بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الثاني 2024 12:05ص السفير المصري لـ«اللواء»: وقف إطلاق النار خطوة مهمّة تؤدّي لتنفيذ القرار ١٧٠١

نعمل في اللجنة الخماسية للدفع نحو إنجاز الاستحقاق الرئاسي

حجم الخط
مع بدء سريان وقف إطلاق النار منذ فجر أمس بدأت الاستعدادات لورشة استحقاقات أساسية، بالتوازي مع تطبيق بنود الاتفاق وصولا الى تسوية نهائية تخرج لبنان من حالة عدم الاستقرار.
وفي هذا الإطار، من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة حركة سياسية باتجاه العمل لحلّ الملف الرئاسي، وذلك بالتزامن أيضاً مع الزيارة التي قام بها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان.
وحول هذه الزيارة إضافة الى دور اللجنة الخماسية والموقف المصري من عملية وقف إطلاق النار أجرت «اللواء» مقابلة مع السفير المصري في لبنان علاء موسى الذي أكد ان اتفاق وقف إطلاق النار يعتبر خطوة مهمة ومتقدمة وإجراء كان لا بد من الوصول إليه.
وقال: «في النهاية لا يصحّ إلّا الصحيح، خصوصا ان كل الجهود بذلت من أجل وقف العدوان على لبنان، وهذا الأمر يجب أن يؤدّي بشكل واضح الى التطبيق الكامل للقرار ١٧٠١ في كافة عناوينه ومندرجاته، من قبل كافة الأطراف بشكل متوازن، على أمل ان تلي هذه الخطوة خطوات هامة أيضا، مثل انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات، ثم نبدأ بإنجاز التحدّي الأكبر للبنان ألا وهو تحدّي الاعمار والتنمية، حيث كان التحدّي منذ فترة قريبة مقتصر على التنمية فقط، إنما اليوم أضفنا عليه تحدّي الاعمار بعد ما حصل في كل مناطق لبنان من دمار نتيجة العدوان الإسرائيلي، كما ان هناك تحديات كثيرة أخرى تفرض على كافة القوى السياسية اللبنانية أن توجّه جهودها وتعاونها، في سبيل الوصول الى استكمال كافة الاستحقاقات التي ستساعد على البدء في خطة التنمية والاعمار التي يحتاجها لبنان بشكل كبير وأكثر من أي وقت مضى».
وردّاً على سؤال حول دور مصر في مساعدة لبنان، قال السفير موسى: «ان التزام مصر بمساعدة لبنان والوقوف الى جانبه هو التزام واضح وصريح، وهذا ما نؤكد عليه ونكرره خلال كافة اجتماعاتنا ولقاءاتنا، وهو ما أكد عليه أيضا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في المملكة العربية السعودية على هامش القمة الإسلامية - العربية، والذي كان سبقه اتصال هاتفي بين الرئيسين، وكان تأكيد من الرئيس السيسي على التزام مصر بدعم لبنان بشكل كامل، ليس فقط سياسيا وإنما أيضا اقتصاديا».
وأكد السفير المصري على أهمية دعم الجيش اللبناني، وهو المنحى والطريق التي تسير به مصر باتجاه لبنان.
وعن دور الدول العربية بمساعدة لبنان، فقال: «إذا كان لي الاذن بالتحدث باسمهم فهناك بالفعل تنسيق كامل مع الدول العربية تجاه مساعدة لبنان، ويمكن العنوان الرئيسي كما هو معروف هو اللجنة الخماسية التي تضم ثلاثة دول عربية، وهذه الدول ملتزمة بمساعدة لبنان والعمل للانتهاء من الاستحقاق الرئاسي ونتمنى أن يكون قريبا، والذي سيعقبه التزام عربي يحث لبنان ودعوته مرة أخرى الى الحاضنة العربية ويواكبه في نفس الوقت تقديم مساعدات للبنان في المجالات كافة، مما يجعله مرة أخرى يقف على قدميه من أجل المزيد من النمو».
وعن هدف زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان، قال السفير المصري: «من الواضح ان هناك التزاما فرنسيا تجاه لبنان، والبيان الذي أصدرته مع الولايات المتحدة الأميركية عشية بدء عملية وقف إطلاق النار يعكس الجهد الفرنسي في ملف وقف إطلاق النار، أما بالنسبة لزيارة السيد لودريان فهي تأتي في إطار التزام فرنسا أيضا سواء على المستوى الثنائي أو من خلال اللجنة الخماسية بالانتهاء في أسرع وقت ممكن من مسألة انتخاب رئيس، والهدف من الزيارة هي كما تم الإعلان عنها من قبل الرئاسة الفرنسية هي للوقوف الى جانب لبنان لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وللمساعدة أيضا على وقف إطلاق النار، وهاتين المهمتين تخدمان الوضع في لبنان وتساعدان على إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات إضافة الى دعم الجيش اللبناني، وصولا الى تطبيق وقف إطلاق النار بشكل كامل وواضح».
وعما إذا كانت المعطيات تشير الى إمكانية حلحلة في الملف الرئاسي، قال السفير المصري: «الاستحقاق الرئاسي كما ذكرنا وكررنا سابقا هو استحقاق لبناني وهو أمر واضح وصريح، وعلى كافة القوى السياسية المشاركة بمسؤولية الانتهاء من هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن وان شاء لله نأمل ذلك في جلسة الانتخاب الذي دعا إليها الرئيس بري في التاسع من كانون الثاني المقبل، خصوصا ان انتخاب الرئيس يحصل عبر البرلمان اللبناني الذي لديه مسؤولية، كما هو الحال بالنسبة الى الرئيس المجلس النيابي نبيه بري، لذلك عليهما مسؤولية كبرى.
علما ان الرئيس بري أعلن أكثر من مرة انه بعد وقف إطلاق النار سيبدأ فورا على العمل لانتخاب الرئيس»، لافتا أيضا الى ان الخطاب الأخير للأمين العام لـ«حزب لله» الشيخ نعيم قاسم أشار أيضاً الى ان هذا الاستحقاق أمر يجب الاهتمام به، وهو أبدى في كلمته الاستعداد لإبداء مرونة، معتبرا ان كل هذه الإشارات تتلاقى مع رغبات كافة القوى السياسية الأخرى لذلك.
وقال السفير المصري: «لا بد من انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، وعليه سوف نعمل من اليوم في اتجاه الانتهاء من هذا الاستحقاق، فالغاية ليس انتخاب رئيس فقط، بل هذا الأمر يعتبر خطوة على طريق مسار طويل من الاستحقاقات، عنوانها الأساسي انتخاب الرئيس، فهناك جهد مكثّف ومركّز للانتهاء من هذا الملف، ويمكن أن تصبّ زيارة الموفد الرئاسي وعودة الخماسية لاستئناف اجتماعاتها مع القوى السياسية المختلفة لإنجاز هذا الملف في أقرب وقت ممكن».
وختم موسى قائلا: «على الجميع أن يعي ان الفترة الماضية كانت صعبة جدا على لبنان، وهناك دروس كثيرة يجب على القوى السياسية كافة الاستفادة منها بشكل إيجابي، والدفع الى الأمام لخروج لبنان من كبوته التي استمرت لسنوات طويلة، وحان الوقت للنظر الى الأمام، ووضع حد لكافة العراقيل التي تقف أمام نهضة لبنان وعودة عجلة التنمية الى الدوران مرة أخرى».