بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 كانون الأول 2024 12:01ص ماذا تحمل إجازة العيد والتجمعات الإحتفالية للمصاب بال ADHD ؟

حجم الخط
عبير زين الدين

يمكن أن تكون إجازة العيد رائعة ومليئة بالتجمعات والأضواء الإحتفالية؛ وهي مناسبة لكسر الروتين اليومي؛ لكن بالنسبة للبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه ADHD، يمكن أن تجلب تحديات كثيرة؛ كالروتين اليومي، والتوقعات الإجتماعية العالية . 
إن تجمعات الأعياد غالباً ما تتضمن أضواء ساطعة، محادثات وبيئات صاخبة للذين يعانون من هذا الاضطراب. وعلى العموم، فإن هذه المداخلات تجعل من الصعب عليهم التركيز أو الشعور بالطمأنينة، حيث أنهم يعتمدون الروتين اليومي الذي يتضمن استراتيجيات لإدارة الوقت والمشاعر. لذا، فإن التغيرات في الجدول الزمني والخطط التلقائية تؤدي إلى شعورهم بالتوتر والقلق.
علاوة على ذلك، فإن الضغوط الإجتماعية في إجازة العيد تعني المزيد من المعايير الإجتماعية، وبالنسبة للبالغين المصابين بهذا الاضطراب يمكن أن تكون مواكبة الأحداث الإجتماعية والحفاظ على التركيز أثناء المحادثات أمراً صعباً، مما يؤدي إلى المزيد من القلق والتوتر.
زد على ذلك، إن المصابين بهذا الاضطراب لديهم إندفاعية، وإجازة العيد تؤدي إلى تكثيف هذه السلوكيات الاندفاعية سواء في الإفراط في الإنفاق، أو التفاعل بسرعة كبيرة في المحادثات، مما يخلق مشاعر  الندم والإحباط. ولتصبح إجازة العيد مليئة بالتجارب الرائعة، وللتخفيف من المشاعر المحبطة، هناك استراتيجيات بالإمكان اعتمادها؛ كوضع خطة يومية للأنشطة الرئيسية، ووضع توقعات واضحة من شأنها أن تقلّل من الشعور بالقلق .كما على المصاب بهذا الاضطراب وضع حدود شخصية، أي تحديد وقت للإنخراط في التجمعات الإحتفالية ووقت للراحة. وبالتأكيد، فإن ذلك يساعده على الشعور بالسيطرة، وتجنب الإرهاق.
بالمقابل، إن السيناريوهات الإجتماعية ممكن أن تشعر المصاب بالاضطراب بالقلق. لذا، بإمكانه طرح بعض الأسئلة، أو الإجابات البسيطة. وهذا الأمر، يساعده على تفعيل المحادثات، وجعل التفاعل سهلاً وخالياً من التوتر والحدة. وبإمكانه أيضا، اختيار مكان هادىء و بديل قبل  موعد التجمع الإحتفالي، حيث يمكنه التراجع أو اللجوء إليه في حال شعوره بالإرهاق.
وبالتالي، فإن الإبتعاد لفترة وجيزة، يساعد على الشعور بالهدوء وإدارة المشاعر السلبية. وفي التجمعات الإحتفالية على المصاب بهذا الاضطراب ترتيب طريقة لمغادرة الإحتفال مبكراً إذا لزم الأمر. وذلك  عن طريق القيادة بنفسه، أو اختيار وسيلة نقل، مما يشعره براحة اكبر عندما يكون لديه خيار المغادرة .
أضف الى ذلك، إن التسوق في إجازة العيد مليء بالإغراءات المتهورة، ويجب تحديد ميزانية للإنفاق، لتجنب الإجهاد المالي
 والشعور بالذنب. كما إن هذه الاحتفالات تشهد الكثير من التعليقات السلبية على المصاب بالاضطراب أن يأخذ نفساً ببطء للنظر في ردة فعله بعناية وروية. وبذلك يمنح نفسه تعزيزاً إيجابيا. وبالإمكان ايضاً أخذ فترات راحة صغيرة. فالفواصل تساعده على الشعور بالهدوء، والتقليل من التوتر و الاندفاعية.
ختاما، إن إجازة العيد والتجمعات الإحتفالية تشهد الكثير  من الانزلاقات، فامنح نفسك فرصة، و تذكر أنه لا بأس في المحاولة مرة أخرى. فالأعياد فرصة مناسبة و مميزة للاحساس بالفرح؛ ولكن بالتخطيط و الدعم المناسبين يمكن تخفيف المشاعر المحبطة لتصبح التجربة إيجابية  ومتوازنة. فإجازة العيد تمنحنا دفعة جديدة من التحفيز، ومن شأن ذلك أن ينعكس ايجاباً على صحتنا النفسية.

آخصائية التنمية الذاتية