ما يجري على أرض فلسطين ان في قطاع غزة أو الضفة الغربية من مذابح لكل من تطاله وهدم للمنازل فوق رؤوس أصحابها وتدمير المستشفيات على من فيها وقتل البشر، شيباً وشباناً، أطفالاً ونساء، وحرق الزرع وإبادة الضرع وممارسة أقسى ما يمكن تصوّره من أساليب الارهاب وجرائم الحرب، كل ذلك ليس جديداً على الكيان الصهيوني، فحتى قبل إعلانه كدولة 1948 سبق ذلك سلسلة من المجازر بعضها عُرف كدير ياسين وكفر قاسم وحتى تفجير فندق الملك داوود في القدس وان كان لأهداف أخرى، لكن كل ذلك يندرج في خانة الإرهاب الذي يدّعي الكيان انه يقاتله اليوم بحيث تتحوّل الضحية إلى جلّاد والجلّاد إلى ضحية.
فهل كل ذلك ولد من فراغ عقائدي؟..
أم ان النسيج الديني الذي يطرّزون عليه هو الأساس؟..
يعلنون انهم دولة دينية فما علاقة الدين بذلك، أو بالأحرى بكل ما سبق؟..
انه التلمود.. وعلى وجه الخصوص التلمود البابلي، وهو الذي يحدّد مسارهم في السلم والحرب وفي العلاقة مع بقية البشر، فخلال السلم يحدّد لهم انهم (شعب الله المختار) وان بقية خلق الله هم (جوييم) أي بهائم خلقهم الله على صورة إنسان كي يسهّل خدمتهم لشعبه، أما خلال الحرب فهناك نماذج يكفي ذكر بعضها للدلالة عليها كلها:
(ابقر بطن زوجة عدوّك الحامل لأنها ستلد في المستقبل عدواً لك)..
(اقتلوا اطفالهم أمام أعين آبائهم)..
من هذا المنطلق نشأت قبل 1948 منظمات إرهابية تعمل على هذا الأساس (هاجانا)، (شيترن)، (ارغون)، (تزفاي ليومي)، حتى (الهستدروت) الذي يقول انه تجمع عالمي لم يقصّر إرهابياً..
ومن هذه المنظمات أتى رؤساء وحكام للكيان وتلك هي العقلية العسكرية التي تتحكّم في السلوك العسكري الإسرائيلي.. وهذا ما يجري في غزة وغيرها.
وعليه لا يجب أن نستغرب ما يحصل فإنما هو نتيجة لفكر أسود لا يمكن أن ينتج غير ما يحصل.
ولكن جولة الباطل ساعة وجولة الحق حتى قيام الساعة.