بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 حزيران 2024 12:05ص مصادر ديبلوماسية لـ«اللواء»: فرنسا والولايات المتحدة يعملان على حلٍّ يُريح لبنان والعين على نتائج القمة الأميركية - الفرنسية

حجم الخط
عشية انعقاد القمة الأميركية - الفرنسية يستمر الغموض مسيطرا على المشهد اللبناني مع تصاعد لهجة التهديدات الإسرائيلية بشنّ حرب واسعة على لبنان، ولكن مهما يكن يبقى هناك بصيص أمل ولو ضعيفا من إمكانية ترجمة ما أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن من مساعدة أميركية في صياغة حل على الحدود، من خلال التشديد على الثوابت في تنفيذ القرار 1701 بشكل شامل، وتحقيق حلول دائمة تحفظ السلم والأمن الاقليميين، وبالتالي انسحاب إسرائيل حتى الحدود المعترف بها دوليا، ووقف كافة خروقاتها للوصول الى مرحلة استقرار مستدام في الجنوب.
أما رئاسيا فآفاق الحلول لا تزال مسدودة، مع وصول كافة المبادرات الإقليمية والدولية حتى الداخلية الى حائط مسدود، نتيجة تمترس كل طرف وراء مواقفه، وفي الأثناء يبقى الحراك أفضل من الجمود، لعلّه ينجح في لحظة ما بتحقيق اختراقات على الصعيد الرئاسي.
وفي هذا السياق، تستمر قطر وجهة أساسية لعدد من الأطراف السياسية بهدف كسر الجمود الرئاسي وخلق صيغة مرنة مقبولة من قبل كافة الأفرقاء، بالتزامن مع مسعى الحزب التقدمي الاشتراكي الذي تحرك مجددا بين الأطراف السياسية للوصول الى مسافة مشتركة ولتقريب وجهات النظر، وذلك في إطار تأكيد أهمية التوصل إلى تسوية لانتخاب رئيس وفاقيّ يجمع ولا يفرّق، دون أن يلغي أي فريق سياسيّ أو يضعف فريقاً آخر، وبالتالي يخرج البلاد من المأزق الحالي.
و في الانتظار، أملت مصادر ديبلوماسية عربية مطّلعة على الأوضاع اللبنانية عبر «اللواء» أن يكون للبنان حصة موزونة في محادثات الرئيسين الفرنسي مانويل ماكرون والأميركي جو بايدن خلال القمة المرتقبة بينهما، وأبدت المصادر اعتقادها بان زيارة لودريان الأخيرة الى بيروت أتت تمهيدا لمناقشة الملف اللبناني على الطاولة الفرنسية – الأميركية، بعد ان أطلع لودريان الرئيس الفرنسي على حصيلة اللقاءات التي أجراها في العاصمة اللبنانية، وأشارت المصادر الى أهمية أن يكون الملف اللبناني من المواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة، خصوصا ان هناك ملفات عدة تحظى على الاهتمام الدولي منها القرار 1701 والتطورات الأمنية جنوبا، إضافة الى الملف الرئاسي وموضوع النزوح السوري، كذلك الأوضاع الاقتصادية، ودعت المصادر انتظار نتائج القمة المرتقبة، خصوصا إذا ما تناولت الأوضاع اللبنانية.
ولفتت المصادر الى انه ورغم اعتبار ان الملفات اللبنانية المعقّدة مترابطة بين بعضها البعض، فإنه في النهاية لكل منها أهمية خاصة لإيجاد الحلول لها.
وأشارت المصادر الى ان المسعى الفرنسي باتجاه لبنان، أدّى الى مفاعيل إيجابية بحضّ الجانب الأميركي على تزخيم الجهود للسعي لإيجاد حلول تتعلق بتنفيذ القرار 1701 من جهة، ولإرسال رسالة سياسية لكافة الأطراف في المنطقة، بان الإدارة الأميركية لن تترك الأوضاع تدحرج في لبنان، ولن تسمح بحصول حرب شاملة.
وإذ اعتبرت المصادر الى ان مقررات القمة ستنعكس تكريسا واضحا للتقارب بين الدولتين الكبيرتين حول ملفات المنطقة، والتنسيق بينهما في توزيع الأدوار وتكاملها، أشارت الى ان الولايات المتحدة تركّز في حراكها ومن خلال موفدها اموس هوكشتاين على تطورات الساحة الجنوبية وكيفية العمل على استتباب الأمن هناك من خلال التطبيق الكامل للقرار 1701 ومتابعة ذلك في الفترة المقبلة وترسيم الحدود البرية مع إسرائيل، بينما الدور الفرنسي الذي يقوم به لودريان يضع في أولوياته الملف الرئاسي، والعمل للوصول الى تسوية على هذا الصعيد، بالتنسيق والتفاعل المستمر مع ما تقوم به اللجنة الخماسية، وذكّرت المصادر بعلاقات فرنسا التاريخية مع لبنان واهتماماتها المميّزة به، وذلك من خلال قدرتها على التواصل مع جميع الأطراف، مشيرة في المقابل الى ان الدور الأميركي يختلف عن الدور الفرنسي رغم انه يصب في الهدف ذاته، باعتبار ان الولايات المتحدة تملك قدرة استثنائية وإمكانية للدفع والضغط من خلال علاقاتها الخاصة مع إسرائيل لإرساء الهدوء وصولا الى الأمن الاقليمي.
من هنا، تؤكد المصادر على أهمية الدور التي تقوم به كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية حيث يبذلان جهودهما ويكملان بعضهما البعض للوصول الى حل يريح لبنان.
وحول إمكانية ترجمة التهديدات الإسرائيلية بشنّ حرب على لبنان بشكل فعلي، ترى المصادر انه علينا أخذ كل التهديدات التي تصدر عن القيادات الإسرائيلية على محمل الجد، باعتبار انه كلما ارتفعت درجات التصعيد تزداد مخاطر توسّع الحرب وشمولها، ولكن حتى وحسب المصادر فان الأمور لا زالت منضبطة وتسير ضمن الفعل ورد الفعل، كما ان «حزب الله» يستمر بالتزامه بالرد على المواقع العسكرية الإسرائيلية دون الاماكن المدنية، وإذ أملت المصادر عدم توسّع الحرب جنوبا أكثر، وتوقعت أن ينسحب وقف اطلاق النار في غزة إذا ما حصل هدوءا على لبنان.
وحول ما إذا كان المؤتمر الدولي الطارئ للاستجابة الإنسانية في غزة والذي تستضيفه عمان في 11 حزيران الحالي سيناقش الأوضاع السياسية والأمنية في غزة ولبنان، أكدت المصادر بان هدف المؤتمر الأساسي هو التركيز على كيفية تنسيق الجهود الدولية، من أجل تقديم كافة الدعم والمساعدة لغزة والضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إليها، ولكن في المقابل لم تستبعد المصادر الديبلوماسية أن تعقد مشاورات سياسية بين المشاركين على هامش المؤتمر، الذي دعيّ إليه أكثر من 65 دولة ومنظمة دولية.