احتدمت المعارك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» أمس حول مدينة حلب التي قالت الفصائل إنها دخلت أحياء منها، فيما تدخلت موسكو بالغارات الكثيفة بعد أن أجرى الرئيس السوري بشار الأسد زيارة غير معلن عنها إلى موسكو أمس الأول.
ودفعت التطورات العسكرية الآلاف إلى حركة نزوح جماعية كبيرة، تعددت وجهاتها بين أحياء وسط مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية بدمشق وشمال غربي إدلب على الحدود مع تركيا، ومناطق أخرى آمنة.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الفصائل «دخلت إلى الأحياء الجنوبية الغربية والغربية» لحلب.
وأضاف أنّها سيطرت على خمسة أحياء في ثاني كبرى مدن البلاد، مشيرا إلى أنّ قوات النظام "لم تبدِ مقاومة كبيرة”.
وهي المرة الأولى تدخل فيها فصائل مسلحة الى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة في العام 2016.
وقال شاهدا عيان من المدينة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنهما شاهدا رجالاً مسلحين في منطقتهما، وسط حالة هلع في المدينة.
وأودت المعارك بحياة 255 شخصاً، وفقاً للمرصد، معظمهم مقاتلون من طرفي النزاع، ومن بينهم 24 مدنياً قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام بالمعركة.
في المقابل، وصلت تعزيزات من قوات النظام إلى مدينة حلب، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري الوكالة الفرنسية.
وقال النظام في بيان أمس إن قواته تصدت لهجوم كبير شنته مجموعات مسلحة في ريفي حلب وإدلب وأوقعت خسائر فادحة في صفوف المهاجمين.
بدوره، قال مسؤول بالأمم المتحدة، أمس إن 27 مدنياً، بينهم 8 أطفال، لقوا حتفهم في قتال بشمال غربي سوريا على مدى الأيام الثلاثة الماضية، في إحدى أسوأ موجات العنف منذ أعوام بين القوات الحكومية وقوات المعارضة السورية.
في المواقف قالت وزارة الخارجية التركية أمس إن الاشتباكات بين قوات المعارضة وقوات الحكومة السورية في الشمال أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوتر في المنطقة.
وذكر المتحدث باسم الوزارة أونجو كيتشيلي في بيان أن تجنب المزيد من الاضطراب في المنطقة هو أولوية لتركيا، مضيفا أن أنقرة حذرت من أن الهجمات الأخيرة على إدلب، وهي منطقة تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا، تقوض روح اتفاقيات خفض التصعيد وتعرقل تنفيذها.
وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تريد أن تستعيد الحكومة السورية النظام الدستوري في منطقة حلب، في أقرب وقت ممكن.
وذكر بيسكوف أن موسكو تعتبر الهجوم انتهاكاً لسيادة سوريا، وتريد من السلطات سرعة التحرك لاستعادة السيطرة هناك.
وفي طهران، شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري بسام الصباغ، أمس على استمرار دعم إيران للحكومة والشعب والجيش السوري.
وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء أن عراقجي ناقش مع الصباغ «وجهات النظر حول آخر التطورات في سوريا والمنطقة»،.
ووصف عراقجي، بحسب «مهر» «إعادة تنشيط الجماعات الإرهابية في سوريا بالمخطط الأميركي الصهيوني بعد هزيمة الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين، وأكد على دعم إيران المستمر للحكومة والشعب والجيش السوري لمحاربة الإرهاب وحماية المنطقة وتوفير الأمن والاستقرار».
يأتي ذلك بينما وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، أمس في زيارة لم يُعلن عنها مسبقاً، لبحث ملفات استراتيجية تتعلق بمستقبل سوريا السياسي والعسكري.
وأفادت مصادر مطلعة لـ»الشرق» بأن الزيارة التي تم الإعداد لها منذ أوائل الجاري، تتناول قضيتين أساسيتين، وهما إعادة إحياء المحادثات المتوقفة لتطبيع العلاقات مع تركيا ومراجعة الدور العسكري الإيراني في سوريا بالتنسيق مع روسيا.
(الوكالات)