بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 شباط 2025 12:10ص جابر لـ«اللواء»: «مقاومة الاحتلال ميسّرة» بالبيان الوزاري

لن يستقر لبنان بشكل نهائي قبل استقرار وضع المنطقة

حجم الخط
يواجه العهد والحكومة الجديدة في بداية انطلاقتهما تحدّيات مستجدّة، أبرزها قرار الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على التلال الخمس الجنوبية وتفريغ قرى الشريط الحدودي عند الخط الأزرق من أهلها بالتفجير والجرف وتقطيع الأوصال، ومنع إعادة اعمارها لتصبح منطقة غير قابلة للحياة والعيش، والمحاولات الغربية لا سيما الأميركية والإسرائيلية لتطويع الطائفة الشيعية، تارة عبر رفض مشاركة ممثلين عن حزب الله في الحكومة، وتارة أخرى بمنع الطيران الإيراني من نقل ركاب لبنانيين الى بلدهم ومنع وصول دعم لإعادة الاعمار، وطوراً عبر ما وصفته عشائر الهرمل «تصفية طائفية» للوجود الشيعي في نحو 24 قرية عند الحدود مع سوريا على يد السلطات السورية الجديدة (بقيادة هيئة تحرير الشام المتطرفة).
هذه التطورات معطوفة على خطط الرئيس الأميركي ترامب الخاصة بقطاع غزة، وخطط كيان الاحتلال الإسرائيلي لتهجير أهل الضفة الغربية، وعدم الاستقرار الداخلي التام في سوريا وأطماع كيان الاحتلال في بعض أراضيها، وترقّب مسار التعامل اللبناني والعربي والدولي مع إيران، والترابط بين ما يجري من ضغوط على لبنان وإيران وانفجار المواجهات على طريق المطار احتجاجاً بعد قرار لبنان منع هبوط طائرتين لشركة «ماهان» تقلّ لبنانيين، بينما كانت سفارات غربية أخرى تنقل خلال الحرب بشكل خاص أسلحة وذخائر وأموال و«عناصر حماية» تفيض عن حاجاتها وبعلم السلطات اللبنانية الرسمية، ومن دون الافصاح عن الوجهة الحقيقية لإدخالها. كل هذا يشير الى ان لا استقرار نهائيا في لبنان قبل تحقيق الاستقرار الإقليمي بصورة نهائية وهو أمر ليس بمتناول اليد حاليا وقد يستغرق سنوات.
لكن الحرب الغربية على إيران بدأت تنعكس سلباً على لبنان عبر تقييد حرية الملاحة الجوية الإيرانية والتدابير الشديدة التي تتخذ للحقائب الدبلوماسية بحجة منع وصول الأموال الى حزب الله، وهو أمر رأت قيادات الطائفة الشيعية والروحية انه موجّه ضدها، لا سيما لجهة منع وصول المال الإيراني لدعم إعادة اعمار ما هدّمه العدو الإسرائيلي، عدا التجارب السابقة خلال السنوات الماضية بمنع إيران من تنفيذ مشاريع انشائية حيوية كمعامل توليد الكهرباء وتزويد لبنان بالكهرباء والنفط.
والمفارقة ان تبرير منع هبوط الطيران الإيراني عبر وزارة الأشغال ومديرية الطيران المدني لم يقنع الجمهور الشيعي وبخاصة بعد الإعلان عن منع الرحلات المباشرة من طهران الى بيروت بل تتم عبر العراق ومنه الى بيروت، لا سيما انه حدّد مهلة للمنع حتى 18 شباط الحالي، وليس صدفة ان هذا التاريخ يُصادف موعد تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي للإنسحاب من الجنوب. فهل ثمّة من ينتظر تطورات ما بعد هذا التاريخ ليحدّد مسار العلاقة الجديدة مع إيران؟ وهناك أيضاً من يسأل: هل من يد خارجية تعبث بالأمن الداخلي عبر المندسّين والمشاغبين الذين أكد رئيس الجمهورية وحزب الله وجودهم في التحرك يوم الجمعة على طريق المطار والاعتداء على موكب سيارات اليونيفيل، وحيث أكد رئيس الحكومة نواف سلام من القصر الجمهوري أيضا ان التعرّض لليونيفيل لا يساعد على الانسحاب الإسرائيلي، وعلى هذا ظهر ان الهدف من الشغب المشبوه إثبات ان الجيش اللبناني واليونيفيل عاجزين عن تثبيت الأمن داخل لبنان فكيف عند الحدود الجنوبية؟ وهذا مبرر إضافي للاحتلال لعدم الانسحاب الكامل.
يأتي ذلك بينما كانت تنهمك الحكومة بإنجاز البيان الوزاري واللعب على مضمونه بما تيسّر من مفردات في اللغة العربية المطواعة لتمريره بيسر. وعلمت «اللواء»، ان لجنة صياغة البيان الوزاري أنهت المسودة الأولى للبيان يوم الجمعة الماضي، وبقيت بعض البنود قيد التعديل، وقام رئيس الحكومة نواف سلام بسحب نسخ المسودة من الوزراء أعضاء اللجنة خشية تسريب مضمونه. وتوجه الى القصر الجمهوري يوم السبت حيث التقى الرئيس عون وأطلعه على مضمون المسودة وناقشا التعديلات.
وأفادت مصادر لجنة الصياغة الوزارية انه تمّت معالجة هذه البنود والتعديلات وستعقد اللجنة الاجتماع الأخير عند الرابعة من عصر غد الاثنين لقراءة أخيرة للمسودة وإقرارها بصيغتها النهائية. على أن يعقد مجلس الوزراء جلسة في اقرب فرصة لإقراره «لأن رئيس الجمهورية مستعجل على إقراره»، قبل إحالته الى المجلس النيابي لنيل الثقة بالحكومة على أساسه.
وأكد عضو لجنة البيان الوزاري وزير المال ياسين جابر لـ «اللواء»: ان المسودة انتهت يوم الجمعة، واجتماع اللجنة يوم السبت، كان للنقاش العام وللحديث عن موضوع مطار بيروت. وأوضح ان موضوع مقاومة الاحتلال في مسودة البيان «ميسّر وكله ميسّر» ولا مشكلة فيه. لكن جابر أكد ان أمام الحكومة استحقاقات كثيرة خطيرة هي مستعدة لمعالجة ما يمكن منها، لكن محاولات التوتير الإسرائيلية تعيق بعض المهام، ومنها مثلا عرقلة نشر الجيش في كامل منطقة جنوب الليطاني، وما جرى على طريق المطار من شغب يثير التساؤل الى جانب مواضيع أخرى.
وحسب المعلومات، فإن جزءا من جلسة الحكومة الاثنين سيخصص للبحث في موضوع الطيران الإيراني وما جرى على طريق المطار يومي الجمعة والسبت.