داني ياتوم
لم تتضح بصورة نهائية حادثة الدهس التي وقعت في مطلع الأسبوع، وما إذا كانت عملاً «إرهابياً»، لكن إذا كان هذا صحيحاً، فإن ما جرى هو الهجوم الرابع، في الأسابيع الأخيرة، الذي ينفّذه مواطن عربي من إسرائيل. تجري هذه الظاهرة المقلقة في موازاة العمليات اليومية في الضفة الغربية، وهي تدل على أننا على أبواب انتفاضة ثالثة، وتثبت أن جهود إيران في زرع الخوف والدمار في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بواسطة وكلائها، لم تتوقف قط.
تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالدعاية التي تشجع العرب في إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية على تنفيذ هجمات. ومنذ بداية الحرب، تحولت هذه الجبهة إلى جبهة مركزية لدى الشاباك والشرطة الإسرائيلية والجيش، ويجري توظيف جهود كبيرة من أجل التصدي لها. وفي معظم الحالات، جرى التصدي لها بنجاح، وأُنقذت أرواح، لكن أحياناً، يجري تنفيذ هجمات تحصد عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين، ومن القوى الأمنية.
إن ازدياد العمليات «الإرهابية» هو في الأساس نتيجة التحريض الذي لا يتوقف، ومزيج من التعصب الديني، ومن الرغبة في الانتقام. يتعين علينا التشديد على أنه يجري منع عشرات الهجمات يومياً، بالإضافة إلى إحباط مئات الهجمات، واعتقال المئات من «المخربين» والتحقيق معهم. وتشكل نتائج التحقيقات، التي يقوم بها محققون مهنيون، ومن ذوي الخبرة في الشاباك، مخزوناً استخباراتياً نوعياً، يسمح بالقيام بعمليات كثيرة في مجال إحباط الهجمات.
نشهد في الأسابيع الأخيرة عملية تضامُن وسط العرب في إسرائيل مع «حماس»، ومع حزب لله، الأمر الذي يستدعي استعداداً واسع النطاق لمنع نشوب انتفاضة جديدة.
موضوع آخر: حان الوقت للقيام بمبادرة إسرائيلية لإنهاء الحرب في مقابل إعادة المخطوفين، مهما كان الثمن. إن بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة أصبح خطراً للغاية، والمعارك التي تدور هناك هي ضد خلايا حرب عصابات، لا قيادة لها، وتنشط بصورة مستقلة، وتطلق نيرانها القاتلة على مقاتلين وتتسبب بخسائر غير ضرورية.
لا يوجد تفسير منطقي لاستمرار المخاطرة بحياة جنود الجيش الإسرائيلي، لقد قاموا بما طُلب منهم بتضحية وشجاعة ونجاح كبير. كل يوم يمرّ، يعرّض حياتهم للخطر من دون هدف، وأيضاً يعرّض حياة المخطوفين للخطر. وفي تقديري، سيسرّع إنهاء القتال في المنطقة الجنوبية في عودة المخطوفين، وسيؤثر إيجاباً في الدفع باتفاق سياسي في الشمال، وسيمكّننا من البدء بإعادة بناء المستوطنات التي دُمرت، وعودة السكان إلى منازلهم.
المصدر: معاريف
اعداد: مؤسسة الدراسات الفلسطينية