بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 كانون الأول 2021 12:02ص «حركة سوا للبنان» تتطلّع لاسترداد الدولة وتجهد لملء فراغ المؤسسات والأحزاب

صناديقي لـ«اللواء»: سنكون في كل المناطق ونخوض الانتخابات بمرشّحين وحلفاء

من الشعارات التي رفعتها «حركة سوا للبنان» من الشعارات التي رفعتها «حركة سوا للبنان»
حجم الخط
انطلقت مؤخرا حركة «سوا للبنان» التي يدعمها رجل الأعمال بهاء رفيق الحريري، وتحدّد لنفسها هدفاً سياسياً معلناً هو «تحقيق إصلاح جاد في لبنان، ومحاربة الفساد وتحقيق الازدهار الاقتصادي»، وتركّز على «بناء خطط إصلاحية خاصة بالتنمية الاقتصادية والقضاء والرعاية»، والأهم بحسب مديرها التنفيذي سعيد صناديقي أن هذه الحركة «وجدت لتبقى.. وتستمر».

الحركة الوليدة التي أثارت منذ إطلاقها ردود فعل متباينة، سياسية وعائلية، تعمل بنشاط ملحوظ في مختلف المناطق اللبنانية ودون تمييز، فـ «همّها تأمين المساعدة في الشق الاجتماعي دون معرفة هوية المستفيدين». أما هدفها الأساسي والأوحد، يقول صناديقي «استرداد الدولة التي تتمتع باقتصاد، ولا تعيش على «الشحادة».. باختصار دولة بكل ما تتطلبه من مكوّنات»، معتبرا أن «تحرير الناس إقتصاديا مقدمة لتحريرهم سياسيا». فوق ذلك، تعلن الحركة أنها «منفتحة على جميع مكونات المجتمع، شرط أن لا يكون جزءاً من منظومة الحكم التي أوصلتنا لما نحن عليه اليوم»، ذلك أن «الأحزاب اللبنانية كلها فشلت، وبالتالي المسألة ليست محصورة بـ «تيار المستقبل».. الجميع فشلوا».

صناديقي


سعيد صناديقي



«اللواء» التقت صناديقي في مكاتب الحركة في وسط بيروت، وأجرت معه الحوار الآتي:

{ بداية كيف ستتمكنون من تحقيق التغيير الحقيقي خلال الإستحقاقات المقبلة؟

- علينا التمييز بين أمرين: «حركة سوا للبنان»، هي حركة سياسية وغير مرتبطة باستحقاق الانتخابات النيابية، وبالتالي ستبقى مستمرة في عملها ونشاطها بعده. وهي تعمل في مختلف المناطق اللبنانية وفق هيكلية المكاتب، وكل مكتب منطقة يحدّد احتياجاتها وأولوياتها، ونحن من جهتنا نتابع وندعم.

أما موضوع الانتخابات، فسنشارك فيها، فنحن مجبرون على اللحاق بعملية التغيير، وليست هي من يلحقنا. الناس وصلت لمرحلة باتت ترفض كل الطبقة السياسية الحاكمة. لذلك، ينحصر جهدنا في تقديم البديل الموثوق، وعليه عندما نحضّر للإنتخابات فنحن لا نعمل من منطلق أن هذا المرشح «تابع لنا» وعليكم أن تختاروه، بل على العكس، سنذهب إلى كل منطقة لنبحث عن أشخاص لهم حضور ونشاط على الأرض ونساعدهم للبروز أكثر، ومن هذا المنطلق، نهتم بالانتخابات ليصبح التغيير حقيقياً. هناك إرادة للتغيير، لكنها تتطلب أناساً قادرين على تشكيل البديل والخيار، وهذا ما نحاول العمل عليه.

{ وما هي الأهداف التي تسعى «سوا للبنان» إلى تحقيقها؟

- هدف واحد، وهو استرداد الدولة، وهذا لا يتحقق من دون سيادة، أي حصر قرار السلم والحرب بيدها، والإمرة على القوى المسلّحة الشرعية حصراً. الدولة الفاسدة ليست دولة. الدولة هي التي تعمل مؤسساتها وأجهزتها وسلطاتها بشفافية مطلقة، ولجميع الناس وليس على مبدأ 6 و6 مكرر، لا بل على مبدأ الاستحقاق والجدارة وبكل شفافية، وذلك بناء على معايير وخطة اقتصادية.

الدولة التي تتمتع باقتصاد قوي، وليس تلك التي تعيش على «الشحادة»، أي يتوفر فيها الإنماء والاقتصاد المنتج ولا ينحصر بالاقتصاد الاستهلاكي. دولة لا تمييز بين مواطنيها، ولا فرق فيها بين «فلان وعلان»، سواء من ناحية الجندرة إمرأة أو رجل أو المناطق أو الطوائف، وتعمل على أساس الكفاءة، طالما أننا في نهاية الأمر سنصل إلى بناء الدولة.

{ هل الجولات على المناطق تهدف إلى التحضير للاستحقاق الانتخابي؟

- نجهّز لإطلاق «حركة سوا للبنان»، وهذا يتقاطع مع استحقاق انتخابي مقبل، لكن، كما قلت، الحركة باقية ومستمرة سواء كان هناك انتخابات أو لم يكن. تأتي الإنتخابات نقف عندها كما يجب، ثم نكمل عملنا، لذلك فالجولات ليست بهدف الإنتخابات فقط لكن بهدف إطلاق الحركة كما حصل في عكار وجونيه، ويوم الجمعة المقبل سنطلق مكتب طرابلس ومكتب الإقليم، ولاحقاً في بعلبك وزحلة وشتورا، وكل هذه المكاتب ستبقى إلى ما بعد الانتخابات ولن يتوقف عملها.

أما فيما يخصُّ الاستحقاق الانتخابي، فنحن نعمل في كل المناطق، سواء من خلال التواجد بشكل مباشر، أو من خلال دعم أشخاص لهم حضور. نرى المجلس المقبل من الداخل، ليس قبل الصندوق بل بعده. هناك أشخاص يمكن أن نعمل معهم، وإن لم يكونوا في «سوا للبنان»، ونودّ أن يصلوا، لأن بإستطاعة هؤلاء السير معنا في مشروعنا.

{ ماذا عن تحالفاتكم الانتخابية؟

- أبوابنا وعقولنا وقلوبنا مفتوحة للجميع، شرط أن لا يكونوا جزءا من منظومة الحكم التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم. حاليا نعمل على بناء وإطلاق الحركة السياسية، وعلى الانتخابات دون أن نقصد باب أيّ كان، لكن في المقابل أبوابنا مفتوحة.

نودّ العمل من أجل التغيير، من يودُّ المضي بهذا الخط فنحن جاهزون لأن نضع يدنا بيده طالما أنه يتطلّع لكي يكون لدينا دولة، فمنظومة الحكم المسيطرة فشلت، لذلك لا يسعنا أن نكون معها.

{ ماذا عن الأنشطة الاجتماعية؟

- نهدف لأن تكون مشاريعنا مستدامة، لا آنية، خصوصا في ظل غياب كامل لكل قطاعات الدولة، وإنطلاقا من ذلك، أطلقنا حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالتعاون مع مؤسسة «نوح». الدولة عاجزة على القيام بهكذا حملة، لذلك تكفّلنا بإجراء عشرة آلاف فحص مجاني دون أن نعلم مَن هم الأشخاص المستفيدون.

المبادرة الثانية، وهي أيضا بالتعاون مع مؤسسة «نوح»، تتمثل بتوزيع حليب للأطفال لخمسة آلاف طفل، وهنا يهمّني التأكيد أننا لا نعرف أي شخصا من المستفيدين. كل سيدة لديها طفل ما بين عمر اليوم إلى 6 أو 12 شهراً يمكنها الدخول إلى المنصة التي أطلقناها لهذه الغاية، وتسجل بياناتها وتأخذ موعداً للحصول على الحليب، وذلك من خلال المكاتب العشرة التي أوجدناها لهذه الغاية.

أما فيما يخصّ المشاريع المستدامة، فعلى سبيل المثال، هناك موضوع التدفئة، فبدلا من توزيع المازوت، اقترحت إنشاء معمل للحطب عبر تحويل جفت الزيتون والنشارة إلى حطب، وبيعه ليتمكن الناس من الإستفادة منه. وهناك أيضاً مشاريع صغيرة كمشروع المونة التي تحضّر في القرى ويتم توزيعها في بيروت والمدن الأخرى. وفي طرابلس نسعى إلى تدريب المهتمين على الحرف والصناعات الصغيرة، ونؤمّن لهم الأسواق في الخارج لتحقيق الدخل المستدام.

الهدف أن نحرّر الناس اقتصاديا، لأننا بمجرّد تحريرهم اقتصاديا يتحررون سياسيا. هذا توجهنا وهذه طريقة عملنا وهذا ما نسعى إلى تحقيقه، علينا أن نعمل «صح» كي يدركوا بأننا المكان الذي يجب أن يأتوا إليه. حاليا بدأت مجالس المناطق بالعمل، وهي التي ستحدّد احتياجات المناطق وليس نحن من سيحدّد ذلك، بل ينحصر دورنا بتسهيل إنجاز الحلول كي نؤمّن الإستمرارية.

{ من المعروف أن راعي ومطلق «حركة سوا للبنان»، هو رجل الأعمال بهاء الحريري، فهل ما تقدّمونه من مساعدات يهدف إلى ملء فراغ مساعدات «تيار المستقبل»؟

- سبب وجود «سوا للبنان» هو فشل كل الأحزاب، ولو أنها عملت كما يجب لمّا تواجدنا، لذلك المسألة ليست محصورة بـ «تيار المستقبل»، فالجميع فشلوا، وبالتالي ونتيجة لهذا الفشل كان لا بد من أن يسعى أشخاص لبناء الدولة، وليس لاستبدال مساعدات بمساعدات. نحن مكرهون ولسنا سعداء لأننا مضطرون لتقديم المساعدات، لأننا نحرص على تقديم عمل مستدام. لكن في ظل الغياب الكامل للدولة والأحزاب نضطر إلى التدخّل لتقديم هذه المساعدات. ببساطة، وجودنا كحركة سياسية هو لأن الآخرين لم يستطيعوا القيام بواجباتهم.

{ وهل ستتمكنون من بناء الدولة التي تطمحون إليها؟

- ليس لدينا خيار آخر، وصلنا لمرحلة السقوط في «المهوار» وبسرعة مخيفة. واجبنا اليوم أن يقف كل منا في وجه هذا الإنهيار لننتشل البلد من النفق المظلم. ربما يقول قائل لماذا أنتم وليس غيركم؟ ولهؤلاء نقول: إذا ذهبنا لذات الطبيب لمدة 30 سنة، ولم يتمكن من علاجنا، ألا يجب تغييره؟ على الأقل نكون حاولنا.

{ هل من كلمة أخيرة؟

- لم نأتِ لأخذ مكان أحد، هدفنا استرداد الدولة. الرئيس الشهيد رفيق الحريري مرَّ بـ 3 مراحل:

في المرحلة الأولى أوقف الحرب، وفي المرحلة الثانية أعاد إعمار البلد، لكنه لم يتمكن في المرحلة الثالثة من مأسسة العمل، ونحن حريصون على إكمال المرحلة الثالثة، لكن للأسف اليوم نعود للمرحلة الثانية، مرحلة إعادة الإعمار، والخوف الأكبر أن نعود للمرحلة الأولى.

كل ما نتمناه إعادة إستكمال إعمار هذا البلد، ومأسسة العمل كي يصبح هناك دولة، ويصبح التنافس بين الأحزاب محصورا بسؤال واحد: هل أقدم 50 بالمئة للصناعة و60 بالمئة للسياحة؟، لا أن يكون الخلاف بين الأحزاب على الحصص والغنائم.