وقّعت الكاتبة اللبنانية كارولين شادارفيان، إصدارها الثاني «حين يزهر الوعي» بعد مؤلفها الأول «فراشة اللاوعي» في المكتبة العامة التابعة لبيت الشباب والثقافة في بلدة ذوق مكايل في قضاء كسروان، بدعوة من «دار ناريمان للنشر»، بحضور حشد من الشخصيات الثقافية والفكرية والأدبية والنقابية والاجتماعية والإعلامية والأصدقاء وجمهور من المهتمين.
في هذا السياق، تحدثت شادارفيان الى «اللواء» فقالت: «بعد أن كانت أجنحة فراشة اللاوعي المكبّلة، عاجزة عن الطيران في فضاء منير في قصة الكتاب الأول «فراشة اللاوعي» الذي قدّم خلاصة قصة حقيقية فيها معاناة لعدم توفّر المعرفة، يزهر الوعي في هذا الكتاب كي يجعلنا قادرين على نسج أجنحتنا من جديد، بخيوط المعرفة والوضوح والثقة، أجنحة نخيطها بإرادتنا، لتكون أقوى وأكثر وأجمل أجنحة متينة، قادرة على أن تحملنا إلى حيث السعادة الحقيقية».
وأضافت شادارفيان: «إن كتاب «حين يزهر الوعي»، أشبه برواية علمية. غير أنها ليست من النوع الذي يقوم على الخيال العلمي، بل على التجربة العلمية. وتكمن قوة وأهمية هذا الكتاب حيث إنه جمع أهم المعلومات المنتقاة بعناية في مكان واحد لذا يعتبر مرجع أو دليل إرشادي، ويستخدم الكتاب لغة مفهومة وقريبة من القارئ، واستعمل تشبيهات واقعية من الحياة اليومية لتقريب الفكرة، وإن المواضيع مطروحة بشكل متسلسل ويجيب على الأسئلة قبل أن تراود القارئ ليكتمل المشهد، والسرد فيه ليس نظرياً، بل خبرة وتجارب حقيقية، ويشرح أمور تفتح الأعين والإدراك نظن أنها بديهية ونعرفها، لكننا نجهل حقيقتها أو تفسيرها».
وأوضحت شادارفيان: «إن المشكلة أننا نحن أنفسنا لا ندرك معنى معاناتنا في هذه العلاقات ونشك بأن يكون هناك معاناة أصلاً لذا يتوجه الكتاب، لكل من لديه أسئلة لأنه بشعر بالغموض في العلاقات، ولكل من يشعر بالارتباك أو يعيش في صراع نفسي، ولكل من يلوم نفسه ويسكتها ويبرّر للآخر، ولكل من يتردد بالتعبير وينسّق كلماته قبل النطق بها تجنّباً لغضب الآخر، ولكل من يخاف السؤال ويخشى من معرفة الحقيقة لأنها تهدّد العلاقة».
وختمت شادارفيان: «إن الرسالة أو الهدف من محتوى الكتاب، يرتبط بالمعرفة، الوعي والإدراك ثم أخذ القرار مهما كان، لنتعرّف على أنفسنا وعلى نوع العلاقات التي نعيشها، والكتاب يقدّم معطيات وطروحات متعددة ليتسنّى للمعني أن يختار ما يناسب ظرفه، ويطرح آليات للتعامل من أجل تقليل الأضرار، ويؤكد حقائق غير معروفة فيقلل من الشك بالنفس والارتباك والمعاناة الغامضة، وإن الغاية الأولى والأخيرة هي بناء الذات لا هدمها، ورفع مستوى الوعي للارتقاء برفاهية وسعادة الفرد والمجتمع».