بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 حزيران 2024 12:00ص 5 حزيران ذكريات .. ومقاربات

حجم الخط
في تلك الآونة كنا في مطلع الشباب عافية وانطلاق وفكر قومي أشعلته ثورة 23 يوليو وأعادت إلى الواقع ذكريات أمجاد تليدة في تاريخ عريق..
وكان جمال عبد الناصر مارداً خرج من القمقم وأخرج معه من هذا القمقم أمة عربية نابضة بالحياة من المحيط إلى الخليج.. منذ تاريخ قيام الثورة في 23 يوليو 1952 وعبد الناصر الآتي من معارك (الفالوجة) في فلسطين 1948 والمعاين للأسلحة الفاسدة وفساد الأنظمة قد أعاد قضية فلسطين التي لم تنم في الضمير العربي إلى واجهة الطروحات السياسية مع تسجيل عداء عربي شامل لها متزعماً المطالبة بحق الشعب الفلسطيني وبتحرير فلسطين.
وتكرّست هذه الطروحات كهدف أساسي للثورة خصوصاً بعد حرب 1956 وهي العدوان الثلاثي بعد تأميم قناة السويس وبمشاركة إسرائيل بشكل أساسي في هذه الحرب، في كل هذه المراحل كان الشعور القومي في أعلى مراحله وما يجري في أي بقعة من الأرض العربية يلقى صداه في كل مكان عربي.
وحصلت الكارثة في 5 حزيران ولن ندخل في أسبابها، لكنها حصلت وتنحّى عبد الناصر وخرجت الجماهير في 9 و10 حزيران ترفض هذا التنحي وعاد عنها ليبدأ في بناء القوة من جديد وولدت 5 حزيران الوجود الفدائي الفلسطيني الذي كان قد بدأ في فلسطين وما حولها حتى قبل ثورة 1936 ولاقي من التأييد والتفاعل العربي ما لاقاه إلى 1982 واجتياح بيروت وخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان.
ليس المقصود من هذا العرض التاريخي مجرد سرد بل محاولة تلمّس للواقع ما بين الأمس واليوم..
فاليوم ها هي غزة تحترق وتُدمّر والشعب الفلسطيني فيها وفي الضفة يعاني ما يعانيه، وفي المقابل نصطدم بهذا الصمت الشعبي العربي الغريب، فما أسبابه؟..
هل خبا الشعور القومي؟.. أم أنه القمع الذي يمارس بأشكال متنوعة وبخطط مرسومة من قبل من يمسك بزمام الأمور ويقول عكس ما يفعل؟..
لا أظن ان الأمر بحاجة إلى جهد لمعرفة الجواب ولا بد أن يكشف التاريخ مستقبلا النقاب عن الوجوه البشعة التي تحاول تغيير مجرى التاريخ لأمة لم تعرف الهوان في تاريخها..
وكل هذا الدم الذي يُراق ما هو إلّا قرابين تُقدّم لولادة غد حتمي هو غير ما هو قائم اليوم.
وان غداً لناظره قريب.