الامن الغذائي مقلق في لبنان، كذلك الامن الاجتماعي والصحي، ما من قطاع الا وتدهور في هذا البلد الصغير نتيجة للازمات المتتالية التي عصفت به.
وعلى الرغم من دخول لبنان الى نادي الدول النفطية، الا ان شعبه لا يزال يرزح تحت خط الفقر، حتى ان منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» صنفته ضمن 20 دولة تعد بؤرا ساخنة للجوع.
ازدواجية غريبة يعيشها لبنان، فرغم هذه الارقام الا أنك وفي جولة صغيرة على المطاعم والكافيهات تجدها تعج بالناس ليل نهار، ولم تقتصر هذه الزحمة على «الويك أند»، بل في اي يوم تجد هذه المطاعم «مفولة»، ما يدفعك بالتساؤل هل تقارير المنظمات لحظت هذه الظاهرة؟
في المقابل، تجد أسراً تعاني الامرَّين في سبيل تأمين لقمة خبز حاف لأولادها، وهو ما اوقعهم تحت انياب المرض والعوز، فبسبب الغلاء الفاحش وانهيار القدرة الشرائية، ضمرت الحصة الغذائية لغالبية اللبنانيين، وصار صعباً على شريحة واسعة منهم الحصول على اللحوم والاسماك والحليب ومتمّمات السلة الغذائية، مما يهدد بسوء تغذية.
والأخطر أن لبنان، استناداً الى المنظمة، يقع ضمن «بؤرة ساخنة للجوع» مما يفاقم خطورة الوضع واقتراب شبح الجوع من أبواب اللبنانيين مع ما قد يستتبع ذلك من انعكاسات إنسانية وأمنية لا تُحمد عقباها.
اما اصحاب نظرية «رُبَّ ضارةٍ نافعة»، فيعتبرون ان هذه الازمة جاءت بفوائد صحية على اللبنانيين المشهورين بإستهلاك كبير للحوم الحمراء التي تؤدي إلى أمراض مؤذية مثل القلب وارتفاع الكوليسترول، بالتالي اللجوء إلى الحبوب والطبخ المنزلي جعل نسب الإصابة بالأمراض هذه تتراجع.