20 تشرين الثاني 2023 12:27ص إسرائيل تُقحم الملاحة الدولية في سجل الإخفاقات في حرب غزة

توتر بين بايدن ونتنياهو.. وشرطة الاحتلال تعترف بقصف الحفل.. والدوحة تكشف عن قرب اتفاق التبادل

عائلة فلسطينية تودع أطفالها الشهداء بعدما ارتقوا في قصف إسرائيلي همجي على خان يونس جنوب غزة عائلة فلسطينية تودع أطفالها الشهداء بعدما ارتقوا في قصف إسرائيلي همجي على خان يونس جنوب غزة
حجم الخط
يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ44، في الوقت الذي تشتد فيه المطالب الدولية لوقف فوري لإطلاق النار. ويتزامن ذلك مع حديث دبلوماسي متواتر عن قرب التوصل إلى اتفاق حول تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. ورأى مراقبون أن موافقة حكومة الحرب الإسرائيلية على إدخال الوقود إلى غزة مؤشر على هذا التفاؤل وسط المعارك الضارية التي يتكبد فيها العدو خسائر كبيرة في الجنود والآليات تزيد من حدة الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي خصوصا بعد أن كشف تحقيق أولي للشرطة الإسرائيلية أمس الأول أن طائرة حربية إسرائيلية قصفت يوم 7 تشرين الأول المحتفلين قرب ريعيم في غلاف غزة مشيرا إلى أن مسلحي حماس لم يعرفوا مسبقا بوجود الحفلة التي قُتل فيها 346 شخصا.
وفي تطور لافت أمس اعترفت إسرائيل بتمكن جماعة الحوثيين باليمن من السيطرة على سفينة مستأجرة لشركة إسرائيلية في البحر الأحمر، مما يضيف إخفاقا جديدا وخطيرا إلى إخفاقاتها الكثيرة في حرب غزة.  ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير جدا فيما سارع نتنياهو إلى اتهام "الإرهاب الإيراني".  
ميدانيا وزعت كتائب عز الدين القسام أمس مشاهد لمقاتليها وهم يستهدفون دبابات وآليات إسرائيلية في مدينة غزة، كما تضمنت الصور ملابس عسكرية لعدد من الجنود الإسرائيليين وقلاداتهم ومعداتهم. وتتضمن المشاهد جانبا من معارك خاضتها كتائب القسام في محاور عدة بمدينة غزة خلال الأيام الماضية، وتظهر المقاتلين وهم يتحركون من شارع إلى شارع وبين المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي. وتظهر اللقطات أيضا مقاتلي القسام وهم يستهدفون الدبابات والآليات الإسرائيلية من مسافات قريبة جدا بقذائف الياسين 105، وكذلك من مسافة صفر عبر ما تسمى عبوة العمل الفدائي. كما أظهرت المشاهد اقتحام من وصفتهم القسام بأنهم 3 استشهاديين لمستشفى الرنتيسي للأطفال وسط مدينة غزة بعد رصد تموضع لجنود الاحتلال في داخله.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد قتلاه في معارك غزة امس إلى 7 ضباط وجنود وإصابة 4 اخرين.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس إن "الاحتلال اقتحم مجمع الشفاء وحوّله إلى ثكنة عسكرية" مشيرة إلى وجود 259 جريحا داخل المجمع لا يستطيعون الحركة.
إلى ذلك أكد مدير المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت لوكالة الأنباء الفرنسية إجلاء 31 من الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء الأكبر في قطاع غزة، والذي كان الجيش الإسرائيلي وجّه إنذارا بإخلائه أمس الأول. وقال زقوت "تم إجلاء جميع الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء وعددهم 31 طفلا ومعهم ثلاثة أطباء وممرضين"، مضيفا "تجري الترتيبات لنقل الأطفال إلى مصر" عبر معبر رفح الحدودي.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن "الاحتلال حاصر مجمع الشفاء الطبي لـ9 أيام، واعتلى القناصة أسطحه"، مشيرا إلى أن طلب الاحتلال إخلاء المجمع أمس الأول تزامن مع وجود 5 آلاف نازح و650 جريحا ومريضا، بقي منهم 259 جريحا داخل المجمع لا يستطيعون الحركة "وسيتم ترتيب إخراجهم لاحقا".
وأوضح القدرة أن الاحتلال خرّب المجمع الطبي دون تقديم أدلة تدعم الحملة المسعورة التي شنها عليه، لافتا إلى أن المجازر ترتكب من أجل تحقيق حلم الاحتلال في التهجير القسري لسكان القطاع.
وفي وقت لاحق مساء أمس زعم اكتشاف نفق تحت مستشفى الشفاء طوله 55 مترا ونشر صورا تثبت ما يزعمه. 
وأوضح جيش الاحتلال في بيان عسكري مصحوبا بالمقطع المصور أن النفق يقع على عمق عشرة أمتار مبينا أنه تحرك للكشف عن النفق بناء على معلومات وفرها جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" وجهاز المخابرات "أمان".
وأضاف البيان أن "النفق، الذي يؤدي إليه درج عميق إلى المدخل، يحتوي على دفاعات مختلفة بما في ذلك باب علوي وفتحة إطلاق النار"، مضيفاً "هذا النوع من الأبواب تستخدمه حماس لمنع قواتنا من الدخول إلى مقر المنظمة وأصولها الموجودة تحت الأرض".
وقال الجيش إنه عثر عند فتحة النفق على سيارة بها العديد من الأسلحة، مشيرا إلى أنه يواصل عملياته للكشف عن مسار النفق.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس إن عدد الضحايا المدنيين في غزة صادم وغير مقبول، مجددا الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية.
يأتي ذلك في حين أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن مستوى العنف في القطاع "لا يمكن فهمه"، في ظل الهجمات المتكررة على المدارس التي تؤوي نازحين وتحويل المستشفيات إلى "منطقة موت".
وأوضح غوتيريش أنه "شعر بصدمة شديدة" جراء مقتل وإصابة العشرات، ومنهم نساء وأطفال، جراء قصف مدرستين تابعتين للمنظمة في أقل من 24 ساعة بقطاع غزة.
وأشار إلى أن الضحايا "كانوا يبحثون عن الأمان في مباني الأمم المتحدة التي يجب ألا تنتهك حرمتها".
من جهته قال فولكر -في بيان- إن "الأحداث المروعة التي وقعت خلال الساعات الـ48 الماضية في غزة تفوق التصور"، مشيرا إلى أن "مقتل هذا العدد الكبير من الأشخاص في المدارس التي أصبحت ملاجئ، وفرار المئات للنجاة بحياتهم من مستشفى الشفاء، وسط نزوح مئات الآلاف إلى جنوب غزة، هي أفعال تتعارض مع الحماية الأساسية التي يجب توفيرها للمدنيين بموجب القانون الدولي".
وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان منظمة الصحة العالمية أن مستشفى الشفاء بغزة أصبح "منطقة موت".
من جهتها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن استهداف الاحتلال مقراتها في القطاع لم يتم بالخطأ، لافتة إلى أن كميات الوقود التي دخلت غزة نقطة في بحر.
وفي السياق نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن تكافح لإقناع نتنياهو بمنع التصعيد مع تزايد زخم الصور الواردة من غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي إدارة بايدن يشعرون بالقلق من التداعيات المحلية المحتملة للدعم الكامل لإسرائيل مؤكدين أن واشنطن أعربت للحكومة الإسرائيلية عن إحباطها إزاء عدد الضحايا المدنيين في غزة.
وأضافت الصحيفة بحسب مصادرها أن محادثات بايدن ونتنياهو أصبحت أكثر توترا مع استمرار الأخير برفض فترات هدنة أطول.
من جهته أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "عدد الضحايا المدنيين كبير جداً" في قطاع غزة، مذكراً إياه "بالضرورة المطلقة للتمييز بين الإرهابيين والسكان"، وفق ما جاء في بيان قصر الإليزيه أمس.
وبالنسبة للوضع في الضفة الغربية المحتلة، أعرب ماكرون لنتنياهو عن "قلقه البالغ حيال تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين"، داعياً إلى "القيام بكل ما هو ممكن لمنع اتساع أعمال العنف هذه والحفاظ على الهدوء".
كما تطرق إلى هذه القضية في اتصال مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكداً له أنه "يدين أعمال العنف ضد المدنيين الفلسطينيين" في الضفة الغربية، حسب فرانس برس.
وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) ذكرت أمس أن  جيش الاحتلال قتل فلسطينيين اثنين خلال عمليات توغل في الضفة الغربية المحتلة صباح أمس.
كذلك ذكّر ماكرون عباس بـ"ضرورة أن تدين" السلطة الفلسطينية هجوم حماس الذي شنته في 7 تشرين الأول، على ما أفاد البيان.
يشار إلى أنه في وقت سابق أمس أعلنت فرنسا أنها سترسل حزمة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى غزة وتعالج ما يصل إلى 50 طفلاً من القطاع الفلسطيني في المستشفيات الفرنسية في ظل تأزم الوضع الصحي.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي كرر (لماكرون) دعمه لتوسع فرنسا نطاق عملها الإنساني لصالح المدنيين في غ
على صعيد صفقة الرهائن  قال جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إن المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة وصلت إلى "مرحلة حساسة للغاية".
وقال فاينر، خلال حديث لشبكة إيه بي سي نيوز الأميركية، "لقد حدث تقدم كبير، بما في ذلك خلال الأيام الأخيرة، وفي الساعات الأخيرة".
وأضاف: "بعض القضايا التي كانت محل خلاف تم الآن إما تقريب وجهات النظر أو تم التوصل إلى تفاهم، لكنه لم يكتمل بعد".
وفي الدوحة قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني  إن ثقته تزداد بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن بين إسرائيل وحماس ووصف التحديات المتبقية أمام ذلك بأنها "بسيطة للغاية". 
وأضاف المسؤول القطري في مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في الدوحة أن "التحديات التي واجه التوصل لاتفاق هي أمور عملية ولوجستية فقط".
وكان البيت الأبيض نفى أمس الأول التوصل إلى اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس من شأنه إتاحة الإفراج عن عشرات النساء والأطفال المحتجزين رهائن بقطاع غزة في مقابل وقف القتال لخمسة أيام.
وردا على تقرير لصحيفة واشنطن بوست حول اتفاق مبدئي قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون السبت عبر منصة إكس "تويتر سابقا" "لم نتوصل إلى اتفاق بعد لكننا نواصل العمل الجاد توصلا إلى اتفاق".
وفي خبر شكل صدمة للداخل الإسرائيلي وسيتكون له تداعيات كبير بعد الحرب
 نشرت صحيفة هآرتس بعض نتائج تحقيقات للشرطة الإسرائيلية تشير إلى أن طائرة حربية إسرائيلية أطلقت النيران على مشاركين في مهرجان نوفا الموسيقي الذي أقيم بالقرب من كيبوتس رعيم، القريب من الحدود مع غزة في 7 تشرين الأول الماضي.
وأفاد تقرير هآرتس الذي نشرته أمس الأول أن تقييمات المؤسسة الأمنية تشير إلى أن حماس على الأرجح لم يكن لديها معرفة مسبقة بمهرجان "سوبر نوفا" الموسيقي، وأنها استهدفت الحفل بشكل غير مخطط له مسبقا.
ويظهر تحليل الشرطة الإسرائيلية، أن العديد من المشاركين في الحفل تمكنوا من الفرار لأنه تقرر إيقاف المهرجان قبل نصف ساعة من سماع طلقات نارية في منطقة الحفل وبدء إصابة ومقتل مشاركين فيه.
في غضون ذلك قال الجيش الإسرائيلي امس إن جماعة الحوثي اليمنية احتجزت سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر بينما كانت مبحرة من تركيا إلى الهند، ووصف الواقعة بأنها "حادث خطير للغاية على المستوى العالمي".
وأضاف في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن السفينة، التي لم يذكر اسمها، ليست مملوكة لإسرائيليين وليس من بين طاقمها إسرائيليون.
وقال يحيى سريع المتحدث باسم جماعة الحوثي في اليمن عبر قناة الجماعة على تلغرام إنها ستستهدف جميع السفن التي تملكها أو تديرها شركات إسرائيلية أو التي ترفع العلم الإسرائيلي. 
ودعا المتحدث جميع دول العالم إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن وتجنب الشحن على متن هذه السفن أو التعامل معها.
وأكد نتنياهو، أن استيلاء جماعة الحوثي على سفينة في البحر الأحمر "قفزة إلى الأمام" فيما يخص الهجمات الإيرانية، مشيرا إلى أنه يخلق تداعيات دولية على أمن خطوط الملاحة الدولية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنه لا يوجد إسرائيليون على متن السفينة التي استولى عليها الحوثي.
في المواقف والتحركات قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن وزراء من دول عربية وإسلامية سيزورون الصين اليوم في أول محطة ضمن جولة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.
وأضاف الأمير فيصل على هامش مؤتمر في البحرين في تعليقات نشرتها وزارة الخارجية على منصة التواصل الاجتماعي (إكس) إن الجولة ستكون الخطوة الأولى في تنفيذ القرارات التي تم التوصل إليها في القمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض هذا الشهر.
من جهته، أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني على ضرورة التحرك الدولي الفوري لوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع.
وحذر الملك عبد الله خلال استقباله أمس رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من انفجار الأوضاع في المنطقة بأسرها على وقع الحرب الدائرة في غزة لما يزيد على 40 يوما وخروقاتها على حد تعبيره.
وجدد الملك تأكيده على ضرورة العمل بشكل جاد نحو أفق سياسي للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، لافتا إلى الدور الذي يستطيع الاتحاد الأوروبي الإضطلاع به في هذا الشأن.
من جانبها، عبرت رئيسة المفوضية الأوروبية عن رفضها لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين.
وتم التأكيد خلال اللقاء على إدانة العنف من قبل المستوطنين في الضفة الغربية كما أكدت فون ديرلاين على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في القدس.
ونقلت وسائل إعلام رسمية امس عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله إن "جماعات المقاومة المتحالفة مع إيران تضبط الضغط بذكاء" على إسرائيل ومؤيديها.
وأضاف "جماعات المقاومة لا تزال لديها قدرات لم تستخدمها بعد" للضغط على إسرائيل.
من جهته دعا الرئيس الأميريكي جو بايدن إلى إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة مستقبَلا تحت "سلطة فلسطينية متجددة"، متوعدا بفرض عقوبات على المستوطنين "المتطرفين" الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة.
وكتب بايدن في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست": "ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل بنية حكم واحدة، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة" بعد إنهاء حكم حماس في القطاع الذي تحكمه منذ 2007، في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة. 
ورد نتنياهو في مؤتمر صحافي قائلا إن "السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي عاجزة عن تحمل مسؤولية غزة".
(الوكالات)