يواصل الشيخ بهاء رفيق الحريري لقاءاته واجتماعاته للأسبوع الثاني على التوالي في لبنان والذي يزوره بهدف إطلاق مشروعه السياسي والاجتماعي، إضافة للاطّلاع عن قُرب على واقع الأوضاع اللبنانية على كافة المستويات، ومن المقرر أن يكون للشيخ بهاء محطات إضافية هذا الأسبوع أيضا في عدد من مناطق البقاع، على أن يتوّج اجتماعاته في عاصمة الجنوب صيدا قبل مغادرته بيروت، بانتظار العودة مجددا في وقت قريب لاستكمال ما بدأه من حركة شعبية، خلت من أي لقاءات سياسية.
ويبدو ان الشيخ بهاء نجح من خلال المشاورات الذي أجراها بداية مع أبناء العاصمة بيروت، ومن ثم مع أهالي محافظتي الشمال وعكار، من وضع تصوّر كامل لاحتياجات المواطنين ومطالبهم المحقّة، وهو لمس خلال كل اللقاءات التي أجراها دعما مطلقا للتعاون معه، ومساندته لإكمال مسيرة والده الرئيس رفيق الحريري، خصوصا بعد حالة الإحباط التي تعيشها الطائفة السنية وغياب قياداتها عن مساندة أبنائها ورفع الغبن والظلم عنهم.
وكما كان متوقعا فقد أبدى الشيخ بهاء كل تجاوب واهتمام مع مطالب المواطنين لا سيما الاجتماعية والاقتصادية، وسط امتعاض عدد من المتضررين من تحرّكه لا سيما من أبناء طائفته، خصوصا ان اللقاءات التي عقدها والمواقف التي أطلقها حرّكت المياه الراكدة لدى الطائفة السنية وعاد لشدّ عصبها من جديد.
وكما بات معلوما فإن الشيخ بهاء سيسعى بكل ما أوتى من القوة لدعم بلده اقتصاديا من خلال استثماره للخبرات التي يملكها في مجالات عدة، كذلك سيقوم بإنشاء مشاريع اقتصادية في مختلف المناطق اللبنانية من شأنها خلق فرص عمل للشباب اللبناني على المستويات كافة، في محاولة منه لانتشال البلد من الانهيار الاقتصادي غير المسبوق.
وعشية زيارته الى محافظة البقاع لإجراء سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع أهالي المنطقة وفاعلياتها قال نائب البقاع بلال الحشيمي لـ«اللواء» عن الزيارة والحديث عن مقاطعة بعض رؤساء البلديات والأهالي لها: «لا يمكن لأي شخص أن يقرر عن أهالي البقاع من يجب أن يُستقبل أو يرفض استقباله، زيارة بهاء الحريري مرحّب بها ويجب عدم مقاطعتها لأي سبب أو لأجل أي شخص كان، حتى لو كان أحمد الحريري أو تيار «المستقبل» أو غيرهما، فنحن لا نأتمر من أي أحد، ونرفض أن يقرر أحد عنا من يجب أن نستقبله في منطقتنا أو طرده منها وعدم الترحيب به، فنحن أبناء البقاع ومن المعروف عنا أخلاقياتنا ووفائنا للرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما ان بهاء الحريري ليس شخصا عاديا بل هو ابن الشهيد رفيق الحريري ومن ريحته، وعلينا إعطائه فرصة والاستماع الى أفكاره، وعلى ضوء ما سنسمعه سنقرر موقفنا بالسير معه أو لا، ولكن نحن نرفض رفضا قاطعا اتخاذ أي قرار مسبق بعدم استقبال الحريري الابن، كما ان منازلنا مفتوحة أمام الجميع، وكيف إذا كان الضيف هو ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟
أضاف: «لا يمكن لأي أحد أيضا أن يشيع بان هناك ٨٠٪ من رؤساء البلديات يرفضون استقبال الشيخ بهاء الحريري، علما ان لدينا ٣ بلديات منحلة، وهناك ٤ بلديات أساسية أخرى تضم أشخاص لا تؤيد لا تيار «المستقبل» ولا أحمد الحريري، لذلك لا يمكن فرض قرارهم على الناس، أو أن يقرر أحد من يجب أن يزور البقاع ومن يجب أن نرفض زيارته».
ورحّب الحشيمي بزيارة الشيخ بهاء الحريري الى البقاع، مؤكدا ان بيوت البقاع مفتوحة دائما ومن المعروف اننا أهل وفاء ونستقبل القريب والبعيد.
وقال: «أؤكد رفضي الكلي لكل ما يقال عن رفض البقاع استقبال بهاء الحريري، وأنا شخص مستقل ولا أقبل لأي أحد أن يملي عليّ ماذا يمكن أن أفعل، ونحن لسنا تحت رحمة أي جهة ولا يمكن الخضوع لأي قرار يتخذ مسبقا من قبل أي فئة، وأستطيع من خلال استقلاليتي اتخاذ القرار الذي أراه مناسبا، علما ان هناك اتصالات ودعوات تجري حاليا لمقاطعة زيارة الشيخ بهاء الحريري والتحريض عليه، فإذا كان هناك خلاف بين الشيخ بهاء والرئيس سعد الحريري فهؤلاء أخوة ولا علاقة لنا بالموضوع والواجب يقضي علينا عدم التدخّل بينهما».
وقال: «نحن مع كل من يطالب بقيام المؤسسات وسنقف الى جانبه، فهناك أطراف تعمل ضد مصلحتنا ومصلحة البلد والطائفة، ورغم ذلك تدخل الى مناطقنا وتعمل على السيطرة على شبابنا».
أضاف: «للأسف ما يحصل عمل لا يليق بمن يقوم به من أجل مصالح شخصية ضيقة، فالبقاع يتسع للجميع والمواطن البقاعي يحتاج الى دعم أشخاص تعمل لخير الدولة مؤسساتها، وأكرر ان بهاء الحريري ريحته من ريحة والده الشهيد رفيق الحريري، الذي له فضل على جميع اللبنانيين دون إستثناء فهو من عمّر وعلّم أبناء لبنان بما فيهم أبناء البقاع».
وأشار انه من خلال الدعوات التي تطلق لمقاطعة زيارة بهاء الحريري فانهم يساهمون في تحفيز أهالي البقاع لاستقباله والترحيب به بشكل أكبر.
وختم بالقول «نحن أحرار ونملك خياراتنا، كما اننا أوفياء لمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لذلك علينا أن نضع بهاء الحريري فوق رؤوسنا ولا يمكن لأحد رهن أهالي البقاع من أجل مصالح شخصية ونقطة على السطر».