في لحظة مفعمة بالتقدير والوفاء، شهدت قاعة «عصام فارس» في الجامعة الأميركية في بيروت مساء الخميس، العاشر من نيسان ٢٠٢٥، حفلاً تكريمياً مهيباً للدكتور كرم كرم، احتفاءً بمسيرة مهنية ووطنية وإنسانية امتدت لأكثر من ٥٣ عاماً في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.
وغصّت القاعة بحشدٍ من الشخصيات الرسمية والوطنية، تقدّمهم دولة الرئيس نواف سلام، فخامة رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان، إلى جانب رؤساء الوزراء السابقين تمام سلام، نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، وشخصيات سياسية وأكاديمية وطبية واجتماعية، اجتمعوا جميعاً ليعبّروا عن تقديرهم العميق لرجلٍ جمع بين العلم والخدمة العامة، وبين الطب والإنسانية.
تميّز الحفل بكلمات مؤثّرة ألقاها أصدقاء ورفاق درب الدكتور كرم، سلّطت الضوء على إنجازاته الطبية ومكانته كوزير سابق، وعلى التزامه الدائم بالمصلحة العامة، ووقوفه إلى جانب المرضى، وإيمانه العميق بأن الطب رسالة قبل أن يكون مهنة. كما شدّد المتحدثون على صفاته الشخصية من تواضع وصدق وثبات، والتي جعلت منه قدوة يُحتذى بها.
كما حضرت الوزيرة السابقة الفاضلة ليلى الصلح، وألقت كلمة مؤثّرة استعرضت فيها محطات مضيئة من سيرة الدكتور كرم، مشيدة بتفانيه الإنساني وإرثه المهني المشرّف.
وفي ختام الحفل، قلّد دولة الرئيس نواف سلام الدكتور كرم كرم وساماً رفيعاً باسم فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تقديراً لمسيرته المشرّفة ومساهماته الوطنية والإنسانية.
وفي لحظة تكريمه، وبين تصفيق الحاضرين ودموع الامتنان، تجلّت أسمى معاني الوفاء في زمن قلّ فيه الاعتراف بالجميل. لقد كرّس الدكتور كرم حياته لخدمة وطنه، مدافعاً عن كرامة الإنسان، وناشراً الأمل في قلوب المرضى، ومجسّداً رسالة الطب في أبهى صورها.
إن تكريم الدكتور كرم كرم هو تكريم لكل طبيب جعل من مهنته رسالة لخدمة الإنسان، ولكل لبناني بقي وفيّاً لقِيَمه رغم التحدّيات، ولكل من آمن بأن التفاني يصنع الفرق.
فشكراً للدكتور كرم، الإنسان قبل كل شيء، ولتبقَ سيرته منارة يهتدي بها الأجيال القادمة.
المهندس هشام الجارودي