عبد الرحمن قنديل
أكَّد رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية أنَّ الفريق الذي ينتمي إليه لا يقبل أن يلغي أحداً، ولن يقبل أن تنعكس التسوية في الداخل على قاعدة غالب ومغلوب رغم أنَّ الاحتمال المرجّح هو فوز هذا الفريق في المنطقة، مشيراً إلى أنَّه «كلما شاركنا كلبنانيين بالتسوية نحدُّ كثيراً من تأثير الخارج فيها».
وتطرق فرنجية إلى الملف الرئاسي من بوابة «الرئيس القوي» باعتبار أنه شعار لطالما تبنّاه التيار الوطني الحر منذ العام 2005 وحتى وصول رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة عام 2016، فاستعان بهذه العبارة خلال سؤاله للتيار الوطني الحر: «إذا كنت تؤمن بنظرية الرئيس القوي لماذا لا ترشح الدكتور سمير جعجع باعتباره هو الأقوى مسيحياً الآن»؟، ودعا التيار الوطني الحر إلى القيام بهذه الخطوة وليصل من يصل حينها.
هذا الطرح ليس الأول من نوعه، فسبق لرئيس المردة أن طرح على القيادات المسيحية في مقابلة تلفزيونية ترشيح أنفسهم لرئاسة الجمهورية بوجهه، ويكون التصويت وصندوق الإقتراع هو الحكم فيما بينهم لكي يكون مخرج للوصول إلى الحل في أزمة الفراغ الرئاسي.
وتساءل فرنجيّة، خلال الاحتفال بالذّكرى الـ46 لـ13 حزيران 1978، «ليش المسيحيين يللي عندن تنوّع بالسياسة وموجودين بالخطين بالبلد، ما بيتفقوا على تسهيل الحلّ؟»، وإنطلاقاً من هذا التساؤل وباعتبار أن هذه المبادرة أو الطرح الذي قاله فرنجية ليس الأول من نوعه فكيف لاقى كل من «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» طرح فرنجية؟
علّق عضو كتلة الجمهورية القوية النائب فادي كرم على مضمون طرح فرنجية في حديث لـ«اللواء» قائلاً: «أن الأمور لا يمكن أن تسير في هذا الإتجاه، لأن القرار هو بملك القادة المسيحيين في حال قرروا الترشح لرئاسة الجمهورية من عدمه، وكلنا نعلم أن ترشيح أي شخص لرئاسة الجمهورية يحصل نتيجة تفاهمات بين القوى السياسية في البلد لأنه بالنتيجة لا يستطيع أي فريق سياسي أن يوصل مرشحه إلى بعبدا من دون هذا التفاهم».
وأكد كرم أن هذا هو روح الدستور اللبناني من خلال الشراكة بين الأطراف السياسية لكي يتم إنتخاب رئيس للجمهورية، لذلك الكلام الذي قاله رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية حول المرشح المسيحي الأقوى في طائفته هو موجّه ضد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من منطلق أن التيار الوطني الحر سبق وأن سار بهذه النظرية سابقاً من خلال تمكّنه من إيصال العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية آنذاك، فاليوم على التيار الوطني الحر أن يبقى ملتزم بهذه النظرية ويسير بسمير جعجع باعتبار أنه الأقوى مسيحياً.
وشدّد على أن هذه النقطة التي تطرّق لها فرنجية جداً إيجابية من قبله لأنه يتكلم من منطق واقعي وطبيعي للأمور، فلا يمكن استخدام نظرية لمرة واحدة وتجنّبها في المرة الثانية فقط لأنها لم تعد تناسب لذلك هذا المنطق يعتبر سليما حينما طرحه، وبالفعل يجب على باسيل والتيار الوطني الحر في كل بساطة أن يقولوا التالي: «أنه باعتبار أن القوات اللبنانية أيّدت في السابق مرشحنا ومؤسس التيار الوطني الحر الرئيس ميشال عون باعتباره الأقوى مسيحياً فعلينا رد الجميل والسير في نفس المنطق باعتبار أن الدكتور سمير جعجع هو الأقوى مسيحياً وبفارق كبير».
ورأى أنه في هذه الطريقة يصبح لترشيح الدكتور سمير جعجع الحظ الأوفر بأن يصبح رئيس للجمهورية باعتبار أنه هو ممثل الأكثرية المسيحية وهي تؤيده بالإضافة إلى ان بقيت القوى الأخرى وتصبح المعركة في سياقها الطبيعي، أما في منطق فرنجية باعتباره أن المنافسات هي بين الأقطاب فهذا الأمر لا يمكن حصره فقط بالأقطاب لأنه من الوارد أن يترشح أشخاص من خارج هذه الأقطاب ومن الممكن أن تتفق هذه الأقطاب على إسم آخر.
وختم كرم قائلاً: «أن فرنجية لديه تخوّف من أن يكون هناك تفاهم على الخيار الثالث مما يجعل الثنائي مضطراً تخت الضغط الخارجي واللجنة الخماسية بالإضافة إلى الضغط الداخلي أن يتخلّى عن ترشيحه ويتجه نحو الخيار الثالث، وأيضاً هناك خوف لدى فرنجية من أن يتلاقى حزب «القوات اللبنانية» مع «التيار الوطني الحر» من خلال التقاطع على مرشح مشترك كما حصل أثناء التقاطع على الوزير السابق جهاد أزعور وأدّى هذا التقاطع حينها إلى التفوّق على فرنجية، لذلك هذا المرشح المشترك سيحظى بشرعية كبيرة ضمن بيئته المسيحية ويصبح هناك حينها إمكانية من تشكيل تحالف مع الفرقاء الآخرين من خلال إنضمامهم لدعم هذا المرشح، أما في ما يتعلق بكلامه على التسوية فهذا الأمر مرتبط بتحليل فرنجية نفسه ولكن حتى هذه اللحظة الأمور ليست ذاهبة إلى تسوية في المنطقة لا بل على العكس فالأمور متجهة إلى مواجهة كبيرة في المنطقة، والتسويات التي بنوا عليها حساباتهم في السابق لم تعد متوفرة في الوقت الحالي على الإطلاق».
أما عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام فأشار إلى أن خيار التيار الوطني هو التوافق على رئيس بين أغلبية الكتل النيابية كي يستطيع أن يحكم ويؤلف حكومة وأن يقوم بالإصلاحات المطلوبة وإعادة بناء المؤسسات.
وختم قائلاً: «هذا هو خيارنا وهذا ما نسعى إليه في مسعانا من خلال جولة الوزير جبران باسيل على القيادات السياسية أما في حال تعذّر ذلك فإي شخص بإستطاعته تأمين ٦٥ صوتا نحن نؤمّن النصاب القانوني للجلسات».