حلَّ العام الجديد ٢٠٢٥ وما زال العالم بدوله وشعوبه يواجه تحدّيات خطيرة على مستويات متعددة ومختلفة، حُلّت جانحة كورونا فدبّ الذعر لدى أغلب سكان العالم وفرض نمطا من العيش وقاية من شرورها، وهناك من يبشّر بأوبئة أخرى أكثر فتكا وضررا ببني الإنسان على هذا الكوكب الذي حمل مكونات حضارية وصناعية في غاية التقدّم، ونشبت الحرب الروسية - الأوكرانية وانقسم العالم حولها وما تحمله من تداعيات وتباشير حرب عالمية.
وما يثير الخوف والقلق ما هو قائم في منطقتنا العربية وأخطرها الهجمة المتوحشة الصهيو-أميركية (فلسطين غزة واخواتها، ولبنان الجنوب والضاحية ومناطق أخرى) أن إسرائيل تخوض حرب إبادة للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، ويأتي تصريح الرئيس الأميركي الذي بعد استلام مسؤولياته الجديدة بالحكم أعرب عن مشروعه الجهنمي بإرسال فلسطينيي غزه والضفة الغربية الى كل من مصر والأردن ودول أخرى، وكأننا أمام وعد مماثل لوعد بلفور الاستعماري يقضي بتوسيع الكيان الصهيوني بفلسطين على حساب الحق الفلسطيني العربي فيها، وبدون ردود فعل عربية وصديقة رافضة ومستنكرة وبدون أي موقف حاسم من الدول العربية المطبّعة مع الكيان الصهيوني، بالتهديد بوقف التطبيع وإسقاط المشروع الاستعماري الجديد.
وعلى الجانب اللبناني فإن ما جرى من حرب عدوانية تدميرية على غزة واخواتها بفلسطين جرى مثيلا على لبنان بجنوبه وبقاعه وشماله وضاحية بيروت الجنوبية من حرب تدميرية للبشر والحجر والزرع والشجر كل ذلك تحت صمت مريب من غالبية الدول العربية يصل إلى الظن بمشاركتها المخطط الصهيو-أميركي بصورة مخفية.
إسرائيل وبدعم أميركي مكشوف باتت مستفردة بغزة واخواتها وبلبنان ومدنه وبلداته وحالات النزاعات والانهيار التي تعيشها دول وأقطار عربية أخرى هكذا حال السودان والعراق وسوريا ونسال متى يفيق العرب دولا وشعوبا من سباتهم العميق؟ أين التضامن العربي الذي تسعى دوله العربية لمواجهة هذه التحديات الخطيرة وتجاه المخططات الغربية والصهيونية، لتغيير وجه الشرق الأوسط وأخطرها تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حالات المقاومة في لبنان وبوجه أخص القضاء على حركة حماس فلسطينيا وحزب الله لبنانيا كما يدّعي نتنياهو وهل هذا بصالح أمة العرب أم بصالح إسرائيل؟! أما من غضب يا أم العرب هل سلّمتم أقداركم لدول وفق مصالحها وتوسيع نفوذها غير عابئة بمصالح أمة العرب، أما من وقفة تضامنية عربية تبحث جدّيا مصير هذه المخططات ومشاريعها المشبوهة؟
كيف يتعامل أصحاب القضية بقضاياهم وكيف تتعامل الأقطار العربية لمواجهة التحديات/ في لبنان تم انتخاب رئيس جمهورية وتم تكليف رئيس للحكومة وكل اللبنانيين تفاءلوا بالخيارين وأصبح أمام اللبنانيين فرصة كبيرة لعهد جديد مختلف عن العهود السابقة يكون من تكويناته ما ورد في خطاب القسم للرئيس المنتخب وخطاب المكلف بتأليف الحكومة. ما يجب إسقاطه من النظام السابق ومنه.
أن الطبقة السياسية السابقة أحدثت خرابا بالدولة وبكل مؤسساتها وعاثت في البلاد فسادا والأمل بالتصحيح قد يكون بواسطة هذا العهد الجديد على الرئيسين أن يختارا بأنفسهما كل الوزراء ويتقدّما بأسمائهم للمجلس النيابي للثقة والشعب اللبناني هو المرجع والحكم ودعوا النواب بمواجهة الشعب الذي يريد خطوات شجاعة وتأليف الحكومة حكومة العهد الجديد ولم يعد يحتمل الأمر التسويف المماطلة والتركيز. استعادة الدولة من الذين هم أصل بلاء الدولة ويترك أمرها للشعب وهم يحاسبون النواب اليوم وغدا.
الأمر الثاني وهو مسؤولية الدول العربيه تجاه قرار الرئيس الأميركي ترامب أنه أخطر قرار بحق العرب قبل فلسطين وهو امتداد صهيو-أميركي مشترك لمخطط تصفية القضية الفلسطينية وإنهائها أنه شبيه بوعد بلفور المشؤوم الصادر عن المملكة البريطانية وهذا يعني لا لإقامة الدولة الفلسطينية بل يعملون لإقامة الدولة اليهودية تمهيدا لإخضاع المنطقة العربية للصهيونية العالمية ثم إحكام السيطرة عليها ومن المؤسف أن الردود العربية لا تتماشى مع مخاطر هذا القرار الاستعماري الجديد وهو يصيبهم جميعا وليس الردّ عليه كما صرّح أحدهم عدم القبول بالظلم المسألة وجود أمة وفلسطين عاصمة الرسالات السماوية.
على الدول العربية الدعوة السريعة لعقد قمة عربية خلال أسبوع وإصدار مواقف بمواجهة صاحب المشروع الأميركي ضد العرب والفلسطينيين والمسلمين والمسيحيين العرب وان كانت القمة العربية متعذرة فتستبدل باجتماع لوزراء الخارجية العرب ويعقد بالقاهرة تحديدا أو بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة ويتخذ عدة خطوات تكون ردّا حاسما وحازما ضد القرار الأميركي وضد الرئيس الأميركي والسياسة الأميركية في الشرق الأوسط وإلّا يصبح أمام العرب طريق وحيد لاسترداد الحق العربي بفلسطين وإعادة اليهود إلى الدول التي جاءوا منها واستوطنوا فلسطين زورا وبهتانا وإعلان الدول العربية المطبّعة مع الصهاينة بإلغاء معاهدات التطبيع مع العدو الوجودي للأمتين العربية والإسلامية والشعوب المناصرة للحرية والرافضة للعدوان واحتلال أراضي الغير وأدانة كل من السياسة المشتركة بين أميركا وإسرائيل ضد العرب والمسؤولين وإعادة بعث قوى المقاومة التي تجلّت بلبنان بحزب الله وحركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية كلها وفتح المجال لكل المقاومين ضد الاحتلال والمحتلين وان أي تهاونا بحقوق العرب والاعتداء عليهم وعلى أراضيهم وسيادتهم من حيث دعوة الرئيس الأميركي وتآمره على القضية العربية قبل فوات الأوان.