بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 آذار 2025 12:00ص لا أظـن!!

حجم الخط
تنظر حولك فلا تجد أُفقاً آمناً لأي أمل مُنتظر.. الدماء السيّالة أوشكت على تجاوز مُعدّلات البحار والمياه الجوفية.. قتل وموت مجانيان كيفما برمْتَ واستدرْتَ واتجهت.. فيما على مرمى البسيطة العربية تجد دولاً «شقيقة» عددها قليل جداً حكم قادتها فعدلوا.. وإنْ كان عدلهم بمفهوم الباغين «ظلماً وجوراً».. لكن هذا «الظلم والجور» عمّر ولم يدمّر.. رفع وأسّس لدول اليوم والغد.. وحافظ على التاريخ والأصل والتراث!!
تجد نفسك باحثاً عن معنى السعادة فلا تجده.. تجد نفسك كغريق يتعلّق بقشّة عائمة.. لا تلبث أنْ تغرق به ليس لوزن ذنوبه الذي تجاوز عُباب اليم.. بل لكثرة صمته وسكوته على مَنْ سادوا وتسيّدوا.. فتحوّل رفع الصوت إلى جريمة دموية.. لا حل لها إلا بالبتر والقتل والقهر..
في سوريا حُكم جديد «غارق في الازمات والدماء».. في لبنان عهد جديد «عاجز حتى اليوم عن رفع قشّة من مكانها».. في العراق وليبيا وتونس والسودان ومعظم الأقطار العربية.. ولا ننسى طبعاً «قبلة المآسي الأولى والأخيرة» فلسطين.. كلّها على فوهات براكين وشلالات «الأحمر القاني» تتحوّل إلى تسونامي عرقي وطائفي وقبلي.. يجرف في طريقه كُل أمل لوحدة وطنية أو اتحاد أخوي أو تقبّل للآخر المختلف..
لماذا؟!.. لماذا كُتب علينا أنْ نعيش واقعاً دموياً من المهد إلى اللحد؟!.. دون أي ذنب سوى أنّنا «خلقنا وعلقنا» في هذه الدول المنكوبة بأبنائها.. الذين كل طرف منهم يفسّر عشقه وحُبّه لوطنه على مقياس هواه وموازين مصالحه.. فيتحالف مع مَنْ تتماشى الأهواء مع مراكبه.. ويُعادي مَنْ تعاكس رياحه سفن رغباته الجامحة تلبية لأجندات الخارج الطامع من طهران إلى تل أبيب وواشنطن..
ليبقى الأدهى جرائم الداخل.. فتسمع عن سيدة ميسورة قُتلت ذبحاً بداعي السرقة.. أو مالك محل صيرفة تعرّض لعملية سطو.. أو اعتداء مُسلّح على عابر سبيل عند نفق أو تقاطع طُرُق.. بينما جرائم العنف الأسري والاعتداءات على الصغار تزداد يوماً تلو آخر.. ليضيع معها أبسط حقوق الإنسان بالراحة والأمان.. فهل سنعيش لنتذوّق يوماً واحداً لا أكثر.. طعم الأمن والراحة والسرور والحبور.. لَعُمري لا أظن!!