بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 آذار 2025 12:00ص المسؤول وما عليه

حجم الخط
فريق من المسؤولين مرهوب الجانب، يخاف الشعب منه، وفريق آخر صاحب رأي ولكن لا قرار له وقد يخاف الشعب عليه حتى انه يتجنّب مجانبته في الأمكنة التي «يتواجد» فيها. وهناك فريق ثالث لا يشعر الشعب بحضوره إلّا في الحفلات والمآتم.
من الوداعة ينبثق المسؤول الحق متنسّكاً لواجباته الوطنية. يسجنه شغفه بوطنه. يعيش حرّاً حتى يمشي شعبه كله حرّاً يقول لا ويعاند القَدَر. انه خير من يخرج من صلاته الى سياسته فيتجلّى قائداً مستنيرا في وفق تقاليد وطنه الحسنة. ليس انه يخلط انتماءه الديني أو الطائفي بانتمائه الوطني ولكنه يعتبر ان كل مواطن فرد حبيب الله، فلا يحمل الحقد ويتسامى بالصبر ولا يأنف من حكمة الحكماء. يبقى على سماحة الكتب المقدّسة ويؤمن بالمعايشة بل الشراكة، يقتضي له، في غمر الأعاصير، صفاء روح واستقلال فكر وروح نقدية بنّاءة وشخصية فذّة تمارس التراث بلا تصلّب. إيمانه بسيط وحبه لاهب.
انه حريص على قلب قرانا وعقل مدننا. يضع في قلب القرى شيئا من التعقّل وفي عقل المدن شيئا من عطايا القلب. يحمل هموم الوطن يعالجها بمنتهى التؤدة ويلحّ على السلام الداخلي أولا ودأبه أن تقوى روحية الشعب ويترسّخ في تقاليده العظيمة يدفع عجلة التربية المدنية والأخلاقية على دروب الصراط المستقيم. فينشئُ بالتربية المدنية المواطن الصالح وبالتربية الأخلاقية الإنسان الفاضل.
المسؤول لا يعرف التشنّج ويبتعد عن المتطرفين. لا يركع أمام الحتميات، المسؤول عظيم بين الأحرار، والأحرار يحيون على أساس من الانتماء التام ودعائم الازدهار.
يمتاز المسؤول بوضوح الرؤية ولا يكون لقمة سائغة، لا يطوَّع شرقاً وغرباً، ولا يكون بلده ممرّاً للأطماع. يناصر الحق وينذر بويلات كل انقسام ويتجنّبه. ذلك انه مدرك ان التفسّخ سلعة مستوردة تجارتها في النتيجة خاسرة .
وبعد، أليس المسؤول المنشود اليوم، هو من سُئل فأجاب وفَعَلَ بروح مسؤولة؟

أستاذ من المعهد العالي للدكتوراه