بيروت - لبنان

اخر الأخبار

صحافة أجنبية

10 حزيران 2024 12:01ص من إعلام العدو: عملية النصيرات قد تشكل إحتمالاً غير واقعي لإنقاذ بقية المخطوفين

حجم الخط
عاموس هرئيل

عملية الإنقاذ المذهلة لأربعة مخطوفين لدى «حماس» في مخيم اللاجئين النصيرات، منحت الجمهور الإسرائيلي تشجيعاً هو بحاجة إليه، بعد أسابيع وأشهر طويلة من المراوحة والأخبار السيئة بشأن الحرب في غزة. «يمام» [فرقة مكافحة الإرهاب] والشاباك والجيش الإسرائيلي قاموا بعملية مذهلة في ظروف عملانية صعبة للغاية، وأعادوا المخطوفين الأربعة، الذين خُطفوا خلال المهرجان الموسيقي في نوفا في 7 أكتوبر، إلى منازلهم سالمين.
بدأت العملية في وضح النهار، مع مخاطر كبيرة. والنتيجة العملانية الناجحة هي شهادة لبطولة المقاتلين (القائد أرنون زمورا من «يمام»، والذي كان قائداً لأحد طواقم الاقتحام، قُتل لدى دخوله إلى المنزل الذي كان محتجزاً فيه 3 مخطوفين)، ونتيجة التخطيط وجمع استخبارات دقيقة وتعاوُن وثيق بين الأذرع الأمنية المختلفة.
...... إمكان إنقاذ مخطوفين من منطقة النصيرات كان مدار بحث منذ وقت طويل، وامتنع الجيش الإسرائيلي من القيام بمناورة برية في المخيم، خوفاً من المسّ بالمخطوفين. بدأت عمليات اللواء 98 في المنطقة منذ أيام معدودة، وكان الهدف منها استخدامها كغطاء، قبيل القيام بعملية الإنقاذ. ظهرت المعلومات عن مكان وجود المخطوفة أرغماني أكثر من مرة، وكان هناك تحضيرات لإنقاذها. في الأسابيع الأخيرة، وصلت معلومات موثوق بها عن 3 مخطوفين موجودين في مبنيَين منفصلَين مؤلفَّين من عدة طبقات، تفصلهما مئات الأمتار في داخل المخيم المكتظ سكانياً. وجرى وضع الخطة والتدرب عليها بصورة مكثفة، من خلال الاعتماد على وسائل تكنولوجية وجمع واسع النطاق للمعلومات.
وفي هذا المجال، كان هناك دور مهم لقيادة الأسرى والمفقودين، برئاسة اللواء في الاحتياط نيتسان آلون. فهذه القيادة، إلى جانب دورها في مفاوضات الصفقة، كان لها دور في كل الخطوات العملانية، قبيل عملية الإنقاذ، واعتمدت على خبرة آلون الكبيرة في هذا المجال. أيضاً وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رونين بار، هم  من خريجي الوحدات الخاصة، ولديهم  خبرة واسعة في عمليات من هذا النوع. ومع كل ذلك، كان هناك مخاطرة كبيرة هذه المرة، لأن طريقة العمل التي استُخدمت كانت في وضح النهار، ومفاجأة «حماس» بصورة مطلقة، وبسرعة كبيرة، الأمر الذي حمل معه فرصاً جيدة للنجاح. وكل هذا كان لا يمكن أن يحدث من دون تضحية المقاتلين بحياتهم.
وبينما جرت عملية إنقاذ أرغماني بسهولة نسبياً، فإن اقتحام المنزل الذي كان فيه المخطوفون الثلاثة اصطدم بصعوبات. لقد جُرح القائد زمورا خلال تبادُل إطلاق النار مع حراس من «حماس»، الأمر الذي أدى إلى مقتله. بعدها علقت السيارة التي تقلّ المخطوفين الثلاثة في قلب مخيم اللاجئين. وتجمّع في المكان عدد كبير من «المخربين» المسلحين بقذائف الآر بي جي. وكان هناك حاجة إلى استخدام كثيف للنار من جانب سلاح الجو وقوات أُخرى من أجل إنقاذ المخطوفين من المخيم بسلام. وقُتل في العملية عشرات الفلسطينيين، بينهم مدنيون.
والسؤال المطروح الآن، كيف ستؤثر عملية الإنقاذ في استمرار الاتصالات بشأن صفقة المخطوفين. من المحتمل أن تحاول «حماس» استخدام الحرب النفسية، وإعلانها موت مخطوفين آخرين لم يكن مصيرهم واضحاً، في محاولة ربط ذلك بعملية اليوم. ووفقاً للتصريحات الأولى من جانب مسؤولين رفيعي المستوى في الحركة، يبدو أن الحركة تحاول التشدد في مطالبها. يحيى السنوار، زعيم «حماس» في القطاع، لم يرد بعد على المقترح الأميركي-الإسرائيلي الأخير الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه في 31 أيار/مايو.
نجاح عملية الإنقاذ أعاد الحياة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ليس فقط لأنه قُدم له، أخيراً، إنجاز يمكن أن يتباهى به، بعد فترة طويلة من خيبات الأمل؛ بل لأن توقيت العملية أدى إلى تأجيل الإنذار الذي وجّهه رئيس المعسكر الرسمي بني غانتس بشأن الاستقالة من الحكومة. لقد حصل نتنياهو وغالانت على رصيد كبير جرّاء موافقتهما على العملية.
لكن مع ذلك، لا يمكن عدم الانتباه إلى الطريقة الانتهازية التي يعتمدها نتنياهو الآن. فجأة، الرجل الذي كان غائباً كلياً عن الصورة لدى وصول أخبار موت مخطوفين في الأسر، نراه يزيح من دربه أيّ منافس عندما يتعلق الأمر بالحصول على رصيد. كما أغرق مكتب رئيس الحكومة وسائل الإعلام بالتصريحات والفيديوهات، ولم يحافظ على قدسية يوم السبت، بل يستخدمها فقط عندما يلقي بمهمة الأخبار السيئة على ممثلي الجيش. هذه المرة، مُنح الناطق بلسان الجيش دانييل هغاري فرصة عقد مؤتمر صحافي مع ابتسامة.
لكن هذا كله ليس مهماً، وخصوصاً عندما نسمع يعقوب أرغماني يقول إنه حصل في عيد ميلاده على هدية لم يكن ينتظرها،  ووالدة نوعا ليؤرا، الموجودة في المستشفى في وضع صعب، سترى ابنتها من جديد.
... أمامنا أيام صعبة، لكن الآن، يمكننا أن نفرح بذلك.

المصدر: هآرتس
اعداد: مؤسسة الدراسات الفلسطينية