بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2023 12:00ص شظايا الحرب تصيب السياحة بخسائر كبيرة.. نصائح للمسافرين بحجز تذاكرهم مباشرة من مكاتب السفر

جان عبود جان عبود
حجم الخط
بعد مرور أكثر من شهر على الحرب في غزة، وترنج الجبة الجنوبية للبنان بين الحرب والاشتباكات المتقطعة، تواجه السياحة في لبنان تحديات اقتصادية كبيرة، بعدما ضربت الحرب بنيتها الاقتصادية، وانعكست آثارها السلبية بشكل مباشر وغير مباشر على القطاعات كافة، مما يهدد بتداعيات وخيمة على مستوى النمو الاقتصادي، والاحتياطي الأجنبي والناتج المحلي، وارتفاع التضخم، وزيادة البطالة، وانخفاض الاستثمار.
يُعد لبنان الأكثر اعتماداً على قطاع السياحة بين هذه الدول، حيث يمثل 26 في المائة من إيرادات الحساب الجاري. وهذا يعرضه لتراجع في النمو الاقتصادي والأرصدة الخارجية بسبب انخفاض عدد السياح. وفي حال انخفضت عائدات السياحة بنسبة 10 إلى 30 في المائة، فإن الخسارة المباشرة في الناتج الاقتصادي يمكن أن تصل إلى 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا يمثل ضربة كبيرة للاقتصاد الذي يعاني من أزمة خانقة وفراغ سياسي، يجعلانه غير قادر على تحمل التخلي عن تدفقات العملات الأجنبية المهمة من السياحة. 
ونصح رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود الراغبين في السفر خلال الفترة الراهنة شراء تذاكرهم من مكاتب السياحة والسفر وعدم شرائها عبر الـOne Line تفادياً للكثير من المشاكل التي تواجه المسافر خصوصاً مع عدم إنتظام الرحلات والتعديلات التي تطرأ عليها وعدم قدرتهم على تعديل  تاريخ التذكرة، فضلاً عن عدم قدرتهم على إلغاء التذكرة واستعادة ثمنها في حال تطور الأحداث وعدولهم عن السفر، علماً ان الفارق المادي بسيط بين الحجز عبر المكتب وبين الحجز الإلكتروني».
وفي السياق نفسه، نَبَّه عبود «المسافرين من اللجوء الى مكاتب السياحة والسفر غير الشرعية التي تنشط في هذه الأيام، منعاً لوقوعهم ضحية لعمليات الإحتيال»، مؤكداً ان» المكاتب الشرعية تبقى ضمانة أكيدة لحقوق المسافرين».
وختم عبود مؤكداً بأن «الحجز عبر وكالة السفر الشرعية يبقى ضمانة كبيرة للمسافر»، داعياً «الراغبين في السفر الى الدخول الى موقع النقابة الإلكتروني للتعرف على مكاتب السفر الشرعية».
وكان رئيس اتحاد النقابات السياحية ورئيس المجلس الوطني للسياحة في لبنان، بيار الأشقر، أعلن أن «نسب الحجوزات التي كانت متوقعة في فنادق لبنان قبل عملية «طوفان الأقصى» وما رافقها من أحداث في الجنوب اللبناني كانت تتراوح بين 30 و40%، بينما هي اليوم بين الصفر و10%».وكشف الأشقر في بيان اليوم الاثنين، أن «فنادق العاصمة بيروت بات وضعها صعباً للغاية، فهناك عدد لا بأس به من الفنادق شاغر وخالٍ كلياً من النزلاء».
لفت إلى أن «القطاع السياحي خسر موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، بعدما ألغيت الحجوزات في الفنادق وكذلك تذاكر الطيران»، مشيراً إلى «خسائر كبيرة سيتكبّدها القطاع السياحي من جراء ما يجري، ومن السابق لأوانه تقديرها قبل معرفة اتجاه الأحداث».
ونبه إلى أن «هناك مؤسسات أقفلت، ولا سيما في المناطق النائية وفي الجبال»، مشيراً إلى أنه «بطبيعة الحال هذه المؤسسات ستتحوّل إلى مؤسسات موسمية.
وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيفات الائتمانية»، يرجح أن يكون الضرر الأكبر للحرب خارج مناطق النزاع، على قطاع السياحة في كل من مصر ولبنان والأردن.
الوكالة أوردت أن هذه الخسائر قد تبلغ ما بين 10 في المائة إلى 70 في المائة من إجمالي عائدات السياحة المسجلة العام الماضي، وذلك وفق تفاقم الصراع واتساع رقعته وامتداد فترته الزمنية.
وعرضت الوكالة 3 سيناريوهات أكثرها حدّةً يُقدِّر بلوغ الخسائر الإجمالية للإيرادات السياحية في الدول الثلاث 16.1 مليار دولار.
وذكرت أن البلدان المجاورة مباشرة لإسرائيل وغزة هي أكثر عرضة لتباطؤ السياحة التي تساهم بنسبة 12 - 26 في المائة من إيرادات الحساب الجاري، مما يحقق دخلاً من العملات الأجنبية فضلاً عن خلق فرص للعمل. وقد ارتفعت إيرادات السياحة خلال النصف الأول من عام 2023 بأكثر من 50 في المائة في الأردن و30 في المائة في مصر. وفي لبنان، ارتفع عدد السياح بنسبة 33 في المائة في الفترة من كانون الثاني إلى آب. 
كما يوفر القطاع السياحي فرص عمل لنحو 20 في المائة من السكان في هذه، فضلاً عن أنه قطاع مهم نظراً لارتفاع معدلات البطالة في هذه البلدان.