بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آذار 2025 12:00ص العرب ينفتحون على السينما قاعات عرض وميزانيات

حجم الخط
ربما كانت الظروف المختلفة سبباً في تأخّر عدد من الأقطار العربية عن إيلاء الفن السابع الإهتمام الذي يستحقه، وبالمقابل فإن المؤكد أن وصول أفلام عربية كثيرة من خارج المنظومة المهتمة أصلاً بالسينما - الأردن، والسودان حصراً - إلى مهرجانات ونيل جوائز بارزة حرّك حماسة الحكومات على رصد ميزانيات كريمة تدعم مشاريع أفلام ذات مغزى وفي مستوى رفيع، وإفتتاح صالات عرض، حتى تبلورت بعدها سياسات وافقت على إستحداث استوديوهات ومعامل لكافة الأمور التقنية والموافقة على إستقدام خبرات مشهود لأصحابها أمام وخلف الكاميرا.
ونحن مع الرأي القائل بأن أول محفّز ومبرّر أصلاً لإقدام حكومانتا العربية على التعاطي إيجاباً مع هذا الفن هو ما دأبت عليه هوليوود وبقوة ومن بعدها أوروبا الغربية من تقديم صورة العربي في أفلامها بشكل مهين وإستفزازي، وبقي أمر الرد على هذه الإساءات في حدود صرخات عدد من النقّاد والمخرجين وسادة الأبحاث، بينما لم نرَ فيلماً عربياً واحداً يردّ الطعنات المتتالية في صدر وقلب العرب، وفي هذا الإطار لم يتمكن عدد من مخرجينا المبدعين وحملة الجنسيات المزدوجة من المبادرة لفتح باب الرد بأفلام تنتج في عقر دار الغرب لأن لا أحد هناك سيبارك أي خطوة من هذا النوع.
واحد من هؤلاء هو المخرج الشهيد - قضى مع إبنته في إنفجار إرهابي بالعاصمة الأردنية عمّان - مصطفى العقاد، الذي كان حاضراً في أميركا مخرجاً ومنتجاً ولم يستطع تقديم أفلام عن أمته العربية فنفّذ أفلاماً في أرض العرب وقدّم: «الرسالة»، و«عمر المختار»، وكان بصدد مشروع عربي ضخم عن الأمة الناطقة بالضاد لكنه لم يكتمل بسبب إستشهاده.
هذا النموذج يلخص دراما القيد العربي الذي يأسر المبادرات الإيجابية التي تطمح لتقديم العربي وقضاياه في إطار واقعي سليم، وإن كان هذا ليس سبباً وحيداً لإبتعاد سينمائيينا عن مقاربة الصورة الحقيقية لأمّتنا ذات التاريخ المجيد، وديننا الإسلامي، بل إن غياب داعمي هكذا إنتاجات ألغى العديد من الرؤى التي كانت تطمح لإنجاز أفلام تعيد رسم صورة العربي الصحيحة في أذهان العالم، وحجب التشويه الذي كان محض إفتراء وتحامل بدعم وتوجيه من مرجعيات اللوبي المتحكّم بمجريات الأمور في بلاد العم سام.