بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الثاني 2022 12:00ص غذاء العقل .. وغذاء الجسد

حجم الخط
بعد أيام يبدأ معرض الكتاب العربي باستقبال زواره كعادته كل سنة وتنتظم الكتب على الرفوف بانتظار من يرغب في الحصول على حصة من تغذية عقله عن طريق القراءة التي كانت وما زالت إحدى أهم وسائل هذه التغذية، فالعقل كما الجسد بحاجة إلى تغذية لزيادة معلوماته وتخزينها للتأثير على القمة الإنسانية الحقيقية والسلوك البشري القويم. ولا بدّ أن دور النشر المشاركة في المعرض تنظر بعين الاعتبار الحالة الاقتصادية التي تعمُّ البلد وذلك من خلال عملية تسعير الكتاب كيف يصبح بالإمكان بيعه.
ولكن، حالة الغلاء المستشرية في كل القطاعات بما فيها أسعار الورق والطباعة وكافة لوازم ولادة الكتاب تجعل من أسعاره غير ما كان سابقاً وقد تكون المفاجأة في أسعار مرتفعة تجعل من قرار الشراء شبه مستحيل، وما يرد من قطاع النشر يقول انهم يتوقعون بروداً وقلّة في عملية الشراء، وعليه فإن من يطمح الى زيادة حجم مكتبته وتنوّعها ويضع في حسابه عناوين محددة قد يقف أمام حالة اختيار صعبة.. فظروف المعيشة الصعبة تجعل الخيار ميالاً إلى جهة دون أخرى.
فهل يرغب أحدنا في شراء ما يغذّي العقل على حساب ما يغذّي الجسد؟!..
تغذية العقل قد تحتمل التأجيل إذ يعمل العقل بما لديه من مؤونة، لكن تغذية الجسد لا يكن تأجيلها لأن فيها الهلاك. لذلك، من المرجح أن يكون موسم رواج هذا العام على صعيد الكتاب غيره عن باقي الأعوام.
وسيولد ذلك حسرة عند الكثيرين من قبيل ما يقول المثل العامي «العين بصيرة واليد قصيرة» و«أحبك يا سواري ولكن ليس قدّ يدي».
في النهاية تضاف هذه المشكلة إلى أكوام المشاكل التي تفكك حياة إنسان هذا البلد، وتضاف معها نسبة الغيظ والغضب على سبب وصول الحالة إلى ما وصلت إليه.