لوّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باحتمال إطلاق عملية برية أيضاً في سوريا، فيما دعا القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي موسكو وواشنطن إلى التدخل لمنع التصعيد.
الا ان الرئيس التركي قال امس إن عقد لقاء مع نظيره السوري بشار الأسد أمر ممكن، بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في أعقاب اندلاع النزاع قبل 11 عامًا.
وردا على سؤال من أحد المراسلين في البرلمان عما إذا كان بإمكانه مقابلة الرئيس السوري، قال إردوغان: «هذا ممكن. لا مجال للنقمة في السياسة. في النهاية، يتم اتخاذ الخطوات في ظل أفضل الظروف».
وفبما تتواصل الغارات التركية على مواقع الكردية في سوريا ، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي أن غارة تركية في شمال سوريا عرّضت قواتها «للخطر»، بعدما نفت الثلاثاء استهداف مواقع تتواجد فيها بضربات جوية.
الثلاثاء، استهدفت مسيّرة تركية قاعدة عسكرية مشتركة لقوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وفق ما أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، مشيرة إلى مقتل إثنين من عناصرها.
إلا أنّ المكتب الإعلامي للقيادة المركزية قال إن قواته «كانت بمنأى عن الخطر، ولم تقع أي غارات على مواقع تستضيفها»، لافتاً إلى أن الغارات الأقرب لمكان تواجد القوات الأميركية، وقعت على بعد حوالى 20 إلى 30 كيلومتراً.
وأرسل المكتب الإعلامي تصحيحاً الى فرانس برس، أورد فيه «تلقينا معلومات إضافية أفادت أنه كان ثمة خطر على القوات والأفراد الأميركيين» جراء القصف التركي، من دون تسجيل أي إصابات في صفوفهم.
وقال اردوغان «تصميمنا على حماية كل حدودنا الجنوبية من خلال منطقة آمنة أقوى اليوم من أي وقت مضى».
وقال اردوغان خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة «لدى تركيا الوسائل لملاحقة ومعاقبة الإرهابيين المتورطين في الهجمات ضدها داخل وخارج حدودها».
وأضاف «سنواصل عملياتنا الجوية دون توقف وسندخل أراضي الإرهابيين عندما نرى ذلك مناسباً».
وندد المتحدث باسم الوحدات الكردية نوري محمود في قت متأخر الثلاثاء بـ«التصريحات الخجولة والضعيفة الصادرة عن البلدان الضامنة والتحالف الدولي» الذي اعتمد إلى حد كبير على مقاتليه في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وحدّد اردوغان أهدافه الرئيسية متحدثاً عن مناطق «تل رفعت ومنبج وعين العرب» (كوباني باللغة الكردية)، بهدف تأمين حدود تركيا الجنوبية عبر إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كلم.
واستهدفت مسيّرة تركية مقراً لقوات سوريا الديمقراطية في قاعدة روسية في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد متحدث كردي وكالة فرانس برس.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية فرهاد شامي إن القصف التركي طال قاعدة روسية تقع شمال تل تمر في محافظة الحسكة، ما أسفر عن مقتل عنصر من قوات سوريا الديمقراطية وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
كما استهدف قصف مدفعي تركي مساء الثلاثاء مدينة كوباني معقل وحدات حماية الشعب الكردية التي استعادتها في 2015 من تنظيم الدولة الإسلامية بدعم غربي.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤولون أكراد تواصل شن ضربات بواسطة مسيّرات على نقاط عدة في محافظة الحسكة (شمال سوريا)، بينها مصفاة غاز ومحطة لضخ النفط.
وأكد مسؤول تركي أن العملية الجوية «ستتواصل على الأرجح لفترة»، وعندما يصبح الوضع مواتيا، ستبدأ القوات التركية في سوريا توغلا بريا، في إشارة إلى تواجد وحدات عسكرية تركية في الجانب السوري من الحدود منذ ثلاث سنوات.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأربعاء إنه «تم قصف 471 هدفاً وتحييد 254 إرهابياً» في ضربات «عقابية» شنّتها القوات الجوية والمدفعية التركية.
وشدّد على أن «القوات المسلحة التركية لا تستهدف سوى التنظيمات الإرهابية والمواقع التابعة لها».
وأضاف «ليس لدينا أي مشاكل مع أي مجموعة إثنية أو دينية أو طائفية أو مع إخواننا الأكراد أو العرب».
وتكرر أنقرة منذ الاثنين عزمها على مواصلة عملياتها براً، وكانت تهدّد منذ أيار بمهاجمة مواقع حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية.
وكرر الرئيس التركي اتهاماته لدول دعمت الأكراد دون تسميتها، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وقال «القوى التي قدمت ضمانات بعدم صدور أي تهديد ضد تركيا من المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا، لم تتمكن من الوفاء بوعودها».
و قال المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتيف ان روسيا طلبت من تركيا الامتناع عن شن هجوم بري شامل في سوريا، لأن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى تصاعد العنف.
وأضاف لافرنتيف بعد جولة جديدة من المحادثات السورية مع وفدين من تركيا وإيران في كازاخستان «نأمل أن يصل صدى مناقشاتنا إلى أنقرة وأن توجد وسائل أخرى لحل الأزمة».