بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيار 2024 10:17م الساعة صفر والتوقيت العاري....​

حجم الخط
إنها مميزات الدوائر الاقليمية السياسية، الدائرة حول النظم الاقتصادية والمنافع المكتسبة بحق او غيره، لكنه يخضع في أي بقعة على وجه الأرض لجدولة زمنية ترخي بظلالها على أي دور سياسي موجه نحو استثمارات كبرى تتخطى فيها أي أعراف أو قرارات دولية حامية لقيم انسانية مهدورة على طاولات اجتماعات دورية أو مفاوضات، وأدوات التفاوض الفارغة من المعنى والمضمون كالعادة تأتي مكرسة لسيناريوهات محفوفة بالحديد والنار، ممهورة بدماء بريئة وبظلم واجف وأفواه حمقى وإعلام أغلبه متلون مستغبي، يطرح الأمر بكل بساطة على عالم أبكم أعمى، تجرد من قيم ملأ فيها كتب حقوق الانسان وقراراته الدولية في الحفاظ على الإنسانية في السلم والحرب والنزاعات الدموية بكل ديموقراطية وعدالة اجتماعية وحفاظا على طفولة بريئة لا ممزقة.
وكأنها الساعة صفر أتت لتكمل ما بدأت ودأبت، لتعري ما في النفوس المريضة من علّات ومحن وعقد نفسية، تؤسس لفكر تكاذبي مشحون على ملهاة الشعب بغرائز طائفية مقيتة، ولتثبّت أقزام من ورق، لينضح إناء الغوغائية بما فيه، مكرِّسا بهذا مزرعة الحمق. إنه وقت عصيب جلل، الى جانب التطورات المتسارعة في المحيط الاقليمي والدولي، يَتَطَلَبُ وقفة سريعة إنسانية وطنية تأتي بالجمع لا الفُرقَة، نتعلم من اخطاء ارتكبناها بحق بعضنا والوطن الذي يجمعنا، نجتمع على كلمة واحدة داخلية من أنفسنا، لا وصايات أممية أو تبعية أو امتدادية.
انه توقيت عار من كل قيم ومبادىء وزمن رديء، استباح للقاتل حق الدفاع عن جرائمه التي ما يزال يرتكبها بلا خجل أو وجل، يصف ضحاياه بما فيه، والمشاهدون كثر، بلا حيل أو أصحاب الحيل، مشاركون ومتعاونون، لا تدرك ماهيتهم الا في مواقفهم.
انه قلب الطاولة على مفاهيم ترعرعنا عليها وألفناها لكن دون أمل في أدنى تغيير الى الآن أقله. لكن المشهد السريالي الآني قد أتى ففرض نفسه كواقع، كشف الغطاء الشفاف عن المشهدية النمطية للصراع، والتوقيت هنا ولأي سبب كان أتى، لكنه أعاد للمسرح السياسي المقاوم وبشكل صادم ما اتفق عليه الى جبهتين متواجهتين شملت شتى أصقاع الأرض.
نعم، إن للظلم والظلام حين وبدّ، ولزمانه وقت وحدّ، التضامن للحرية لها ثمن والتفرقة والخيانة أثمان، وكلاهما سيذكرهما التاريخ، إما عزٌ وكرامة أو خذلان وقُمامة، لا يستويان في أي ميزان، " فالحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما ان يكون حراً أو لا يكون..." نيلسون مانديلا. 
فلتكن الساعة مواقيتنا، تصنعها أيدينا، إن اجتمعنا وأردنا....