بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تشرين الثاني 2023 12:23ص معارك التحام بين المقاومة وجحافل الغزو في غزة

جيش الاحتلال يضغط على حماس لتقديم تنازلات.. وبلينكن اليوم لهدنة تفتح الباب لوقف النار

نيران الغارات الإسرائيلية تتصاعد في سماء حي تل الهوى في غزة نيران الغارات الإسرائيلية تتصاعد في سماء حي تل الهوى في غزة
حجم الخط
في ظل المخاوف من اشتعال المنطقة وتوسع الحرب إلى جبهات أخرى بعدما أعلن الاحتلال الإسرائيلي أنه بات يطوق قطاع غزة، يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إسرائيل اليوم محادثات عاجلة وذلك في إطار جولة إقليمية جديدة تهدف إلى رأب التصدع في الحلف الغربي الأميركي الداعم لإسرائيل ومحاولة كبح جماح جرائم الاحتلال الوحشية بحق المدنيين في قطاع غزة مع تصاعد موجات الاستنكار الدولي يوما بعد يوم. وفيما تدور معارك التحام بين المقاومة والاحتلال في غزة يحاول الجيش الإسرائيلي من خلال عمليات التطويق التي يقوم بها من الضغط على حماس من أجل تقديم تنازلات في المفارضات التي تجريعبر الوسطاء بالتوازي مع معطيات الميدان.
وقبيل صعوده الطائرة شدد بلينكن في بتصريحات صحفية على أن بلاده تسعى بقوة  لمنع توسع الحرب في المنطقة على كل الجبهات مشيرا إلى ضرورة اقرار هدن إنسانية مؤقتة.  
وقال: "شهدنا خلال الأيام الماضية استمرارا لتحمل المدنيينالفلسطنيين تكلفة الصراع.. وسنبحث في إسرائيل اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية النساء والأطفال في غزة".
واضاف: سأضغط من أجل دخول المزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطنيين.
وقال بلينكن هناك حاجة إلى تهيئة الظروف لتحقيق سلام دائم ومستدام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ودولًا أخرى تدرس "مجموعة متنوعة من الاقتراحات المحتملة" لمستقبل قطاع غزة إذا أزيل مقاتلو حماس.
وكان بلينكن قد قال أمام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ التي استمعت إلى بيانه عن الوضع الراهن "إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية وهي المسؤولة عن القطاع المكتظ بالسكان، لا يمكن أن تستمر، وإسرائيل لا تريد إدارة غزة أيضا.
وأوضح أن الأمر الأكثر منطقية هو وجود "سلطة فلسطينية فعالة" لتتولى إدارة غزة. وإن لم نتمكن من ذلك فهناك ترتيبات مؤقتة قد تشمل عددا من دول المنطقة والهيئات الدولية للمساعدة في توفير الأمن والحكم".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن بلينكن سيؤكد في الأردن المحطة الثانية في جولته على أهمية حماية أرواح المدنيين ويجدد التزام الولايات المتحدة بضمان عدم تهجير الفلسطينيين قسرا من غزة. كما سيواصل المحادثات التي تقودها مصر وقطر بشأن ضمان إطلاق سراح جميع من تحتجزهم حماس.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة "إن بي سي" الأميركية إن الرئيس جو بايدن أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي  بوقف قصف منطقة في غزة مؤقتا للسماح بنقل رهينتين أميركيتين.
وذكر المصدر أن بايدن أكد أن وقفا مؤقتا لإطلاق النار سيكون ضروريا لتسهيل إطلاق سراح رهائن إضافيين.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي قوله إن إيران تدرك أنه من المرجح تعرضها لهجمات مباشرة ومدمرة إذا صعّد حزب الله مع إسرائيل أو واشنطن.
وقال المصدر إن تقييم الاستخبارات الأميركية يشير إلى أن إيران ووكلاءها يسعون لتجنب حرب أوسع مع إسرائيل.
وأضاف أن هناك قلقا عميقا من أن عدم وجود سيطرة إيرانية كاملة على حزب الله قد يدفع الحزب للتصعيد.
بدوره ، قال الرئيس الأميركي إنه تم إخراج 74 من مزدوجي الجنسية من غزة إلى مصر.
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن "المزيد من مواطنينا سيعبرون خلال الأيام المقبلة".
وقالت شبكة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة أن قطر كانت الوسيط الرئيسي في اتفاق خروج الأجانب من غزة بعد جهود دبلوماسية متعددة الأطراف.
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن هناك مناقشات مع واشنطن بشأن هدن إنسانية محددة لإطلاق سراح رهائن.
وفي اليوم الـ27 من الحرب على قطاع غزة، تواصل القصف الإسرائيلي على أنحاء متفرقة من القطاع، ليرتفع عدد الشهداء في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 9061 شهيدا. وقد ألقى الاحتلال 25 ألف طن من المتفجرات على غزة حتى الآن.
وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة: قصف الاحتلال خلّف حتى الآن أكثر من 11 ألفا ما بين شهيد ومفقود تحت الأنقاض.
واكد ان وزارة الصحة حاولت إخراج جرحى إلى جنوب غزة لكن الاحتلال استهدفهم.
واضاف ان الاحتلال ألقى أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزة حتى الآن.
كما دمر الاحتلال حتى الآن أكثر من 8 آلاف مبنى سكني وعشرات المرافق والمنشآت العامة.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد جنوده القتلى في غزة إلى ٢٠جنديا جراء الاشتباكات "الضارية" الدائرة ضد فصائل المقاومة الفلسطينية منذ الثلاثاء.
وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن قواته تكبدت خسائر مؤلمة، كما اعترف وزير الدفاع يوآف غالانت بتلقي "ضربة قاسية" في غزة.
وقال نتنياهو أمس إن القوات الإسرائيلية توغلت على أطراف مدينة غزة مضيفا في بيان أصدره مكتبه "نحن في ذروة المعركة. حققنا نجاحات مبهرة واجتزنا أطراف مدينة غزة. نحقق تقدما". وأضاف قائلا: "الكثير من الخسائر في صفوف قواتنا لكننا مصممون على تحقيق أهداف حربنا".
وتعهد نتنياهو "بالانتصار" على حماس، فيما حذر وزير الدفاع يوآف غالانت بأن حماس أمام خيار ما بين "الموت أو الاستسلام من دون شروط".
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إن جيش الاحتلال  يخوض في غزة "حربا مع عدو قاس لها ثمن مؤلم وباهظ".
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت إن "الشعب الفلسطيني يستحق السلام والأمن. عوضا عن ذلك، يتم استخدامه دروعا" بشرية.
وقال الجيش الإسرائيلي أمس إنه يخوض معارك ضارية في قطاع غزة  مضيفا أنه قصف 12 ألف هدف حتى الآن.
وكشف الناطق العسكري الإسرائيلي أن عدد الجنود والضباط الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء عملية طوفان الأقصى ارتفع إلى 332 قتيلا، مؤكدا أن عدد المخطوفين في غزة ارتفع إلى 242 شخصا.
 وفي آخر التطورات الميدانية، جرت اشتباكات مباشرة بين الفصائل والقوات الإسرائيلية بمحيط بمستشفى القدس الذي يتعرض لإطلاق نار .
ومنذ ساعات الصباح الأولى، شهد قطاع غزة قصفاً مكثفاً وسط استمرار العملية البرية الإسرائيلية، كما أن الزوارق البحرية الإسرائيلية أطلقت عدة قذائف على طول ساحل بحر مدينة غزة، فيما وجهت المقاومة رشقة صواريخ من داخل قطاع غزة باتجاه مدينة أسدود ومحيطها. 
وتزامناً، طال القصف الإسرائيلي محيط مدرسة تابعة لـ"الأنروا" في مخيم الشاطئ في غزة.
وذكر موقع "ميدل إيست آي" نقلا عن شهود عيان وعن تقارير إعلامية أن القوات الإسرائيلية أسقطت ذخيرة تحتوي على الفوسفور الأبيض على مدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي آلاف النازحين الفلسطينيين في غزة.
من جهتها ذكرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان أنها استهدفت دبابة إسرائيلية حولها عدد من الجنود بمنطقة جحر الديك وسط قطاع غزة بقذيفة مضادة للدروع. وقبلها أعلنت أنها استهدفت دبابة وجرافة إسرائيليتين في محور شمال غربي غزة بقذائف "الياسين 105" المضادة للدروع. 
ولم تذكر كتائب القسام المزيد من التفاصيل في البيان الذي نشرته عبر حسابها على "تليغرام".
وقال المركز الفلسطيني للإعلام إن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً كثيفاً استهدف شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي شن غارات على مخيم الشاطئ وحيي النصر والشيخ رضوان في غزة.
من جانبه أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية امس"لن ينعم الإقليم أو خارجه بالأمن والاستقرار طالما لم تتحقق حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة".
وفي سياق انسداد الافق السياسي والعسكري لنتنياهو أعربت أوساط مقربة منه  عن قلقها من الأنباء التي تحدثت عن نصيحة الرئيس جو بايدن له بالاستقالة.
وقالت أوساط في اليمين المتطرف إن «العناق الحميم الذي أظهره بايدن لنتنياهو في مطار بن غوريون كان فعلاً عناق الدب الخانق»، وإن وراء هذا العناق تختفي مطالب مذهلة وتدخل مباشر، ليس فقط في إدارة الحرب بل في إدارة البلاد أيضاً.
وأكدت هذه المصادر أنه، وعلى الرغم من أن البيت الأبيض تنصل من ذلك النشر، فإن الممارسات الأميركية تؤكد أنه «لا يوجد دخان من دون نار»، وأن بايدن، مثل غالبية الإسرائيليين، بات مقتنعاً بأن نتنياهو يطيل الحرب لأسباب تتصلح بمصالحه الشخصية والحزبية، وأن هذا التوجه يلحق ضرراً كبيراً بمعركة بايدن الانتخابية. ولذلك فإن بلينكن جاء ليبحث في الخلافات السائدة بين الحكومتين، وليحدث تغييراً في تكتيكات الحرب الإسرائيلية، مثل الاتفاق على عدة ساعات هدنة، ومضاعفة دخول مواد الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك الوقود إلى قطاع غزة، ووضع قضية الأسرى على رأس سلم الأولويات.
(الوكالات)