قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس في تصريحات موجهة إلى الشعب الإيراني، إنه لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه فيما قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنها لا تريد الحرب لكنها لا تخشاها مضيفة أنها لن ترسل مقاتلينها إلى لبنان وغزة لمواجهة إسرائيل.
جاء حديث نتنياهو باللغة الإنجليزية في خطاب مصور مدته ثلاث دقائق نشره مكتبه قال فيه رئيس الوزراء إنه موجه إلى الشعب الإيراني.
واتهم نتنياهو الحكومة الإيرانية بدفع الشرق الأوسط "بدرجة أكبر إلى الحرب والظلام” على حساب شعبها.
وأضاف "لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه. لا يوجد مكان لن نذهب إليه لحماية شعبنا وحماية بلدنا”.
وشدد في كلمته المقتضبة أن الحكومة في طهران تدفع الإيرانيين إلى "شفا الهاوية”.
وقال نتنياهو إن السلام بين إيران وإسرائيل سيتحقق عندما تصبح طهران "حرة في النهاية”، مشيرا إلى أن ذلك "سيحدث في وقت أقرب بكثير مما يعتقده الناس”.
وفي إشارة إلى اغتيال حسن نصر الله الامين العام لحزب الله قال نتنياهو إنه يتم القضاء على "دمى النظام” الإيراني كل يوم.
من جهتها قالت المبعوثة الأميركية إلى الأمم المتحدة أمس إن بلادها لا تريد أن ترى انتشارا للعنف في الشرق الأوسط وتريد أن ترى خفضا للتصعيد.
وقالت ليندا توماس غرينفيلد لصحفيين "نريد أن نجد طريقا للسلام حتى يتمتع الفلسطينيون والإسرائيليون بالأمن ويجد اللبنانيون والإسرائيليون الذين يعيشون على الحدود الشمالية الأمن والسلامة أيضا”.
وعندما سئلت عما إذا كانت إسرائيل قد أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستنفذ توغلا في لبنان، قالت إنها لن تتحدث عن محادثات أميريكية إسرائيلية، ولكن البلدين على اتصال وثيق.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد دعا في وقت سابق أمس إلى وقف إطلاق النار عندما سئل عن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لغزو بري محدود للبنان.
وعندما سئل بايدن عما إذا كان مرتاحا لخطة إسرائيل، قال «ما يريحني هو أن يتوقفوا عن ذلك».
في الأثناء قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان أمس أنها «تأخذ تهديدات إيران على محمل الجد وهذا ما دعانا إلى تعزيز قواتنا لحماية أنفسنا وإسرائيل».
وشددت على أنه لا يمكن استبعاد اتخاذ إيران أو وكلائها خطوات تصعيدية مشيرة إلى أننا «لم نكن ضالعين في القصف الإسرائيلي في اليمن ولكن تلقينا إخطارا مسبقا قبل العملية».
وفي وقت لاحق أمس قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه يريد أن يعلم بأي عمليات إسرائيلية في الشرق الأوسط لأنها تخلف تداعيات على القوات الأميركية.
وأكد أوستن أن «تعزيز قواتنا يهدف إلى ردع الأعمال العدوانية والحد من مخاطر حرب إقليمية أوسع» مشيرا إلى أنه بحث مع نظيره البريطاني «مواصلة التنسيق الوثيق بشأن الوضع في الشرق الأوسط».
وشدد أوستن خلال اللقاء على أننا ملتزمون بمنع الجهات الخبيثة الفاعلة من توسيع الصراع وحماية أفرادنا ومنشآتنا في المنطقة.
بدورها قالت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» أمس إن توجيهات أعطيت للقوات الأميركية في الشرق الأوسط بالردّ على أي اعتداء يتعرضون له.
وذكر المتحدث باسم «سنتكوم»، كولونيل براين ماكغاري، لـ»سكاي نيوز عربية»: «توجيهات أعطيت إلى القوات الأميركية في منطقة عمل الشرق الأوسط بالردّ السريع على أي اعتداء يتعرضون له من أي جهة كانت وذلك ضمن حق الدفاع النفس وحماية المصالح الأميركية».
وردا على سؤال حول ما إذا رصدت قيادة «سنتكوم» أي تحركات غير اعتيادية لإيران أو وكلائها في المنطقة، نفى ماكغاري وجود أي نشاط غير طبيعي.
وبخصوص ما إذا كانت توجيهات قواعد الاشتباك المعطاة للقوات الأميركية أصبحت تسمح لهم بشنّ ضربات استباقية أجاب ماكغاري أن «ذلك رهن المعطيات الميدانية وطبعا هو قرار يُتخذ في واشنطن».
في المقابل قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أمس أن اغتيال نصر الله ونيلفروشان تهديد للأمن والاستقرار الدوليين والإقليميين وانتهاك للقوانين الدولية مضيفة أن استمرار هذه الإجراءات الإجرامية يمكن أن يجر المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار.
لكن طهران أكدت على أن طهران لن ترسل مقاتلين إلى لبنان وغزة لمواجهة إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني إن إيران لن تترك أيا من «الأعمال الإجرامية» لإسرائيل تمضي من دون رد مشددا على أن جرائم الكيان الصهيوني ضد الأهداف المرتبطة بإيران لن تبقى دون رد أو عقاب مضيفا: « سنرد على أي اعتداء على أمننا القومي وعلى مصالحنا ولن نبقى مكتوفي الأيدي».
وأضافت أنه على الدول الإسلامية أن تدرك أن دعم حقوق الشعب الفلسطيني يعني دعم المنطقة وأمنها مؤكدة أن تجربة لبنان أثبتت أن التهديد الإسرائيلي ضد فلسطين لن يقتصر على الأراضي الفلسطينية.
ويأتي الموقف الإيراني فيما نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول أميركي -لم تسمه- قوله إن إدارة بايدن قلقة من هجوم إيراني محتمل عقب اغتيال نصر الله.
وقال المصدر إن إدارة بايدن تعمل مع إسرائيل على تعزيز الدفاعات العسكرية.
(الوكالات)