الإرهاب كلمة تتردّد منذ عقود وبكثافة في الكلام العالمي، وفي كثير إذا لم يكن في أغلب الأحيان تستعمل بغير مدلول معناها الحقيقي، إذ عندما تكون الغاية من قوة ما استعمالها لتحقيق مصالح ما لهذه القوة على حساب شعب أو مجموعة أو كيان آخر.. عندما يحصل ذلك تفقد الكلمة مدلولها وتذهب إلى نقيضه.
على سبيل المثال، قيام (المافيا) باغتيالات وتفجيرات ضد جهات قضائية ما في بلد ما لتحوير الحقائق وتخفيف الأحكام يصبح إرهاباً بمعناه الحقيقي.
ولكن.. هل ينطبق ذلك على تحرّك شعب ما تحت الاحتلال ضد قوة ما تحتلّ أرضه.. فهل يعتبر ذلك إرهاباً أم مقاومة؟!
الغاية تبرّر الوسيلة شعارٌ ارتضته فلسفة ميكيافيللي التي يبدو كأن الغرب بمعظمه وبعض ما هو خارجه قد ارتضاها قاعدة لتصرّفه خارج حدوده فإذا تطلّب الوصول إلى هذه الغاية إلصاق التهم ومن بينها الإرهاب بالغير حتى ولو كان على شكل دولة لا بأس.
ثم كم هو الفرق كبير بين إرهاب الفرد أو المجموعة أو التنظيم وما بين إرهاب الدولة، فالدولة عادة ووفقاً للمنطق تملك من وسائل القوة ما لا تملكه المجموعات أو التنظيمات، وعليه تكون النتيجة فرض ما تريده هذه الدولة والوصول إلى الغاية التي تم التخطيط للوصول لها.
وهكذا يتساوى الدفاع عن الأرض والعرض والحق مع الاحتلال والظلم والتهجير.
فهل الوقوف بوجه القوي الباغي هو إرهاب؟!..
وتدمير المباني السكنية على رؤوس قاطنيها من نساء وأطفال ليس إرهاباً؟!..
وتضيع المعادلة في دهاليز الصمت وأقبية وكواليس الخديعة..
كل هذا يجري أمام سمع العالم وبصره ويسود الصمت..
فهل أُصيب العالم بالعمى والصمم؟!...
أم انه قرّر ذلك؟!