قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس إن جولة ثانية من مباحثات بلاده مع الولايات المتحدة، ستعقد قريبا في روما برعاية من سلطنة عمان، وذلك بعد أيام من انعقاد جولة أولى في السلطنة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، أجراه عراقجي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، تناول آخر مستجدات المفاوضات الإيرانية-الأميركية، وفق بيان أصدرته وزارة الخارجية العراقية.
وبيّن عراقجي أن المفاوضات بين الجانبين الإيراني والأميركي سارت بشكل جيد، مشيرا إلى مناقشة المشروع النووي، وأكد أن الجولة الثانية من المحادثات ستُعقد قريبا في العاصمة الإيطالية روما، برعاية سلطنة عُمان أيضا، دون أن يحدد الموعد.
وأوضح عراقجي أنه سيزور روسيا خلال الأسبوع الجاري قبل انطلاق الجولة الثانية.
من جهتها نقلت وكالة أنسا الإيطالية للأنباء عن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني قوله أمس إن من المقرر أن تستضيف روما جولة ثانية من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران.
نقلت الوكالة عن تاياني قوله خلال معرض إكسبو العالمي في مدينة أوساكا اليابانية "تلقينا طلبا من الطرفين المعنيين ومن سلطنة عمان التي تلعب دور الوسيط، وكان ردنا بالإيجاب”.
وقال تاياني إن روما عادة ما تستضيف هذا النوع من المحادثات، وإنها "مستعدة لبذل كل ما في وسعها لدعم جميع المفاوضات التي يمكن أن تؤدي إلى تسوية المسألة النووية وإحلال السلام”.
وكان موقع أكسيوس الإخباري الأميركي قد نقل في وقت سابق عن مصدرين مطلعين لم يكشف عنهما أن الجولة الثانية من المحادثات الأميركية الإيرانية ستعقد في روما السبت.
في غضون ذلك حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إجبار بلاده على «فعل أمر قاسٍ» ضد إيران، مجدِّداً تعهده بحرمان طهران من امتلاك سلاح نووي.
وقال ترامب: «يجب على إيران التخلي عن حلم امتلاك سلاح نووي وإلا فستواجه رداً قاسياً».
وعندما سُئل الرئيس الأميركي عما إذا كان الرد المحتمل ربما يشمل توجيه ضربات إلى منشآت نووية إيرانية أجاب قائلاً: «بالتأكيد».
وأضاف: «إيران ربما تكون دولة عظيمة ما دامت لا تمتلك أسلحة نووية»، وتابع: «إيران تريد التعامل معنا، لكنها لا تعرف كيفية ذلك».
وأشار ترامب إلى اجتماع مقررٍ عَقْدُه في روما، السبت المقبل موضحاً تصريحاته السابقة بشأن اتخاذ قرار سريع بشأن إيران، حيث أكد أن طهران ترغب في التعامل مع الإدارة الأميركية، لكنها لا تعرف كيفية ذلك.
وأضاف: «لقد مر وقت طويل، وأعتقد أن هذه الاجتماعات ربما تساعدنا على التقدم، لكن على إيران أن تتخلى عن فكرة امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي».
وشدد خلال اجتماعه مع رئيس السلفادور في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض: «لا يمكننا السماح لأي شخص بامتلاك الأسلحة النووية. أعتقد أنهم يستغلوننا لأنهم اعتادوا التعامل مع أشخاص غير أمناء في هذا البلد».
وقال: «على الإيرانيين التحرك بسرعة، لأنهم قريبون جداً من امتلاك سلاح نووي، لكنهم لن يحصلوا عليه. وإذا كان علينا اتخاذ خطوات قاسية للغاية معهم، فسوف نفعل. أنا أفعل ذلك من أجلنا، ومن أجل العالم. هؤلاء أشخاص متطرفون، ولا يمكنهم امتلاك سلاح نووي أو منشأة نووية».
في الأثناء قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستتابع عن كثب وتظل يقظة بشأن المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران لضمان توافقها مع المصالح الأوروبية.
وقال بارو لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج "سنكون يقظين، إلى جانب أصدقائنا وشركائنا البريطانيين والألمان، لضمان توافق أي مفاوضات (أميركية إيرانية) قد تجرى مع مصالحنا الأمنية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني”.
في سياق متصل نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن نائب وزير الخارجية كاظم غريب أبادي قوله أمس إن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي سيزور طهران غدا.
على صعيد آخر قال دبلوماسيون إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أقروا أمس عقوبات على سبعة أفراد وكيانين إيرانيين بسبب اعتقال رعايا من دول الاتحاد، في ممارسة يصفها التكتل بأنها سياسة تتبناها طهران لاحتجاز رهائن.
وشملت قائمة لهذه العقوبات اطّلعت عليها رويترز مدير سجن إيفين في طهران وعددا من القضاة ومسؤولي إنفاذ القانون. وتشمل عقوبات الاتحاد الأوروبي تجميد أي أصول محتفظ بها في دوله وفرض حظر على أي سفر إليه.
(الوكالات)