في ظل الجمود السياسي الذي يخيم على المشهد اللبناني، عاد ملف انتخاب رئيس الجمهورية إلى الواجهة بفضل الحراك الديبلوماسي المتزايد من قبل سفراء اللجنة الخماسية العربية والدولية المعتمدين في لبنان.
هذه اللجنة، التي تضم ممثلين عن الدول الكبرى المؤثرة في الشأن اللبناني، تعمل على إعادة تفعيل الجهود الدولية لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فترة طويلة من الفراغ الرئاسي.
وقال مصدر نيابي قريب من فريق الممانعة لـ«الأنباء»: «التحرك الديبلوماسي الحالي يتسم بخصوصية واضحة، ويأتي في وقت حساس قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي من المتوقع أن تهيمن على اهتمام الساحة الدولية. هذا التوقيت قد يعتبر فرصة ذهبية للبنان، إذ يمكن استغلال هذا الوقت المستقطع قبل انشغال القوى العالمية بالانتخابات الأميركية لتمرير الاستحقاق الرئاسي اللبناني، دون أن يواجه تدخلات أو ضغوط خارجية قد تعرقل عملية الانتخاب».
وأضاف المصدر: «يدرك السفراء أن الفرصة الحالية قد تكون الأخيرة لتحقيق توافق لبناني حول اسم الرئيس المقبل، خصوصا أن العالم قد ينشغل في شكل أكبر في الفترة المقبلة بالانتخابات الأميركية وقضايا أخرى أكثر إلحاحا على الصعيد الدولي. لذا، فإن تكثيف الجهود خلال هذه الفترة يعد خطوة استراتيجية لإحداث اختراق في الملف الرئاسي».
وأوضح المصدر: «من بين هذه التحركات، يبرز الدور البارز لسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، الذي يعتبر من أهم الديبلوماسيين المؤثرين في المشهد اللبناني. ويعد السفير بخاري صلة الوصل بين الدول العربية والخليجية من جهة، والأطراف اللبنانية المختلفة من جهة أخرى. ويمتاز حراكه بالفاعلية والقدرة على التأثير، خصوصا في ظل علاقات المملكة العربية السعودية التاريخية مع لبنان. والجهود التي يبذلها السفير بخاري تسعى إلى تحقيق توافق داخلي مدعوم بإرادة عربية، ما يعزز فرص تجاوز العقبات التي تحول دون انتخاب رئيس جديد، ونعول في كل كبير على حراك السفير بخاري لتحقيق الاختراق النوعي في جدار الرئاسة السميك».
وختم المصدر: «هل سينجح الحراك الديبلوماسي في تجاوز العقبات الداخلية والخارجية لانتخاب رئيس جديد للبنان قبل أن ينشغل العالم بالانتخابات الرئاسية الأميركية؟ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الرئاسة اللبنانية».
داود رمال -"الأنباء" الكويتية