؤكد مرصد الأزهر أن الشهداء الفلسطينيين على أرض الرباط ليسوا مجرد أرقام عابرة، وإنما نفوس تاقت إلى الحرية، ونيل حقها في تحقيق مصيرها على أرضها وأرض أسلافها؛ فبذلت في سبيل ذلك أثمن ما تملك، وستظل قصصهم خالدة، وستبقى تضحياتهم محفورة في قلوب أحرار العالم.