يومٌ بعد آخر يتكشّف مُجدّداً دور شبكات العملاء مع «المُوساد» الإسرائيلي في تزويده بـ«بنك معلومات» عن أهداف يستفيد منها بتنفيذ عدوانه ضد مُقاومين لبنانيين وفلسطينيين وجهات أمنية وعسكرية لبنانية وفلسطينية.
فقد تكشّفت خيوط إحدى الشبكات التي جنّدها «المُوساد» الإسرائيلي للعمل في منطقة صور، وهي برئاسة (حسن.م.ف.) في العقد الرابع من عمره، الذي كان يستغل عمله كخادم في مسجدٍ بمحلّة المعشوق بين صور وبرج الشمالي، من أجل التغطية على حقيقة عمله الأمني مع العدو.
كان يقوم بتشغيل عدد من الفتية ضمن شبكته التجسّسية الاستخباراتية لجمع المعلومات، ومن ثم تكليفهم بزرع أجهزة تعقّب للسيارات التي يستخدمها قياديون في المقاومة اللبنانية والفلسطينية، حيث تقوم المُسيّرات الإسرائيلية باستهدافها عبر إطلاق الصواريخ باتجاهها، ما أدّى إلى استشهاد عدد من المُقاومين.
كما عمد إلى تكليف الفتية القيام ببيع المحارم الورقية للتغطية على عملهم ما يُتيح لهم التنقّل في أماكن مُتعدّدة، بما لا يلفت الأنظار، سواء بالنسبة إلى سنّهم، أو ما يقومون به من جمع المعلومات وتنفيذ المُهمّة.
وكان يعمل معه في الخلية التي نشطت في منطقة صور الفتيان «عمار ر.ع.» و«بلال ع.» يبلغ كل منهما (18 عاماً).
بعد أنْ ينجز أي من المُكلّفين المُهمّة بزرع جهاز التعقّب الذي يسلّمه إليهما، كان ينقد كل منهما مبلغ مليون ليرة لبنانية كمكافأة عن المهمة القذرة.
وقد أوقف الفتيان خلال محاولتهما زرع جهاز تعقّب في سيارة تخص محمد أحمد مصطفى، العضو في «كتائب القسّام» الجناح العسكري لحركة «حماس» في لبنان، أثناء توقّفها في مُخيّم الرشيدية.
وهو ابن عم القيادي اللوجيستي في حركة «حماس» هادي علي مصطفى (49 عاماً)، الذي اغتيل يوم الأربعاء في 13 آذار/مارس 2024، بعد مُغادرته مُخيّم الرشيدية على طريق عام صور - الناقورة، حيث استهدفت سيارته مُسيّرة إسرائيلية ما أدّى إلى استشهاده.
بالتحقيق مع الفتيين اعترفا بالصوت والصورة، أنّهما زرعا جهاز تعقّب في سيارة هادي مصطفى قبل اغتياله، وقد قاما بمثل هذا العمل أكثر من مرّة.
وأنّ مُشغّلهما هو (حسن ف.)، ويعمل خادم مسجد في محلة المعشوق بين مدينة صور وبرج الشمالي.
وقام قائد منطقة صور في حركة «فتح» و«قوّات الأمن الوطني الفلسطيني» اللواء توفيق عبدالله بتسليم الفتيين إلى مُخابرات الجيش اللبناني في صور، التي أحالتهما إلى فرع مُخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، قبل إحالتهم إلى مُخابرات الجيش اللبناني في اليرزة التي باشرت التحقيقات معهم.
وقد أثيرت الشكوك حول وجود شبكات تجسّس تنشط في مُخيّم الرشيدية بعد اغتيال هادي مصطفى.
وكان قد سبق ذلك اغتيال نائب قائد «كتائب عز الدين القسّام» في لبنان خليل حامد الخرّاز «أبو خالد» (66 عاماً)، بعد مُغادرته مُخيّم الرشيدية، باستهداف مُسيّرة إسرائيلية لسيارته، التي كان بداخلها على طريق الشعيتية - القليلة في قضاء صور في جنوب لبنان، يوم الثلاثاء في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، ما أدّى إلى استشهاده مع 4 عناصر من حركة «حماس»، بينهم لبنانيان وتركيان.
- اللبنانيان، هما: أحمد عوض وخالد ميناوي.
- التركيان، هما: بلال أوزتورك ويعقوب أردال.
وأصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية والقوى الإسلامية في منطقة صور، بياناً جاء فيه: «بعد عملية الاغتيال الجبانة للشهيد القسامي هادي مصطفى «أبو شادي»، التي قام بها العدو الإسرائيلي يوم الأربعاء 13 آذار/مارس 2024، قامت قيادة الفصائل والقوى الإسلامية بمُتابعة ميدانية حثيثة وعملية رصد مُستمرّة، تمَّ خلالها إجراء تحقيق أوّلي، تبيّن على إثره ضلوع مجموعة من الدُخلاء على مُخيّمنا بعملية الاغتيال، وقد تمَّ تسليمهم إلى الجهات الأمنية المعنية في الدولة اللبنانية».