5 أيلول 2024 12:00ص إلى السياسيين الصامدين!

حجم الخط
دفعنا طويلا ثمن نفاق سواكم وكاد أن يتمرّغ ما بقي من كرامتنا في وحول البغض والشدّة والأنانية، وما زلنا نطالب عبثا أناسا (غير) معنيين بالأسباب الحقيقية لحالتنا المزرية. وها نحن نلتمس منكم أن تكافحوا ليل نهار تعزيزا لمناخات المحبة والايثار بين شعوبكم ومن يتحكّم فيهم من غير أن يحكمهم فعلا!
بشّروا بعقيدة المحبة والايثار أولا في كل ما تخطبون أو تفعلون، فالشرفاء في الوطن يتوقون إلى توسيع أبواب أرواح أندادهم كيلا يظل أحد خارجها. كافحوا البغضاء، وإن كان لا بد منها، فليبغض الناس ما في بعض الناس من ضعف وإثم.
ليبغضوا الشر لا الشرير، لأنهم إن أبغضوا الشرير أصبحوا أشرارا مثله. أما إذا أبغضوا الشر فقد يقتلوه ويهتدون إلى الخير.
ليكرهوا الظلم لا الظالم، لأنهم إن كرهوا الظالم، يكونون ظالمين مثله، وإن أحبوه، عرفوا العدل، وردّوا الظالم إليه.
ليهربوا من الجهل لا من الجاهل، لأن هربهم من الجهل اقتراب من المعرفة.
الناس، أيها السادة، كالأزهار الشائكة، إن جئناها مغتصبين أدمت أيدينا، وإن جئناها كالنحلة فتحت لنا قلوبها، وأعطتنا كل ما فيها من حلاوة.
هذه بديهيات من فلسفة التربية التي نحاول «تسويقها» و«تسويق» سواها أمام أهل كهف منشغلين بهوامش الأمور وكثير من الارتهان. هذه الشذرات المجانية قائمة على السلام والمحبة والتعاون والإيمان بعمل الخير ونشر الرفق وإذاعة المعروف! فمتى يعنى (غير) المعنيين بصنع إنجاز مجدي فيضحّون بالقليل القليل في سبيل المجموع كل المجموع؟!!!
نبحث عن رجالات يضعهم الناس والتاريخ على قمة الوطنية الجامعة الشاملة المانعة وبيدهم مفتاح الخلود! فهل نجدهم؟!!!

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه