في اليوم الـ390 لعدوانه على غزة، واصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته أمس على القطاع مخلفا شهداء وجرحى بينما أطلقت بلدية بيت لاهيا نداء لفتح ممر إنساني لإغاثة سكان الشمال المحاصرين منذ 25 يوما بعد أن حولها الاحتلال الإسرائيلي إلى منطقة منكوبة.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت 5 مجازر وصل منها للمستشفيات 102 شهيد و287 مصابا خلال يوم واحد.وبذلك ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بداية الحرب إلى 43 ألفا و163 شهيدا و101 ألف و510 مصابين.
سياسيا قال مسؤول أميركي إن مسؤولين أميركيين من بينهم وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية والمبعوثان بريت مكغورك وآموس هوكشتين سيزورون مصر وإسرائيل اليوم لمناقشة قضايا تتعلق بإيران ولبنان وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.
وقال المسؤول أمس إن قائد القيادة المركزية الأمريكية إريك كوريلا موجود أيضا في المنطقة وسيزور إسرائيل.
في الأثناء قال مجلس الأمن الدولي أمس إنه "يحذر بشدة من أي محاولات لتفكيك أو تقليل” عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وتفويضها، وذلك بعدما أقرت إسرائيل قانونا يحظر عمليات الوكالة.
وعبر المجلس في بيان تبناه بالإجماع عن قلقه البالغ من التشريع الذي أقره الكنيست الإسرائيلي الاثنين مطالبا الحكومة الإسرائيليه ب«الوفاء بالتزاماتها الدولية واحترام امتيازات وحصانات الأونروا والوفاء بمسؤولياتها في السماح بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الكاملة والسريعة والآمنة وغير المعوقة بكل أشكالها إلى قطاع غزة وفي كل أنحائه، بما في ذلك توفير الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها السكان المدنيون بشدة».
من جهتها قالت إسرائيل أمس إنها ستحرص على التأكد من وصول المساعدات إلى داخل غزة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية "إسرائيل ما زالت ملتزمة بالقانون الدولي وبضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، من خلال المنظمات الدولية التي بلا أنشطة إرهابية، مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي وغيرها الكثير”.
على صعيد آخر نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر حكومية قولها إن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس يشارك بمناقشات أمنية حساسة أكثر مما كان عليه سابقا، وقالت إن ذلك قد يشير إلى تحضير يسرائيل كاتس لتولّي حقيبة الدفاع بدلا من يوآف غالانت.
وفي سياق متصل تجاوزت الحكومة الإسرائيلية مأزقا جديدا أمس في النزاع حول إعفاء طلاب المعاهد اليهودية من الخدمة العسكرية إذ تخلت الأحزاب الدينية عن شرط إقرار قانون جديد للتجنيد قبل الموافقة على الميزانية هذا الأسبوع.
وكان قادة الأحزاب الدينية في ائتلاف الحكومة قد طالبوا بأن يقر البرلمان قانونا جديدا للاستدعاء للخدمة العسكرية يعفي طلاب المعاهد الدينية من اليهود المتدينين (الحريديم) بدوام كامل من التجنيد قبل تصويت مزمع في مجلس الوزراء على ما يسمى بميزانية التقشف لعام 2025 اليوم.
وقال موشيه رو النائب عن حزب يهدوت هتوراه (حزب التوراة اليهودي المتحد)، وهو أحد الحزبين الدينيين المتزمتين في الحكومة، إن الأحزاب يمكن أن تكتفي "بترتيب بدلا من قانون” لأنها لا تريد انهيار الحكومة.
وقال لرويترز "الميزانية في معظمها ميزانية دفاع وبالتالي فإن الحريديم لا يريدون إسقاط الحكومة بسبب هذا الأمر… لا نزال في خضم حرب وهذا ليس وقت الانتخابات”.
في الوضع الإنساني المتفاقم في غزة كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أمس نقلا عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تلقت نحو 500 تقرير تفيد بأن إسرائيل استخدمت الأسلحة الأميركية في هجمات تسببت في «أذى غير ضروري للمدنيين في قطاع غزة»، ولكنها فشلت في الامتثال لسياساتها الخاصة والتي تتطلب الشروع بشكل سريع في التحقيق في هذه التقارير.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الوقائع المقدمة إلى وزارة الخارجية خلال العام الماضي ترقى إلى انتهاك القوانين الأميركية والقانون الدولي وفق المصادر التي تحدثت للصحيفة بشرط عدم ذكر اسمها.
وتلقت الخارجية الأميركية تلك التقارير من كافة أرجاء الحكومة الأميركية، ومنظمات الإغاثة الدولية، ومنظمات غير ربحية، وتقارير إعلامية، وشهود عيان.
وتتضمن التقارير عشرات الصور التي توثق شظايا قنابل أميركية في مواقع قتل فيها أطفال، وفق مدافعين عن حقوق الإنسان اطلعوا على هذه العملية.
وقالت «واشنطن بوست»، إنه وبرغم «دليل الرد على حالات أذى المدنيين»، لدى وزارة الخارجية والذي يوجه المسؤولين لاستكمال التحقيق في هذه الحالات، والتوصية بإجراء في غضون شهرين من بدء التحقيق، إلا أنه لم تصل حالة واحدة حتى إلى مرحلة اتخاذ القرار، وفق ما ذكر مسؤولين سابقين وحاليين للصحيفة.
ولا يزال أكثر من ثلثي تلك الحالات، دون حل، إذ ينتظر جزء كبير منها رداً من الحكومة الإسرائيلية التي تستشيرها وزارة الخارجية للتحقق من ظروف وملابسات كل حالة.
ويقول منتقدون لإمدادات السلاح المتواصلة منذ 13 شهراً والتي تقدمها إدارة بايدن لإسرائيل في حربها على غزة والتي قتلت حتى الآن 43 ألف فلسطيني على الأقل، إن التعامل مع تلك التقارير، هي مثال آخر على عدم رغبة الإدارة الأميركية في محاسبة حليف وثيق، على الكلفة البشرية الهائلة.
على صعيد آخر أعلن الجيش الإسرائيليّ، مساء أمس أنه يعمل على تشكيل فرقة جديدة لتعمل عند الحدود مع الأردن لـ»حماية الحدود الشرقية» لإسرائيل.
وقال رئيس الأركان هيرتسي هليفي إن «تعزيز الدفاع على الحدود بشكل عام والحدود الشرقية بشكل خاص كان هدفا قبل الحرب، وعلى ضوء السابع من أتشرين الأول والأحداث الأخيرة أصبح يتخذ تأثيرا مختلفا».
وأضاف «هناك حاجة ملحة إلى إنشاء أطر إضافية على المستوى العسكري النظامي والاحتياطي من أجل تخفيف العبء على عناصر الاحتياط، وعليه قررنا إنشاء فرقة لتعزيز الدفاع على الحدود الشرقية، وهذا قرار ضروري في ظل التحديات المتوقعة ووفقا لعمليات بناء القوة في الجيش».
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أن «وزير الأمن، يوآف غالانت ورئيس الأركان، هرتسي هليفي، وافقا على إنشاء فرقة إقليمية شرقية، تهدف إلى حماية الحدود الشرقية لدولة إسرائيل».
وذكر البيان أن «الفرقة تهدف إلى تعزيز الجهود الدفاعية في منطقة الحدود، والطريق رقم 90، والبلدات وتوفير استجابة للتعامل مع أحداث إرهابية، وتهريب الأسلحةـ مع الحفاظ على حدود سلام، وتعزيز التعاون مع الجيش الأردنيّ».
(الوكالات)