بعد ردّ حزب الله على اغتيال العدو الإسرائيلي للقائد الكبير فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية، بات من غير الجائز الحديث عن الحرب الشاملة أقلّه راهنا بموازاة عدم القدرة على الحديث عن أي هدنة... أكثر المتشائمين يقول بان ستاتيكو العمليات المتبادلة على طرفي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة قد يمتد الى نهاية السنة الحالية، ثمة معلومات تكشف للمرة الأولى نقلها دبلوماسي رفيع المستوى عن ان المساعي للحل لم تتوقف وستتزايد خلال الأسابيع المقبلة للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أو بمعنى أصح إيقاف العدوان الإسرائيلي بحلول تشرين الأول المقبل موعد طوفان الأقصى.
وكشفت المعلومات التي نقلها الدبلوماسي بان الحرب باتت قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء، وعلى الجميع التحضّر لليوم التالي بعد وقف العدوان... وأشارت المعلومات ذاتها الى ان لبنان تلقّى رسالة لهذا الخصوص، وكان قد سبق للقوى اللبنانية المعنية ان وضعت تصوّرها لكيفية تطبيق ١٧٠١ وقد تبلّغ الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين بالموقف اللبناني الرسمي، ومن المرجح أن يزور المنطقة مجددا خلال الشهر الجاري للتوصل لاتفاق نهائي حول القرار ١٧٠١، فيما اللجنة الخماسية تنشط في الكواليس للتوصل الى تفاهم بين اللبنانيين لانتخاب رئيس بحلول السنة الحالية على أبعد تقدير.
وفقا للمعلومات الموثوقة، فان الرد الإيراني مهما كان حجمه لن يشكّل عقبة أمام المساعي الجارية للحل على اعتبار ان حزب الله وفقا للمعلومات ذاتها قام بالرد الأكبر وأي رد آخر سواء من الإيراني أو الحوثي سيكون تحت هذا السقف أو على نمطه، وبالتالي كل الأطراف المعنية تعمل في إطار لعبة ضبط النفس والرد المدروس حتى لا تعطي رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي ذريعة لتوسيع الحرب والاستمرار في عدوانه الهمجي على غزة...
من هذا المنطلق، كشفت المعلومات انه لأول مرة منذ أحد عشر شهرا تتقدم لغة الحل على لغة الحرب، وان لا مصلحة لأي جهة دولية أو أي فريق في محور المقاومة بتوسيع الحرب الى حرب شاملة، وان هذا الفريق أكد بالفعل انه لن يعطي نتنياهو الذريعة لذلك، حتى ان الأميركي بات يعمل جديّا في هذا الاتجاه بعد المراوغة التي مارسها منذ معركة طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضافت المعلومات ان العدو الإسرائيلي منهك وان نتنياهو وقيادته العسكرية باتوا يستجدون الحل رغم كل التهويل والوعيد بتوسيع الحرب على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة... هنا تحديدا، كشفت المعلومات الموثوقة ان حرب الاستنزاف لم تعد في مصلحة واشنطن والكيان الغاصب.
ما أشار إليه الدبلوماسي يبدو لافتا للنظر، فقد أكد بان التمديد الأخير لقوات اليونيفيل العاملة في الجنوب اللبناني أتى كإشارة أساسية الى سعي المجتمع الدولي بقيادة واشنطن على وقف التصعيد واللجوء الى الحل الدبلوماسي لإيقاف الحرب، تبعا لاعتبارات ليس أقلّها إبلاغ الإسرائيلي واشنطن صراحة انه لم يعد قادرا على الاستمرار في حرب الاستنزاف الجارية سواء في غزة أو على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة هذا من جهة، ومن جهة أخرى رفع المجتمع الدولي هذا القرار الأممي بوجه الجميع للتأكيد بان لبنان ما زال تحت الرعاية الأممية، وان التمديد بالهدوء الذي جرى فيه خلافا للسنوات الماضية جاء كعنصر مساعد للوسيط الأميركي هوكشتاين للتوصل الى اتفاق لتنفيذ القرار ١٧٠١.
وعليه، أكد الدبلوماسي اننا أمام مرحلة حساسة جدا جدا بالمعنى الإيجابي، وهي تُعدّ الفرصة الأخيرة للتفاهم على حل شامل بالنسبة للقرار ١٧٠١ ولوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.