بعد أكثر من عام على التصعيد العسكري بين «حزب الله» وإسرائيل والذي ارتقى ليصبح حربا شاملة تخوضها الأخيرة على لبنان منذ قرابة الشهر، فان تداعيات كبيرة خلّفتها هذه الحرب على صعد كافة لا سيما الاقتصادية والصناعية في بلد يعاني ما يعانيه من أزمات على هذا الصعيد منذ خمس سنوات بالتمام والكمال، وهذا ما زاد من تبعات الحرب السلبية على لبنان وشعبه.
وحول انعكاسات الحرب على القطاع الصناعي تحديدا وواقع هذا القطاع راهنا، تحدث وزير الصناعة جورج بوشكيان لـ«اللواء» قبيل مغادرته بيروت إلى باريس في زيارة يبحث خلالها مع عدد من المسؤولين الفرنسيين في كيفية مساعدة لبنان لمواجهة تبعات الحرب.
وقال الوزير بوشكيان: «كما هو معروف فان كل القطاعات تأثّرت بشكل مباشر بالحرب الدائرة منذ قرابة الشهر، ومنها بطبيعة الحال القطاع الصناعي، ورغم ان المصانع التي تنتج المواد الغذائية لا تزال تعمل بشكل شبه طبيعي كما هي الحال في المصانع التي تعمل على تأمين الاحتياجات اللازمة والأساسية للنازحين، فان التأثير المباشر لهذه الحرب انعكس على المصانع التي تنتج الكماليات»، مشيرا الى ان المشكلة الكبيرة التي يعاني منها القطاع الصناعي هي بتضرر المصانع في مناطق الاستهداف الإسرائيلي، خصوصاً تلك الواقعة في منطقة جنوب مدينة صيدا، ومنطقة البقاع الشمالي، لافتا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على هذه المناطق أدّت إلى توقف معظم المصانع عن العمل بسبب الظروف الأمنية الراهنة، حتى إن عددا منها اضطر للإقفال بشكل نهائي خوفا على حياة العمال.
وحول أوضاع المصانع في البقاع الأوسط والبقاع الغربي خصوصا تلك المخصصة لإنتاج المواد الغذائية الأساسية، اعتبر الوزير بوشكيان ان العمل في هذه المصانع لا يزال مقبولا نوعا ما، آملا باستمرارها بعملها من خلال التعاون لتخطّي هذه الفترة الاستثنائية والصعبة الذي يمرُّ بها لبنان.
وعن عمليات التصدير، أشار وزير الصناعة أنها لا تزال تسير حاليا بشكل جيد، والأوضاع لا تزال مقبولة حتى الآن طالما ان المرافق لا تزال مفتوحة، ان كان مرفأ بيروت أو مطار رفيق الحريري الدولي.
وكشف وزير الصناعة انه طلب من الأمم المتحدة عبر ممثلين عن كل المنظمات العاملة في لبنان العمل على إبقاء كافة المرافق البحرية والجوية خارج نطاق الاعتداءات الإسرائيلية مفتوحة، خصوصا انه وكما معلوم فان المرافق البحرية تعمل تحت سيطرة الأمم المتحدة، وتحديدا الأسطول الألماني المتواجد في البحر تجاه الساحل اللبناني، مما يعني ان هناك مراقبة مباشرة على حركة المرافئ كما قال.
آملا أن تستمر هذه المرافق بالعمل بشكل طبيعي، باعتبار ان هذا الأمر يريح القطاع الصناعي نوعا ما، لافتا الى انه حتى الآن لا تزال تأتي طلبات من عدد من الدول للمصانع اللبنانية والتي تعمل على تلبيتها ويتم تصديرها الى الخارج بشكل طبيعي.
وأشار الوزير بوشكيان ان لدى لبنان موادا أولية للصناعات تكفي لقرابة الخمسة اشهر المقبلة، ولفت إلى انه تم تسجيل نقص في بعض المواد الأولية التي يتم استعمالها في صناعة المفروشات فقط، ولكن ما لبثت إلّا ان حُلّت المشكلة وعاد وتم تأمين هذه المواد بشكل طبيعي.
وحول خطة الحكومة للتعويض على الصناعيين، لفت إلى أن البحث في هذا الموضوع سيتم لاحقاً، معتبرا ان الأولوية هي لإدارة الأزمة، وقال: «نحن نبذل كل الجهود للعمل لإيقاف الحرب وهذه هي الأولوية التي نسعى إليها اليوم»، مشيرا إلى ان زيارته الى فرنسا ستركّز على كيفية تقديم المساعدة للبنان لاستمرار العمل في القطاع الصناعي في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها البلد، وذلك لأهمية الدور الذي يلعبه هذا القطاع وهو يعتبر أساسيا في هذه المرحلة.
وأكد انه على تواصل مستمر مع جمعية الصناعيين والتجمعات الصناعية ومع كافة الصناعيين من أجل التعاون لإدارة الأوضاع خلال هذه الأزمة من أجل المحافظة على الثقة بالقطاع الصناعي.
وختم وزير الصناعة بالتأكيد ان الأمور لا زالت تحت السيطرة، مشيرا إلى أن العمل ينصب حاليا لمعالجة مشكلة المصانع التي تضررت.