بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 تشرين الثاني 2024 12:00ص أميرة في الميدان!

حجم الخط
هي مفارقة مؤلمة جداً لأميرة تلك النازحة من بلدتها الخيام ان تبقى في العراء تنتظر لحدها في تراب البلدة التي شهدت على طفولتها وصباها وشيخوختها، هي التي نزحت رغماً عنها بعد ان استباح العدو بلدتها الممتدة على سهل يحاكي شموخ جبل الشيخ ويهمس له لا لن اترك هذا العدو يستوطن قي ارجائي.
أميرة لاحقتها قنابل الحقد من الخيام الى الشياح واودت بحياتها وكانت وصيتها ان يغطي تراب الخيام جثمانها، فهي لن تشعر بالدفء الا هناك، ولن يؤنسها في قبرها سوى همس احبائها ممن سبقها ، والذين يجاورون القبر الذي اختارته منذ زمن يعيد.
لكن الحقد الصهيوني لاحقها ايضاً ليمنع امنيتها الاخيرة، فترصد بابناء اخيها واطلق عليهم النار منعاً لدفنها في مقبرة الميدان، هناك، خوفاً من ان تنبت على قبرها سنابل حياة تقول لأجيال الخيام «لا تتخلوا عن الاراضي وان هناك قبالتكم عدو مغتصب لارض جيرانكم فلا تسمحوا له ان يغتصب ارضكم ايضاً واصمدوا فيها فلن يقوى على انهائكم ».
أميرة بقيت لساعات في نعشها تنتظر ان يقوم الجيش الذي اصبح بفعل اتفاق وقف اطلاق النار مسؤولاً عن امن احياء لبنان ، فكيف لا يتمكن من ان يوري جثمانها في ثرى بلدتها، لا بل يعمل على سحب الجثمان ليتم دفنها في ارض اخرى ربما كوديعة الى ان يأذن ذلك المتسلط بالنار والبرود بدفنها هناك.
جثامين كثيرةاستودعها احباؤها في ارض غير ارضها ولكنها حتما ستعود الى هذه الارض وسينبت تراب مدافنها عشبا اخضر واشجارا باسقة تحمي جنود لله في الميدان الى ان يتحقق الحلم بزوال الكيان الغاصب.  
أخبار ذات صلة
نريد رئيساً يليق بلبنان!
3 كانون الأول 2024 نريد رئيساً يليق بلبنان!
الجدّ والحفيد تحت القصف
2 كانون الأول 2024 الجدّ والحفيد تحت القصف
أفكار ما بعد الحرب!
29 تشرين الثاني 2024 أفكار ما بعد الحرب!