اظهرت وقائع الزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع الاسرائيلي يو اف غالانت الى واشنطن، والمواقف والتصريحات التي واكبتها، بعد سلسلة اجتماعات عقدها مع كبار المسؤولين الاميركيين، اختلافا واضحا في اللهجة التي استبق بها الاخير الزيارة، مع تدني ملحوظ في مستوى التهديدات الإسرائيلية للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد حزب الله لحل مشكلة التوتر والاشتباكات الدائرة عاى الحدوداللبنانيةالجنوبية بين الحزب وإسرائيل، مقابل اعطاء الأفضلية للحل الديبلوماسي في الوقت الحاضر، في حين ركزت البيانات الصادرة عن البيت الأبيض والبنتاغون وتصريحات المسؤولين الاميركيين، على الالتزام بحماية إسرائيل، ووقوف الولايات المتحدة الى جانبها ودعمها في مواجهة المخاطر والهجمات التي تتعرض لها، ولكن في المقابل شددت على موقفها الرافض لتصعيد الوضع، وحل مشكلة التوتر واعادة السكان المدنيين على جانبي الحدود، بالاتصالات الديبلوماسية، التي تبذل الادارة الاميركية قصارى جهدها للتوصل إلى تفاهم ينهي الاوضاع المتدهورة جنوبا، ويعيد الامن والاستقرار في المنطقة.
ماذا يعني الموقف الاميركي ألذي أبلغ إلى غالانت؟
باختصار وان كانت زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي الحالية إلى واشنطن، والتي تسبق زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، هي لابراز اهتمام الادارة الاميركية بوزير الدفاع، ورهانها على ان يتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بعد سقوط نتنياهو، مع استمرار الخلاف الحاد مع الاخير، بخصوص بعض تفاصيل الحصار والتجويع، ألذي تفرضه قوات الاحتلال الاسرائيلي على السكان المدنيين في قطاع غزّة، وتعاطيه الملتبس مع مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف اطلاق النار، وعقد صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب والمعتقلين الفلسطينيين مع حركة حماس، الا انه برز بوضوح ان اصرار الادارة الاميركية على تكرار معارضتها لاي عملية عسكرية اسرائيلية ضد حزب الله حاليا، لحل مشكلة اعادةالنازحين من سكان المستوطنات الإسرائيليين، المستمرة منذ ثمانيه اشهر، تحت مبرر منع التصعيد بالمنطقة، واستمرار مساعيها المتواصلة للحل الديبلوماسي، عدم الانجرار إلى دعم إسرائيل في أي عملية عسكرية مفتوحة مع حزب الله، قد تتوسع وتتحول إلى حرب واسعة، وتنضم اليها ايران وقوى معادية للولايات المتحدة الأمريكية، على أبواب إجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية، التي يترشح فيها الرئيس الاميركي جو بايدن في وجه منافسه دونالد ترامب، وقد تؤثر سلبا مجريات الحرب هذه على حظوظه بالفوز.
وانطلاقا من هذه الوقائع غير المعلنة، يبدو ان التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بالحرب ضد حزب الله ولبنان، تهاوت امام مصلحة الرئيس الاميركي المرشح الرئاسي حاليا، او انها جمدت حتى بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.