10 تموز 2024 12:00ص الركائز الأساسية لتراث الفيحاء الثقافي والفني في متحف نابو

الوزير مرتضى خلال زيارته المعرض الوزير مرتضى خلال زيارته المعرض
حجم الخط
تُعدّ أسماء الفنانين العشرة من أساسيات التراث الفني التشكيلي في الفيحاء طرابلس،  وهي من الركائز الأساسية لتراث الفيحاء الثقافي في متحف نابو الذي أفتتح معرضهم في 29 حزيران ويستمر حتى أيلول 2024 بمناسبة اليوبيل الذهبي لمجموعة الفنانين الذين اقترنت أسماؤهم مع بعضهم لما أثاروه من معنى التلاحم والتآلف والجمال المستمر لسنوات،   والتحدي أيضاً في الانتماء لجذور مدينة افتتحوا فيها كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية في الشمال في عودة إلى أصول الجمال في طرابلس الشام التي حمل معرض العشرة اسمها مع المصطلحات المختلفة والمتنوعة في اللوحات المعروضة في المتحف حتى شهر أيلول، فكيف تطوّرت أعمالهم مع الزمن، وكيف تطوّر مفهوم الفن في رسوماتهم المتميزة في العصر الحديث؟ وما هي أهمية البطاقات البريدية من مجموعة بدر الحاج التي تتراوح تواريخها بين 1910 و1940؟ وهل هذه الرحلة التشكيلية المتنوعة مفتوحة للجمهور المهتم بروائع هذه المجموعة الفيحائية؟
بطاقات بريدية مختلفة في الوجوه والأماكن في رؤية قديمة توحي بقيمة المدينة في مجتمع ما زالت أماكنه تشهد على عراقته وتمسّكه بالتراث،  مما يرفع من قيمة هذه الطوابع،  لأنها تمنح واقعية كبيرة لما وصفه الرحّالين عنها في معرض يجب أن يكون ثابتاً،  وبشكل دائم لأنه يشمل العديد من الأشكال الفنية بتمايز معياري يعكس قيمة هذا الفن في مدينة طرابلس - تحديدا - التي جعلت من الفنانين العشرة أعمدة جمالية تبعد عنها الصورة النمطية الكسولة غير القابلة للتغيّرات الجمالية، وكأنها قابعة في قمقم قديم. فتقنيات المدارس التشكيلية التي يمتلكها  هؤلاء تجعلنا نستكشف ما يمتلكه العشرة من نظرة جمالية خرج منها العديد من الفنانين الجدد الذين على صعيد لبنان بأكمله، وتشهد تنوعات أعمالهم على اتساع رؤيتهم الجمالية لمعالم المدينة وللفكر الإنساني القائم على جماليات متنوعة للغاية. فهل ثراء التعبيرات الفنية للفنانين العشرة في متحف نابو يجب أن تكون بوابة الفيحاء التشكيلية على مدى السنوات القادمة؟
تلعب هذه الأسماء دوراً مهما في الركائز الأساسية لانطلاقة الفن التشكيلي بشكل عام في طرابلس لما يمتلكونه من جودة جمالية استثنائية في تعاضدها وتأثيراتها على الفيحاء، لما حققوه من استمرارية أوصلتهم إلى لعب دوراً مركزياً في الحفاظ على هويتها الفنية والثقافية، بل وتعزيزها حتى أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من هويتها التراثية والثقافية، وفي متحف نابو تحديداً القائم على أعمدة لم تزحزح مع الزمن، بل شكّلت بوابات لمدينة على ساحل أظهرته البطاقات التي تتناول الكثير من الشروحات عما تملكه المدينة من فن للعمارة  وصورة تعبيرية عن التعايش الفعلي بين الفئات المختلفة من كافة المدينة منذ 1910 حتى الآن رغم الحروب التي لدغت لبنان بشكل عام، وتأثرت به طرابلس. فهل مجتمع النهر بثقافته الجمالية القديمة وهو مجتمع العصر الحديث الذي يتمثل بمعروضات فنية تبدأ من أعمال الفنان «محمد عزيزة»  والفنان «فضل زيادة»؟ وهل الأبعاد الهندسية في لوحاته تنسجم مع تعبيرات الفنان «محمد عزيزة» عن مجتمع النهر وقلعة طرابلس وأمكنة ما زالت تعني الكثير لجيل هم منه؟ وهل العاصفة للفنان والناقد «فيصل سلطان» عصفت بصرياً بزوار نابو بألوانها وتفاصيلها التي تعني بكل ما عصف بطرابلس واستمرت بجمالها شامخة كما قلعتها القديمة؟
لا يمكن الحديث في مقال واحد عن رحلة العشرة بين الماضي والحاضر في هذا المعرض  وبين البطاقات البريدية، مما يجعلنا  نقف في دائرة اليوبيل الذهبي ونحن على أهبّة الاستعداد مع نهضة فنية سجّلها متحف نابو عبر طرابلس عاصمة ثقافية،  لتبقى الفيحاء المنارة الجمالية التي تحمل أسماء كالفنان عبد الرحيم غالب الذي استخدم تقنيات حديثة في زمن لم تكن فيه تقنيات التكنولوجية موجودة، إلّا أنها تحمل بصمة خوارزمية يمكن تحديثها بشكل قوي، فالنسيج المملوكي القديم هو نسيج الفن التشكيلي بطابعه المتنوّع والمتلاحم والوجود الطرابلسي العريق. وهل جدارية فضل زيادة تختصر معاناة طرابلس الصامدة عبر لوحات مجموعة العشرة؟ أم أن البطاقات البريدية تجعلنا نرى ما يجب أن تكون عليه طرابلس في عصر حديث؟
الفنانون العشرة في معرض نابو شمال لبنان ويستمر حتى 29 أيلول 2024.
أخبار ذات صلة
نبض الصمت
25 تشرين الأول 2024 نبض الصمت
أعيدوا لنا لبنان
25 تشرين الأول 2024 أعيدوا لنا لبنان