للأسف مع كل أزمة وضعف وهوان تستعمر أيام وليالي البلد وأهله.. نرى مَنْ يركبون موجة الاستعراض.. ويُسارعون إلى الظهور بمظهر «الملاك الفارد جناحيه» لحماية الناس.. فيُعرب «تافه» في منشور عبر حساباته على منصات التواصل عن ألمه وإحساسه العميق.. وهو المُقيم في باريس أو دبي ويُحيي الأفراح والليالي الملاح.. ولم يعش لحظة من مآسي وآلام الناس بل يستغلها!!
على نفس المقلب يستعرض «مصلحجي».. من خلال إرسال مساعدات ضئيلة «لا تُغني ولا تُسمن من جوع».. لكن الأهم «طباعة» اسمه على الأكياس لـ»غرض في نفس يعقوب».. إلا أنّ هذا الغرض بات معروفاً وهو استثمار اليوم من أجل المستقبل.. الذي لن يكون إلا رخيصاً كصاحبه المُستغل لعذابات الناس.. بهدف رسوخ اسمه في أذهانهم بأنّه «وقت الحشرة مد إيدو وساعد».. لكن اعملوا أن هذه الأسماء والأفعال المُتاجِرة بالآخرين.. وإنْ ترسّخت فإنّها ستقبع في «مزابل الزمان».. بأنّهم لعبوا بالبيضة والحجر واغتنموا ضعف الناس وعوزهم..
والأنكى من المستغلين هم منْ التزموا الصمت.. ولم يتحرّكوا بذريعة انعدام القدرة و»العين بصيرة والإيد قصيرة».. لكن في حقيقة الأمر لديهم المقدرة على التحرّك والمساعدة.. أو أقلّه التأثير على الآخرين وحث الناس للدعم والمساندة في الزمن الصعب.. ولو حتى بالظهور أونلاين أو تغريدة أو Post..
أما الحروب التي تُشن عبر مواقع التواصل.. وخصوصاً «صراعات الطوائفية» والانتقام من الآخر في زمن ضعفه.. أو استشراس النازحين والتكشير عن أنيابهم.. معلنين بأنَّ لا منّة ولا فضل لأحد عليهم.. والآخر عليه دعمهم ولو بالقوة.. «فاسمحولنا يا جماعة غلطانين».. نحن - نازحون أو مُضيفون - أحوج ما نكون اليوم إلى التبسّم في وجوه بعضنا البعض.. لأنّه لا الوقت وقت تصفية حسابات.. ولا حتى زمن تصفية أوراق من الماضي..
وفي عجالتي هذه لا بُدَّ من التوجّه بعظيم الشكر والإجلال إلى الشباب المؤثّر عبر مواقع التواصل الذين شمّروا عن سواعدهم.. ونزلوا إلى الميدان قدّموا وساعدوا وساندوا.. بل وعملوا بكل ما أوتوا من قدرة على فعل الخير من أجل بلسمة جراح النازحين من غدر العدو الصهيوني..
وأخيراً يا جماعة الخير «صحيح بلدنا زغير.. بس ما تكونوا زغار على قد مساحتو.. لأنّ بلدنا رسالة فكونوا كبار وكبار كتير على قد رسالتو.. لأنّ «مساعدة الناس مقدرة وليست سمسرة»..