بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 نيسان 2025 12:00ص أي دروس تقدّمها أفلامنا؟ حتى الترفيه ليس متوفّراً

حجم الخط
عوّدتنا الأفلام التي حملت عنوان: العصر الذهبي للسينما العربية، على أمثولة تقدّم للمشاهد من خلال الأحداث أو في الختام مع كلمة النهاية يتعظ من خلالها الرواد ويغادرون مع مشاعر مؤثرة ربما صاحبتهم ساعات أو أياماً لكنها من الميزات الحسنة لسينما الأمس.
هذه الأيام لا عبرة ولا درساً إيجابياً يُستفاد منه، يعبر الشريط بكل ما يحمله من دون إنتباه، أو موقف معيّن يجذب للتمعّن فيه، أبداً وبالكاد يتذكّر المشاهد عنوان الشريط، لأن الأحداث تتشابه، ووجوه الأبطال هي هي لا تتبدّل، والحوارات تعبر بلا تأثير لأنها أصلاً مكتوبة بنفس سطحي في الغالب، وهذه الصفات تنطبق على غالبية ما يروّج له من أشرطة جديدة يقال عنها دائماً إنها قنابل ستنفجر في الصالات، ليتبيّن أنها مجرد فقاعات لا تلبث أن تختفي مع أول إصطدام بحاجز هوائي عادي.
وقد نقنع أنفسنا بصعوبة حين نتصوّر أن سينمانا أخذت درب السينما الهوليوودية لناحية الترفيه فهذه الكلمة الموجودة في إسم كل الشركات الفنية الأميركية، مقصودة عندهم، بمعنى أنهم عندما يقولون الترفيه فإنهم يقدمون على الأقل نسخاً تقنية متكاملة الصناعة، ولا يختبئون خلف أفلام تافهة بدعوى أنها للترفيه، وهي أعمال كما تدخلها كما تخرج منها لا إضافة ولا أي تأثير على الإطلاق، بل مجرد تهويمات وتضييع وقت وملء فراغ الشاشة بفراغ آخر أكبر.
لن تجد أفلامنا موقعاً متقدماً عند جمهورها إلّا إذا احترمت أخلاقيات ومبادئ مجتمعنا، وكل هذا الصخب والجنون في الأفكار والنماذج المشهدية الصادمة لن تقدّم شيئاً لسينمانا أو جمهورنا، فلنأخذ من إيجابيات أيام زمان ما ينفعنا في حياتنا الحاضرة، لقد كان ورود آية قرآنية كريمة في ختام أي فيلم نوعاً من الفرج والبركة وحس الخير فيخرج الرواد من الصالات مفعمين بروح التقوى والإيمان، ويشعرون بدفء يغمر حناياهم، بدل كل تلك السلبيات التي تزخر بها النسبة الكبيرة من إنتاجاتنا المرئية.
من هنا لا بد من إستعادة التوازن المجتمعي عبر مضامين ورسائل الأفلام وإلّا فلا داعٍ لها لأن عبورها غير المؤثّر فيه أذيّة وإن لم تظهر مباشرة فهي تعشعش في الذات وتخرج مع كل تصرفاتنا في مجتمعنا.