قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إنه لا ضمانات بأن وقف إطلاق النار في غزة في حين قال مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الأمر مستتب في الوقت الراهن.
وجاءت تصريحات ترامب وويتكوف للصحفيين في البيت الأبيض أمس قبل اللقاء برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم.
وأشار ترامب إلى أنه سيناقش مع نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل مضيفا أن إسرائيل قطعة أرض صغيرة وما أنجزته مذهل.
وفي 19 كانون الثاني الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل حيز التنفيذ في مرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع. ويقضي الاتفاق ببدء مفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم الـ16 من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، على أن يتم إنجاز الاتفاق قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.
بيد أن نتنياهو -الذي وصل إلى واشنطن أمس الأول- أرجأ التفاوض على المرحلة الثانية إلى ما بعد لقائه بالرئيس الأميركي في البيت الأبيض.
بالمقابل قال قيادي في حركة حماس لـ»الشرق»، إنه من المفترض حسب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية لكن حركته تنتظر إبلاغها من الوسطاء.
وأضاف أن «الحركة جاهزة لبدء مفاوضات المرحلة الثانية فوراً، حيث جرى وضع الخطوط العريضة لمفاوضات المرحلة التالية، في اتفاق وقف إطلاق النار»، حسب قوله.
من جهتها قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن نتنياهو يهدف من زيارته إلى واشنطن الحصول على تعهد أميركي بإنهاء حركة حماس، في حين تخشى عائلات الأسرى من نية نتنياهو إفشال اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مشارك في زيارة نتنياهو أن «الحكومة قد تتفكك حال الذهاب نحو مرحلة ثانية من الصفقة، ونتنياهو قد يعمل على عرقلتها عبر شروط تدفع حماس إلى رفضها».
وأضافت أن تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر -لإدارة الجزء السياسي من الصفقة- من شأنه تسهيل عرقلة المرحلة الثانية.
وكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية أمس أن نتنياهو أجرى محادثة مشحونة مع رئيس الشاباك رونين بار وأبلغه بقرار عزله من الوفد المفاوض
وكان نتنياهو قد كشف أن الاجتماع مع ترامب سيتطرق إلى قضايا عدة مثل ما سماه النصر على حماس وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة والتعامل مع ما سماه محور الإرهاب الإيراني.
بدورها قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة في بيان أمس «قبل لقاء ترامب نتنياهو مخرب الصفقات، علينا رفع الصوت ضد من يحاولون عرقلتها».
وحذرت من أن نتنياهو سيحاول التلاعب بترامب كما خدع سلفه جو بايدن للنجاة بالائتلاف الحكومي.
كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مصادر أن مكتب نتنياهو رفض مشاركة ممثلين عن عائلات الأسرى في زيارته إلى واشنطن.
وقالت المصادر إنّ عددا من ممثلي عائلات الأسرى الإسرائيليين سبقوا نتنياهو إلى واشنطن، في مسعى إلى الضغط لإكمال الصفقة.
وعشية لقاء ترامب - نتنياهو ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إدارة ترامب طلبت من زعماء الكونغرس الموافقة على إرسال قنابل ومعدات عسكرية أخرى بمليار دولار تقريباً إلى إسرائيل.
وأضاف التقرير نقلاً عن مصادر أن مبيعات الأسلحة المزمعة تشمل 4700 قنبلة زنة 1000 رطل بما يزيد عن 700 مليون دولار وجرافات مدرعة من إنتاج شركة كاتربيلر بما يزيد عن 300 مليون دولار.
إلى ذلك أفاد استطلاع للرأي لمعهد السياسة الشعبية في إسرائيل أمس أن 43% من الإسرائيليين يعتقدون أن خطة ترامب لتهجير سكان غزة عملية بينما 30% أجابوا بأن الخطة غير عملية لكنهم يرغبون فيها.
وقال نحو 14% من الإسرائيليين إنهم يعتقدون أن الخطة «إلهاء» فيما 13% يعتقدون أنها عملية تهجير لا ينبغي قبولها.
على صعيد آخر دانت الرئاسة الفلسطينية في بيان أمس المخططات الإسرائيلية "لتهجير المواطنين والتطهير العرقي” في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت الإدارة الأميركية بالتدخل في وقت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 70 فلسطينيا منذ بداية العام 2025.
وأدان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "قيام سلطات الاحتلال بتوسيع حربها الشاملة على شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية لتنفيذ مخططاتها الرامية لتهجير المواطنين والتطهير العرقي”.
ودعا الإدارة الأميركية إلى التدخل "قبل فوات الأوان” خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزور واشنطن حاليا.
وتأتي الإدانة الفلسطينية لإسرائيل في ظل عملية عسكرية ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في مخيمي جنين وطولكرم في شمال الضفة الغربية منذ أواسط كانون الثاني وأسفرت عن استشهاد 29 فلسطينيا، إضافة الى تفجير عشرات المباني والمساكن، خاصة في مخيم جنين.
وقال أبو ردينة في بيانه أمس "إن هذه السياسات العدوانية التي تنفذها قوات الاحتلال في الضفة الغربية، أدت إلى استشهاد 29 مواطنا، ومئات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى نسف مربعات سكنية كاملة في مخيمي جنين وطولكرم، ونزوح آلاف المواطنين، وتدمير هائل للبنية التحتية”.
وأكد في بيانه "إن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مخططات سواء بالتهجير أو الوطن البديل، وتهديد شعبنا لن يكون مفيداً لأحد، بل سيؤدي لدمار واسع هنا أو في المنطقة، سواء كان ذلك اليوم أو غدا”ً. وكان يعلق على مقترح ترامب نقل فلسطينيي غزة إلى دول أخرى.
وأمس أعلنت كتائب شهداء الأقصى-طولكرم أنها تخوض «اشتباكات ضارية مع قوات العدو الصهيوني في بلدة قفين شمال المدينة بالأسلحة الرشاشة وتفجر عددا من العبوات الناسفة شديدة الانفجار».
(الوكالات)