بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 شباط 2025 12:00ص تحفة مشهدية كرتونية بطلتها الطبيعة والموسيقى

حجم الخط
عالم رحب، شاسع جداً، ولو كنا منطقيين في تقييم السينما لما إكتفينا بـ الفن السابع، لا إنها تضم كل الفنون دون إستثناء، هي جامعة وموحّدة الفنون تحت مُسمّى واحد، يجعلها رمزاً لكل الجماليات المرئية والمسموعة والمحسوسة.
هذا المناخ دفعنا إليه شريط كرتوني توّجته الـ«غولدن غلوب» أفضل شريط صور متحركة عرض في العام المنصرم 2024 لمخرج شاب من لاتفيا يعني ليس أميركياً ولا إنكليزيا ولا فرنسياً أو إيطالياً كما جرت العادة، لم يتجاوز الثلاثين عاماً بعد، يدعى جينتس زيبالوديس، لم يكتفِ بالإخراج بل ساهم في الإنتاج - تكلّف الفيلم 3 ملايين و500 ألف يورو - وصاغ جزءاً من الموسيقى التصويرية بمشاركة ريتشاردز زالوبي، كما مارس مهمة المدير الفني، والمونتير، ومدير التصوير، لكن هذا الحشد من المهمات مارسه بلمسات إبداعية، جعلته حاضراً في كل مفاصل الفيلم.
‏Flow هو عنوان الفيلم الذي علق بروحنا وأمتعنا بشغف فشاهدناه بفرح وحب وتصفيق بالعيون، عنوانه الأصلي: Straume يحكي من دون أي كلام، بالصور، والنغمات الموسيقية المصاحبة لأبطاله من حيوانات الغابة وبعض الأليفة خصوصاً القط بطل الشريط ومدته 85 دقيقة، فنحن نتعرّف عليه وحيداً باحثاً عن رفيق أو رفيقة، حيث يصادف بعضها فيتلاءم معها ويلاقي أخرى فينفر منها، لكنه يوحي في كل تحركاته بما يفكر فيه بغريزته وإذا به يوحي إلينا بكل الرموز الممكنة أنه يعيش في مجتمع بشري، لأنه يبحث عن الدفء العاطفي، والمودّة مع رفاق وصحبة تدوم من دون خوف، وهو في عملية البحث عن ولف يواجه كلاباً ضالة ومسعورة، ثم يحمله طائر عملاق ويطير به ليلقيه من علو شاهق بقصد التخلص منه، لكنه يقع في مياه نهر، وإذا بمركب فارغ يعبر، فيستقله وينضم إليه آخرون، ويوجهون المركب صوب منطقة سكنية فيها بشر لكن حيواناً بحجم مضاعف من الحوت يظهر فجأة ليسلك المركب طريق الهروب السريع.
وللأسماك دورها في هذه المغامرة، تكون حيناً رفيقة وأخرى مصدر غذاء، فيما تحضر أصوات الشجر والمياه وبعض الحيوانات والحشرات بما يوحي للمتابع أنه في الغابة، لا بل هناك لحظات تفاجىء المشاهد من ظهور حيوان دون سابق إنذار، ثم تعود الموسيقى التصويرية لإستلام الزمام.