الوجوم والحزن يسيطران على الوطن.. بعد ارتفاع عدد الشهداء وتهديم البيوت وتهجّر شعبنا من المناطق الجنوبية وتكدّسه في أماكن الإيواء في المدارس بعد خروجهم من ديارهم بملابسهم التي هي عليهم والتي لا تليق بهم.. أتألم على شعبنا ويرتجف قلبي عندما أرى الأطفال شاردون بعيونهم وأرى وجوههم قد كبرت وحملت عقوداً من الزمن على وجوههم.. أما حكاية الضاحية الأليمة حتى العظم فهي حكاية تُروى بدماء القلوب حُزناً على الاغتيالات وفقدان الوجوه التي ألفناها؟!..
لا يسعني في هذه العُجالة إلا الترحّم على سيد المقاومة ورفاقه ومعاونيه.. نعم أرواحهم طلبتْ الشهادة حتى تحت ضربات العدو الإسرائيلي الذي استعمل صواريخ أميركية مُهداة إليه للاقتصاص من السيد حسن نصرلله الذي كان يُعتبر حجر عثرة حول المشاريع الاستعمارية المدروسة للمنطقة.. رحم لله عموم الشهداء وأسكنهم فسيح جنّاته وللبنان من بعدهم طول البقاء.. نعم كلامي اليوم حزين لأنّ الواقع أليم.. ولكن الألم لا يثنينا عن الاستمرار بالمحافظة على تراب الوطن؟!..
أصعب اللحظات عندما تصلنا الرسائل يومياً من الداخل والخارج.. يسألون عن الحال والأحوال.. لكن الإجابة دائماً تكون أليمة على كل ما نعيشه.. الطيران في الجو يقصف باستمرار وخرج من البدايات عن قواعد الاشتباك.. حتى عيل الصبر وواجه بمثل ربع ما يقوم به.. أين العدالة الدولية التي تجري بالمجازر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تحت أنظارها ومباركتها في غزّة ولبنان؟!.. ماذا يريد المجتمع الدولي بقيادة الإدارة الأميركية من منطقتنا ونحن نسمع كلام وزير الخارجية الأميركية الذي أتحفنا بزياراته المكوكية إلى المنطقة.. الكلام هو هو ولا يوجد هناك حرف من الكلام يشير إلى العدالة الدولية المفقودة؟!.. فعلاً وأنا أكتب العبارة السابقة وجدت أنّ رجالات الدولة الأميركية بعمومهم عبارة عن مصّاصي دماء.. ضمائرهم ماتت وعقولهم وأفعالهم وأيديهم غُمِسَتْ بالدم وكأنّهم جميعاً حفدة دراكولا اللعين؟!..
رغم كل المُخطّطات المُخصّصة للمنطقة لتدميرها.. يبقى حلم شُذّاذ الآفاق رفد مشروع الحرب العالمية الثالثة ووضعها على سكة الطريق السريع للقضاء على استقلالية وخيرات الدول المُطبِّعة حتى لاحتياجها وإعادة ترتيب خارطة جديدة تبّاً لأهداف الطامعين في خيرات هذه الأوطان والقضاء على شعوبها؟!.. نعم نعيش منظراً سوريالياً يلوح في الأفق.. وخرائط مرسومة منذ عقدين من الزمن على يد المأفون هنري كيسنجر الذي رحل غير مأسوف عليه لتنفيذ مشروعه على خرائط دول الشرق الأوسط؟ّ!..
ومهما يكن من تواطؤ أو صمت فلبنان باقٍ الى الأبد.