بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 حزيران 2024 12:00ص طرابلس منكوبة بيئياً وأبارها الإرتوازية ملوَّثة

حمزة لـ«اللواء»: السلسلة الغذائية تشكل خطراً على صحة اللبنانيين

تلوث بيئي في طرابلس تلوث بيئي في طرابلس
حجم الخط
« طرابلس منكوبة بيئياً والأمراض تفتك بالمواطن المتروك لقدره بعدما باتت المؤسسات الرسمية مشلولة بالكامل بسبب الأوضاع المهترئة والإنهيار الإقتصادي ، وعلى أبواب فصل الصيف والحر الشديد لا بد للمواطن من أن يتبع أساليب معينة لمراقبة المياه التي يشربها والمواد الغذائية التي يتناولها، ومن هذا المنطلق بدأت الأصوات تعلو من قبل المعنيين للإلتفات إلى القضايا التي تتهدد مدينة طرابلس فكانت المؤتمرات البيئية التي دعت اليها وزارة البيئة ودار أوقاف طرابلس حول المخاطر التي تتهدد المدينة فهل من الممكن ايجاد الحلول؟ أم ينبغي فقط على المواطن المتابعة إن هو أراد الحفاظ على صحته وصحة عائلته؟.
الخبير في التلوث الجرثومي للمياه والغذاء الدكتور منذر حمزة قال:«لبنان مصنف من البلدان التي يعاني مشاكلاً عميقة في الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي وتتسبب بمجموعة كبيرة من الأمراض البكتيرية والفيروسية سيما الطفيليات والكائنات الوحيدة الخلية، بالتالي فإن نسبة هذه الأمراض تتزايد مع فصل الصيف، فعلى سبيل المثال حمى التيفوئيد من الأمراض المستوطنة في لبنان إضافة إلى أنه خلال الفترة الماضية كان هناك إزدياد ملفت للريقان من فئة «أ»  وهو مرض فيروسي يصيب الكبد وينتقل عن طريق إستهلاك المياه الملوثة في البراز ومن خلال الأغذية الملوثة، ومن أكبر المشاكل التي لا يزال لبنان يعاني منها اليوم أنّ هناك أشخاص يستهلكون مياه غير آمنة وغير خاضعة للرقابة والمعالجة، إضافة إلى مشكلة المزروعات والتي تسقى بمياه ملوثة جرثومياً بالبراز والأخطر من هذا كله إستخدام مياه المجارير في عملية الري مما يلوث المزروعات ومن هنا أهمية الوقاية ».
وأضاف الدكتور حمزة:« كل ما يتم زراعته من بقدونس وخس يجب تطهيرها بشكل جيد، كما يجب الإنتباه لما نتناوله خارج البيت ومدى مراقبته من الوزارات المعنية والبلديات ، للأسف أنه بسبب الأوضاع التي عصفت بلبنان باتت المؤسسات الرسميه  شبه مشلولة وهنا نحن نراهن على ضمير وأخلاقيات من يسوق المواد الغذائية المعده للطعام مثل المطاعم وغيرهم  لأنهم في حال عدم الأخذ بعين الإعتبار لقضايا تنظيف وتطهير  الخضار ومحاولة تخليصها من الملوثات الجرثومية عن طريق إستخدام المطهرات المسموح إستعمالها في الغذاء،  دون ان ننسى ذكر ضروره استخدام المياه السليمة المراقبة خلال عملية تحضير الغذاء، واكد د. حمزه على موضوع الوقاية لأنه مهم  جدا سيما لجهة تنظيف اليدين بالصابون وفركها مدة 30 ثانية بمياه نظيفة وبنفس الوقت يجب الحرص على استهلاك المياه الآمنة.
وعن طرابلس يقول الدكتور حمزة :«مدينة طرابلس منكوبة بيئياً بكل ما تعني الكلمة من معنى، ومن أكثر المشاكل التي تعاني منها هي وجود تلوث في العديد من الابار الارتوازية الخاصه داخل المدينة  تختلف بين الآبار الخاصة،ان  أغلب الآبار الإرتوازية تعاني من مشاكل تلوث وهذا الكلام ناتج عن تحاليل أجريناها في عدة دراسات تمت في مختبر ميكرو بيولوجيا الصحة والبيئة في الجامعة اللبنانية ، طبعاً هنا اقول بأن محطة المعالجة في البحصاص هي محطة تعمل بشكل مهم وتستطيع رغم الصعوبات والإمكانيات أن تضخ في عروق قنوات المياه والأنابيب في طرابلس مياه سليمة وآمنة على أمل أن لا يكون هناك مشاكل داخل الشبكة سيما في الأحياء القديمة حيث يمكن عند حصول مشكله في الشبكه ان تتداخل مياه المجارير بمياه الشفة، المشاكل الأخرى تتعلق بإصابات الجهاز الهضمي وقد أجرينا العديد من الدراسات في المختبر وتبين أن نسبة الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق المياه والغذاء كبيرة جداً في طرابلس وأنواع الإصابات مختلفة، وفي فصل الصيف يكون المنحنى تصاعدي وللأسف إنه في بعض الدراسات التي أجريناها نلاحظ أنه من الممكن ان نجد لدى بعض المرضى أكثر من كائن ممرض يتسبب بحالات الإسهال عند المريض مما يعكس إستهلاك لمياه ملوثة بمياه المجارير، وهذه ظاهرة ملفتة في الدراسة وبعض النتائج أظهرت وجود أربعة أنواع من الطفيليات  لدى بعض المصابين .
كل هذه المعطيات تشير إلى أن السلسلة الغذائية لدينا تعاني أوضاعاً خطيرة ومن الممكن أن تشكل خطرا على صحة المواطنين خاصه إذا لم تنتبه  لموضوع الوقاية في ظل غياب الرقابة .
بالنسبه لدور وكبلدية طرابلس فهي مأزومة على صعيد الشرطة البلدية وبإختصار شديد طرابلس متروكة، الإهمال يدب في كل ناحية من نواحيها ولا ننسى هنا مكب النفايات والذي يلوث المياه الجوفية ويتسرب إلى البحر ملوثات تتسرب إلى الأسماك وبالتالي فان استهلاك سمك ملوث بالمعادن الثقيله مثلا  مضر بالصحه .
وطبعاً لا ننسى نهر أبو علي الذي أضحى شبه مجرور وينقل ملوثات المحيط بكل المناطق التي يعبر فيها لحين وصوله للمصب ،هو كارثة بيئية بكل المعايير، وهنا نتوجه بالشكر لوزير البيئة الذي يقوم بدور كبير في مجال حماية البيئة في المدينة».