بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 شباط 2025 12:00ص شعبٌ يتحدَّى

حجم الخط
أَحلماً ما أراه اليوم أم حقيقة ملموسة نراها كأشعة الشمس في وضح النهار
 بل حقيقة جليّة ظاهرة للأعين تملأ الأحياء والشوارع بأجمل الزينة والأنوار
فالشوارع تكتظ بالمارة ذهاباً وإياباً محمّلة بالهدايا للأهل والأقارب والزوار
المحلات في حركة وبركة وكأنها رنّة الأفراح تملأ قلوبنا سعادة وزهواً وانبهار
جميل أن تكون حياتنا مغمورة بالتفاؤل والأمل وكانها خمرة لأيام وردية واستبشار
فالتفاؤل هو خير وسيلة للحياة النابضة بالمحبة والعطاء كسماء غزيرة بالأمطار
التفاؤل يبعث السعادة ويمنح الأمنيات ولو كانت مؤجلة والزمان علينا جار
 لأننا شعب حيوي يتحدَّى القلق بغيمة المحبة المنبعثة من قلوبنا كبراعم الورد والأزهار

*****

شعب يتحدَّى عناء الأيام ومشاكل الأوطان بقلبه الكبير يحمل البشرى للعبرة والاعتبار
 شعب ينادي لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس يريد العيش الكريم حتى الخلاص والانتصار
شعب يتحدّى التشاؤم بالتفاؤل واليأس بالأمل صورة رسمت بأبهى وأجمل إطار
شعب تجرّع اللوعة من جدول الزمان الرهيب القاتم الدامس كسواد الزفت الأسود والقار(1) 
شعب تحدَّى عطر الأسى ورحيق الألم بكل ما أصاب الوطن من ظلم وظلام وجور وعار
شعب تحدَّى معزوفة الأشجان التي عاصرتنا بتفاؤل بعث فينا أناشيد براءة الصغار
كم عاش حزناً من ظلمة النفس لكنها تلاشت على تخوم التفاؤل بالإيمان للوطن انتظار

*****

شعب الحياة عنده نغم جميل يحب الرقص على قيثارتها بكل الأنغام على كل الأوتار
 شعب كطائر الفينيق لا يموت ولا يفنى مهما تراكمت عليه مصائب وويلات الذلّ والانكسار 
ومهما امتدت إليه يدُ المنون ونالت من أبنائه سيبقى نابضاً بالحياة ولو بالأخطار
 نحن شعب نريد أوطاناً تحتوينا بصدق تحمل إلينا بشرى محبة لا مجرد حفنة من الأخبار
 نحن شعب كحديقة وارفة ظلالها زاهية أوراقها حديقة هواؤها من نقاوة الأشجار
 نحن شعب يليق بنا سلامٌ كالشهد في حلاوته والنقاء في طراوته نعيماً للوطن والديار
نريد سراج عمرنا الذي ولّى هدراً من مصائب أن ينير على قلوبنا نور سنا الأقمار
 كفانا ما نسمع من صدى أحزاننا لتسافر أمانينا وأحلامنا على سفينة الغربة بالإبحار 
شعب كهذا أليس من الظلم أن يكون لعبة لخلافات الأوطان ليقتلوه بسيف بتار

*****

أما آن لهم أن يفهموا ويتيقنوا اننا شعب يحب الحرية ولدنا أحراراً وسنبقى الأحرار
هوذا الشعب اللبناني الذي لا يهاب الموت ولا يخاف الردى من جور الظالمين والقهار
 شعب سيبقى يعيش تفاؤلاً الى ما لا نهاية حتى استجابة المطالب للحرية ونيل الأوطار
------------------
(1) القار: مادة سوداء كالزفت للطلاء