17 نيسان 2024 08:34م لماذا خسر أردوغان في الإنتخابات البلدية وهل هي مؤشرات لنهاية عهده؟؟!

الدكتور بولوتلو يؤكد لموقع " اللواء" أنّ على أردوغان إجراء إصلاحات قبل فوات الأوان!!!

حجم الخط
لا شك أنّ لخسارة أردوغان في الإنتخابات البلدية والتي جرت مؤخراً في تركيا أسباب كثيرة ولعل أبرزها الإنهيار الإقتصادي الكبير والذي يرزح تحته الشعب التركي والبلد ككل ، ومن ثم تأتي مواقف أردوغان من حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في المرتبة الثانية حيث لم يكن لأردوغان مواقف حاسمة من هذه الحرب بإستثناء بعض التصاريح الإعلامية التي يرى فيها الشعب التركي سيما " الإسلاميين منهم " وهم يشكلون 20%  محاولة لإرضائهم ليس إلاّ، وربما لهذا السبب رفع البعض منهم خلال هذه الإنتخابات اليافطات التي كتب عليها " كما تخليت عن أهل غزة اليوم نحن نتخلى عنك".
الرئيس رجب طيب أردوغان إعترف بالخسارة عبر وسائل الإعلام ووعد بالإصلاحات والتغيير فهل ينجح في تدارك الأمور ووضع سياسات جديدة تنقذ البلد؟؟؟!! أم هي المرحلة التي تسبق إنتهاء حكمه الذي إستمر لأكثر من عشرين سنة؟؟؟؟
الدكتور بولوتلو 

أستاذ اللغة العربية في جامعة " بورصة أولوداغ" قسم كلية الأدب العربي الدكتور يوسف بولوتلو عن الإنتخابات البلدية والتي جرت مؤخراً في تركيا والنتائج التي أسفرت عنها قال لموقع " اللواء" :"الإنتخابات البلدية مهمة للأحزاب كونها تقدم الخدمات للناس فيكون وجه ظاهر وتطبيقي للأحزاب الذين يستطيعون من خلال البلديات إثبات حضورهم أمام الشعب فيكون لهم باب للدخول إلى قلوب الناس وأن يصلوا اليهم، طبعاً الإنتخابات كانت نزيهة والإتحاد الأوروبي أكد على نزاهتها من هذه الناحية لا يوجد أي إشكال وهي تمت بشكل سلمي بإستثناء بعض المدن الصغيرة والتي سيتم حل خلافاتها في الأيام القادمة ".

خسارة أردوغان !!!

لماذا خسر أردوغان في الإنتخابات البلدية وما هي الأسباب التي تقف وراء خسارته يقول بولوتلو:" طبعاً أردوغان حكم ولا زال يحكم تركيا منذ ما يقارب 22 سنة ، وطبعاً لكل حزب هناك فترة إزدهار ونهوض وفترات خسارة ونستطيع القول أن زمن الإزدهار لأردوغان كان في الأعوام 2008  و 2009  و 2010 لغاية 2013 ومنها للعام 2016 كان التوقف ومن 2016 ولغاية 2018 كان زمن الإنحطاط ومن بعدها الخسارة الكاملة، فأردوغان خاصة بعد الإنقلاب كثير من أصدقائه في الحزب تم إبعادهم ليسعى إلى السيطرة الكاملة على الحزب وبات الشخص الأقوى فيه وكل الأمور تجري حسب موافقته  مما أفقد الحزب إستشارته، ولم يعد للبقية من دور سوى إبداء آراءهم ، كل الأقوياء تم إبعادهم بالرغم من تجاربهم ونظرتهم العميقة مما يساهم في تقوية حكم أردوغان بحيث يدرك أخطاؤه بشكل سريع، وعند تغيير النظام التركي في العام 2018 من نظام برلماني إلى نظام جمهوري بات الحكم بيد أردوغان والذي أصبح الحاكم المطلق في تركيا ، مما يعني أن كل التعيينات في المؤسسات تكون من طرفه مما يزيد الواسطات وسوء الإدارة لعدم وجود من يراقب خاصة على صعيد السلطة القضائية والسلطة التنفيذية مما ساهم في إنهيار تركيا إقتصادياً وإجتماعياً ، خاصة بعد العام 2018 حيث أقال أردوغان الكثير من أهل الإختصاص وجاء من هو تابع له من دون أي كفاءة مما أدى إلى سوء الإدارة خاصة على صعيد المحاكم وباتت بيد أشخاص مقربة من أردوغان، مما ساهم في هرب رؤوس الأموال بسبب عدم وجود العدالة بشكل كامل ، ثانياً زادت الرشوة في الإدارات، ومع هذا أصر أردوغان في العامين 2020 و 2021 إلى تخفيض قيمة الربا بالرغم من أن الإقتصاد لا يسمح بذلك مما وضع تركيا في أزمة كبيرة على صعيد قيمة الليرة التركية وساد الغلاء وتدهور الإقتصاد بعدما فقدت العملة قيمتها، وحينما أدرك أردوغان خطأه بدأ بإطلاق الوعود حول تحسين الأحوال لكن المواطن فقد الثقة به وفي المقابل حزب المعارضة بدأ يعمل على توعية الناس مما جعلهم يلتفون حوله".
هل هي نهاية لعهد أردوغان؟؟؟

وعن قرب إنتهاء عهد أردوغان مستقبلا" قال:" نعم للمرة الأولى شعر أردوغان خلال الإنتخابات المحلية بأنه خسر فعلاً وإعترف بذلك علناً وقال بأنه سيراجع الحزب وسياسته وإدارته، طبعا أردوغان أدرك أنه إذا أستمر بنفس الطريقة ستكون نهايته، لكن إذا عاد للشعب وإنفتح على الأحزاب ونشر الحقوق والعدل بين الناس وبات هناك إدارة جديدة أمكن له إنقاذ نفسه والبلد معاً".

ما علاقة غزة؟؟ 

هل لحرب غزة من تأثيرات على مواقف الشعب قال:" في تركيا هناك 20% من المواطنين من الإسلاميين المتدينين وهؤلاء متعاطفون مع غزة بشكل كبير وهناك أيضاً مواطنين عاديين متعاطفين مع غزة وهناك يساريين هم أيضاً متعاطفين مع القضية الفلسطينية ، الإسلاميين غضبوا من أردوغان قالوا " نحن نعرف أنك إسلامي وترفرف بعلم غزة وتهاجم إسرائيل بالكلام لكن لم نر منك أي شيء ملموس حتى إنك لم تقطع العلاقات مع إسرائيل ولم تطرد  سفيرها" فنستطيع القول عدم وقوفه مع غزة ساهم في خسارته بنسبة 20% ".
تركيا والإنهيار 

وعن الوضع الحالي في تركيا قال:" الشعب والتجار يتخوفون اليوم من الوضع الإقتصادي في تركيا حتى الحكومة نفسها متخوفة بسبب الديون الكثيرة والتي ينبغي تسديدها في وقت قريب، والشركات والحكومة بحاجة إلى الدولار والعملات الأجنبية لسد الديون، مقابل ذلك خف التصدير والحركة السياحية أي مصادر كسب العملة الأجنبية خف ولم يعد هناك من التوازن بين الدخل وما يخرج من تركيا فإذا نجحت الحكومة في إدارة الأزمة يمكننا الخروج من هذه الأزمة، لكن إذا لم يتخذ خطوات حازمة وصارمة هناك تخوف من تدهور الأوضاع الاقتصادية في تركيا".