بيروت - لبنان

حكايا الناس

10 أيار 2025 12:00ص المفتاح الضائع

حجم الخط
عاد سامي من عمله ليلاً، متعباً كعادته. يعمل حارساً ليلياً في ورشة تصليح سيارات على أطراف المدينة، ويقطن في غرفة صغيرة فوق بناية قديمة.
حين وصل إلى مدخل البناية، مدّ يده إلى جيبه فلم يجد المفتاح. تفحّص جميع جيوبه، قلب الحقيبة، حتى نظر أسفل الدرج... لا شيء. شعر بالبرد يتسلل إلى عظامه، وبدأ القلق يتسلل إلى قلبه.
جلس على الدرج الحجري يحاول تذكّر آخر مرة رأى فيها المفتاح، لكنه لم يكن متأكداً. ربما نسيه في غرفة الحراسة، أو سقط منه في الحافلة. لا نسخة احتياطية لديه، ولا يملك ثمن كسر القفل.
بعد دقائق، فُتح باب في الطابق الأول. خرج رجل خمسيني يُدعى العم حسن، يسكن في الشقة منذ سنوات. نظر إلى سامي وسأله:
«أأنت بخير؟»
أجابه سامي بتردد: «أظنني أضعت المفتاح… لا أدري أين.»
لم يتكلم العم حسن كثيراً، بل دعاه للدخول، وقدّم له بطانية وكوب شاي ساخن. قال: «نم هنا الليلة، وغدًا نرى».
في الصباح، عاد سامي إلى الورشة، وهناك على الطاولة الخشبية، وجد المفتاح. ابتسم لنفسه، وهمّ بالمغادرة… لكنه لاحظ شيئًا غريبًا: مفتاحاً آخر، صغيراً ومُلمّعاً، لم يرَه من قبل، وورقة مطوية بجانبه كُتب عليها: «حين تُغلق الأبواب، انتبه للمفاتيح التي لم تطلبها».
هكذا هو الحال كان بالنسبة الى الجنوبيين الذين لم يضيعوا مفاتيح منازلهم لكنهم تركوها غصباً عنهم، لكنهم وجدوا مفاتيح منازل فتحت لهم في كل لبنان في تضامن عبّر عن وحدة هذا الشعب الذي مهما حاول رجال الساسة تفرقته يعود ويلتف حول بعضه البعض، لذلك فانه مهما علت ابواق الفتنة وحاولت ان تصور لنفسها نصراً وهمياً فسيخذلها هذا الشعب الذي اثبت في المرحلة الاولى من الانتخبات البلدية ان ليس بوارد التخلي عن خياره الوطني بلبنان وطن نهائي لجميع ابنائه.
أخبار ذات صلة