وقّع الدكتور سمير عاكوم كتابه الجديد بعنوان: الهويّة القيميّة «للطائفة السنيّة» مشروع إحياء للكيان اللبناني، قدمه جو نصر الله تحت عنوان: كلنا معنيون. عالج فيه 18 فصلاً، إنطلاقاً من الهويّة الدينيّة والمفاهيم السنيّة التي أرست قواعد حريّة الإعتقاد والعيش المشترك. استعرض موجز عن تاريخ السنّة في لبنان والسلطات السياسيّة المتتابعة والتوزيع الجغرافي والديمغرافي للسُّنّة في لبنان، وأوضح على أن إنتماء السنّة هو لخاصيّة هويتهم الكيانيّة، ولكامل تاريخ بلدهم وللتتابع التاريخي الممتد وبدرجات مختلفة منذ 1390 سنة وفق نمط الشموليّة العلميّة التي هي أساس استيعاب كل العلوم الحديثة. معتبراً أن قيم الشورى، الوسطيّة، العدالة، الحريّة المسؤولة، حرمة المال العام، وتحريم الجمع بين عمل الإستثمار وتولّي المناصب السياسيّة، ورفض تقديس الحاكم ورفض الدكتاتوريات والظلم. ليظهر بعدها أن الرمز القيمي والوطني «للطائفة السنيّة في لبنان» هو «الإمام الأوزاعي» الذي شاع مذهبه في الشرق وفي الأندلس لمئات السنوات وقد ساهم في إرساء قواعد الإنتماء القيمي والوطني الجامع في أبهى صوره.
وربط ما بين الكيانيّة اللبنانيّة السنيّة وميثاقيّة تطبيق الدستور ووثيقة اﻟوﻓﺎق اﻟوطﻧﻲ الجامعة. وكيفيّة مساهمة الهويّة «الوسطيّة» في تحقيق غنى المجتمع والدولة والإنتقال من تبعيّة تحقيق مصالح الزعامة الى مسؤولية قيادة مصالح الشعب.
كما ناقش مسألة علمانيّة الدولة أو مدنيّتها، وبأن خدمة القضيّة الفلسطينية تكون عبر تحقيق نموذج دولة التنوّع المدنيّة التي تدحض وجود الكيان العنصري الصهيوني.
أخيراً عالج مسألة الشخصيّة الفرديّة ونمط العمل المؤسساتي الفاعل. وكيف يكون ترتيب بيت التنوّع السنّي مقدمة لترتيب بيت التنوّع الوطني. ولم يغفل أهميّة المقاومة السلميّة والنضال السياسي اللاعنفي لتحقيق الوصول الى دولة مؤسسات مزدهرة وراعيّة.
الكتاب عبارة عن بحث يحمل أفكاراً علميّة وعمليّة جديدة تخاطب المرحلة الحاليّة في سعي لتحقيق الإنتقال من استغلال التعصب الطائفي المرتبط بالمشاريع الخارجيّة الى الإستثمار بالقيم عند كل الطوائف لخدمة مشروع الدولة الجامع، ولتتحمّل الطائفة السنيّة دورها الريادي في هذا المشروع.